لازال كابرانات قصر المرادية لم يستيقضوا بعد من الصدمة التي ألمّت بهم بعد الموقف الجديد لدولة كينيا، والذي أعلن عليه الرئيس الجديد وليام روتو مباشرة بعد أدائه لليمين الدستورية، والقاضي بسحب بلاده اعترافها بما يسمى الجمهورية العربية الصحراوية، حيث لجأ نظام العسكر الجزائري لممارساتها التي اعتاد عليها محاولةً منه التأثير على هذا القرار من خلال الاستعانة بحلفائه داخل الحكومة الكينية السابقة التي سيتم تغييرها خلال الأيام القليلة المقبلة. فبعد الضربة القوية الجديدة التي وجهتها الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس للعسكر الجزائري، المتمثلة في القرار الكيني الجديد، قام الكابرانات بالاستعانة بالأمين العام لوزارة الخارجية الكينية، "Macharia Kamau" المنتهية ولايته، والذي أصدر وثيقة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأعلن من خلالها مساندته لما أسماه "تقرير مصير الشعب الصحراوي"، وهي الوثيقة التي احتفت بها عصابة البوليساريو وتداولتها على نطاق واسع عبر الأبواق الإعلامية التابعة لها وللنظام الجزائري. وتعد هذه الوثيقة غير رسمية مادامت لم تنشر عبر القنوات الرسمية وبالتقاليد المتعارف عليها، بحيث أن الأمر يدخل فقط في إطار الحرب الدائرة بين رئيس جديد يطمح للبحث عن علاقات دولية في محيطه الإقليمي بعيدا عن التموقع مع دول تسعى فقط للمس بسيادة الدول وخلق الفوضى واللااستقرار، وبين بقايا الرئيس السابق أوهورو كينياتا الذي كان يدعم عصابة البوليساريو بحكم العلاقة التي كانت تجمعه مع الكابرانات ومع دولة جنوب إفريقيا، وهو الذي حكم البلاد منذ سنة 2013 إلى غاية سنة 2022، قبل أن يقرر بعدها عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، ودعم رايلا أودينغا، ضد ويليام صامويل روتو الذي فاز بالانتخابات الرئاسية. ولم تكن هذه هي المحاولة الأولى من الكابرانات وحلفائهم في كينيا للتأثير على القرار الكيني الجديد، بل كانت هناك محاولات للضغط على زعيم المعارضة، والمرشح الرئاسي السابق، رايلا أودينغا لانتقاد موقف الرئيس الجديد بخصوص قضية الصحراء المغربية، بيد أن الأخير خرج ليؤكد في تغريدة على صفحته الرسمية على موقع تويتر "أنه يعرف جيدا قيمة العلاقات بين بلاده والمملكة المغربية، التي اعتبربها "مهمة ومفيدة"، نافيا توجيهه أي انتقاد للرئيس الكيني الحالي، ويليام صامويل روتو، بعد إعلان الأخير عن دعمه للوحدة الترابية للمغرب، وعن طرد بعثة جبهة البوليساريو الانفصالية من نيروبي، مؤكدا أنه تساءل فقط عن الطريقة التي تم الإعلان بها عن القرار بخصوص قضية تدخل ضمن القضايا ذات الأهمية، في إشارة منه لإعلان الرئيس روتو على قراره على تويتر. إنّ هذه المناورات اليائسة الصادرة عن كابرانات العسكر الجزائري ليست سوى رقصة الديك المذبوح بعد تلقيهم لصفعة بعثرت أوراقهم، خصوصا وأن كينيا كانت تعتبر أحد المساندين الرسميين لعصابة البوليساريو، بل كانت أحد أكبر قلاعهم بالقارة السمراء، قبل أن تخترقها الدبلوماسية المغربية التي يقودها الملك محمد السادس الذي يشكل لكابرانات قصر المرادية كابوسا حقيقيا خرّب مخططاتهم بعد وحينما قرر العودة لشغل مقعده بالاتحاد الأفريقي. ستواصل إذن الآلة الدعائية للعسكر الجزائري ودميتها البوليساريو حملاتها التضليلية وأكاذيبها المفضوحة في محاولة منها للترويح على الكابرانات بعد الصفعة القوية التي تلقوها من الرئيس الكيني صامويل روتو مباشرة بعد وصولها للقصر الرئاسي عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، فيما ستواصل الدبلوماسية المغربية فضح مخططات النظام العسكري الجزائري وتوجيه المزيد من الصفعات والضربات القوية له إلى حين طرد دميته عصابة البوليساريو من منظمة الاتحاد الأفريقي.