في الوقت الذي تتعالى فيه الاصوات المنادية بمحاربة الرشوة من خلال وصلات اشهارية، و بصوت رنان تم اختياره بدقة، عبر مختلف وسائل الاعلام المرئية و الالكترونية و المسموعة، و في الوقت الذي تم فيه تعليق ملصقات معدة لهذه الغاية بمختلف الادارات و الاماكن العمومية تحمل عبارات ّواياكم و الرشوة...الرشوة جريمة كيعاقب عليها القانون الراشي و المرتشي... ووسط كم هائل من الندوات و اللقاءات الصحفية المواكبة للحملة التي تقودها الحكومة هذه الايام "بشراسة" في شخص وزارة الوظيفة العمومية،. في هذه الظروف وفي خضم هذه الأجواء يأبى عوني سلطة بحماعة افورار إلا ان يغردا خارج السرب دون الاكتراث لما يقال عنهم و يروج حولهم. قد يتساءل البعض عن سبب تشبتهم الشديد بالرشوة بكافة مفاهيمها و بمختلف اساليبها المقيتة. و الجواب سهل للغاية: انهما "قهوجيان" شبه اميان، لا يستمعان للمدياع إلا عن طريق الصدفة، الانترنيت يبدو انهما لم يسمعا به، اما الجرائد فيحملانها من حين لآخر امام اعين الناس لدر الرماد و اظهار اهتمامهما بالأخبار، التي لاتربطهم بها سوى مشاهدة صورها ثم الخير و الاحسان. و بالعودة الى الراشي و المرتشي الذين لعنهم الله، فصاحبينا لايدخران جهدا في النهب و السلب " على عينك ابنعدي" من المواطنين الابرياء الذين يضطرون "للدفع" لقضاء مآربهم الادارية و لكي يغمضا العين عن مجموعة من الاشياء الغير قانونية خاصة في مجال البناء. ان تغمض العين عن اشياء بسيطة، يمكن للمرء ان يتجاوزها و يتساهل فيها، لكن ماهو غير قانوني يستوجب دفع الرشوة لقضائه. و هو الامر الذي يسلكه بل يتفنن فيه هذين المقدمين، و لا يخافون في ذلك لومة لائم بسبب الغطاء الرفيع المستوى الممنوح لهم من طرف القائد على شكل "كراكيز" يحركه ال الرداد كيفما يشاؤون كالخاتم بإصبعهم: "واش عند الميت ميكول قدام غسالو" فهو "زوفري" ياكل و يشرب و...بالفندق بعيدا عن زوجته و أولاده فكيف له ان يتكلم او بالأحرى يرفع رأسه امام هذا الاخطبوط الذي لم يسلم منه حتى عامل الاقليم الذي عين له هذين المقدمين مباشرة قبل الانتخابات البرلمانية الاخيرة رغم ان كافة سكان افورار يعرفون عدم اهليتهما لهذا المنصب و انما شفع لهما ولائهما التام و اخلاصهما الدائم لعائلة الرداد المسكينة. و قد سبق ان رفعت عدة شكايات ضد هذين العونين: ( م.او). و( ع.ق). تمت بإعطاء انذار للأول وخلق صراع كبير مع رئيس الدائرة الذي بدا حازما في البداية، حسب ما قيل انذاك بمقاهي افورار، قبل ان "يدخل جواه" كزميله القائد، لعلاقة الرداددة الوطيدة بالعامل. و بالعودة الى موضوع الرشوة، التي تبقى الطابع الخاص في علاقة المواطنين الابرياء بهذين المقدمين، نترك العون (م.ا) في فترة تامل لعله ياخذ العبرة من مرض والده هذه الايام و بان الدنيا فانية و "ما يدوم غير المعقول و فعل الخير"، نعرج عند زميله في الحرفة (ع.ق).، الذي تغيرت حياته و ارتفع مستواه المعيشي على ما يبدو و ذلك بسبب المداخيل التي تتقاطر عليه من الرشاوى. فبعدما كان في البداية خجولا و خائفا، اصبح اليوم ياخد الاتاوات "على عينك ابنعدي"و الخطير في الامر انه ياخد الرشوة في امور مخالفة للقانون و ذات عواقب وخيمة. و على سبيل المثال كيف يجهل خطورة التستر على البناء تحت خطوط التوتر العالي كما هو الحال بالحي الجديد. و ايضا كيف يتجرأ بالدخول في واضحة النهار و بشكل يومي لأخذ الرشوة بورش بناء الطابق الثالث غيرالمسموح به بتصميم التهيئة، بزنقة لا يصل عرضها الى 4 امتار بحي النصر قرب" الموظفة" الجماعية. وكدلك الطابق الثالث بحي الجديد قرب منزل عون سلطة ( ق..) .... الأمثلة كثيرة و مختلفة: من بناء طوابق و دور سكنية الى فتح نوافد و ابواب، "المهم كلشي باين وواضح، غير كولها ووجهو و كولها او تمانو... ... ايوا متنساوش، واياكم متعطيوش الرشوة" راه هاد المقدمين مساكن مزال مبناو ديورهم، واحد مع باه و لاخر في دار الورثة.