لم تتوقف الصحافة الجزائرية عن نشر مقالات التحدي والمباهاة إثر تقديم الجزائر لملف ترشيحها لاحتضان كأس افريقيا للأمم 2025 بعد سحب تنظيمه من غينيا. وإذا كانت ذاكرة المسؤولين الجزائريين أصابها قصور أو هوس، فعليهم أن يعودوا إلى الأمس القريب جدا حين تم سحب بساط تنظيم نفس الكأس من تحت رجلي الجزائر، وإسناده إلى دولة الغابون،رغم أن رئيس اتحادها في ذاك الزمن كان عضوا فاعلا الى جانب عيسى حياتو الرئيس السابق للكاف. ولعل مشاعر الإهانة التي تذوقت الجزائر مرارتها في ذاك الحين كانت مبررة بحجج قوية من الكونفدرالية الافريقية، باعتبار أن الجزائر لا تتوفر سوى على ملعبين شبه صالحين للمنافسات حينها، وهما ملعب 5 جويلية بالعاصمة،وملعب مصطفى تشاكر في البليدة، قبل أن يتعرض هذا الأخير لصفعة قوية بسبب عشبه الفاسد، وأسواره الآيلة للانهيار وأبوابه الصدئة، بحيث أصبح موضوعا للنكت الساخرة حينما اتهمت الجزائر رئيس الجامعة المغربية فوزي لقجع بإفساد عشب ملعبها. ولكن الحقيقة الصريحة التي تسعى الجزائر إخفاءها بالعناد السياسي هي نفسها الحقيقة التي صرح بها المدرب جمال بلماضي،والذي لازالت صراحته تدوي في آذانهم، ولا زال اليوتوب يحتفظ بانتقاداته اللاذعة لملعبي وهران ومصطفى تشاكر، لضعف مشاتلهم العشبية، وعدم صلاحية أرضيته للمنافسات الدولية في كرة القدم.(https://nn-algeria.dz/لا-تحدثوني-عن-ملعب-وهران-لا-أريد-اللعب/). https://jazayerna.com/sport-algerie/7596/ ثم إن الجزائر التي تريد أن تزايد على كرة القدم بالسياسة وبالنفط، يجب ان تعلم مليا ان تنظيم تظاهرات دولية في هذا الزمن، يعني اولا التوفر على العديد من الشروط والمستلزمات، ومنها البنيات التحتية القوية، والطرق الجيدة، والمستشفيات المناسبة، والملاعب الصالحة للتداريب، والأمن العام في الشارع العمومي وغير ذلك. نعم، على الجزائر التي نجح رئيسها الحالي في زرع الأحقاد والضغائن، المثخنة بالكراهية للشعب المغربي لدى وسائل الإعلام، وفعاليات المجتمع المدني، عليها أن تعلم أن منافسة المغرب هي منافسة 12 ملعبا من أحسن الملاعب في افريقيا، ومنافسة البنيات التحتية الجاهزة، ووسائل النقل الحديثة، ورجال أمن مؤهلين في مهامهم -وقد التمست دولة قطر الاستفادة من خبرتهم لتأمين مونديال 2022- ومستشفيات مجهزة بأحدث الوسائل الطبية، واستقرار في البلد، وطمأنينة في الشارع، وتجربة كبيرة في تنظيم التظاهرات الرياضية والمنافسات الكروية، لعل آخرها هو اختياره من طرف "الفيفا" لاحتضان الإقصائيات المرتبطة بكأس العالم وكأس إفريقيا بما فيها تلك التي تخص المنتخب الجزائري،واخيرا إن الذي يصمم كأس العالم مغربي واسمه سيظي أحمد آيت سيدي، والذي انتج قطعة كأس العالم هو ايضا مغربي واسمه رضوان المغربي، والذي سيسهر على امن تنظيم كأس العالم شرطي مغربي،والذي سيضمن متعة الارتباط بالفرجة هو منتخب مغربي مؤهل بجدارة لنهائيات كاأس العالم..فلتشهدي يا جارتنا الحاسدة لنعم الله.