بقلم : لحسن أمقران – أنمراي - / من ورززات احتضنت قاعة الاجتماعات بالقصر البلدي لمدينة ورززات يوم السبت 22 دجنبر 2012 ، محاضرة فكرية من القاء الاستاذ و الباحث الأمازيغي أحمد عصيد وذلك في موضوع "العلمانية و الديمقراطية" . بعد كلمة تناولت التعريف بالجمعية، أهدافها، مبادئها وطاقمها، قدم رئيس الجمعية الاستاذ المحاضر للحضور الذي عجت به القاعة. هذا الأخير، أكد في بداية حديثه أن لغة الوضوح قد حلت محل اللغة الخشبية بفضل الربيع الديمقراطي، كما اعتبر اختزال القضية الأمازيغية في اللغة قصورا في الفهم و أن الأمر يتعلق بثالوث اللغة والثقافة والقيم.الاستاذ تناول مسألة الدستور الجديد حيث أكد أنه مكسب لكنه يبقى غير ديمقراطي لكونه يوظف الدين كما أنه يفتح الباب للتأويلات، قبل أن يذكر بنواقص وعيوب أخرى لا تزال قائمة - حسب الاستاذ - من قبيل عدم الفصل بين السلط، تمركز السلطة بيد شخص واحد، عدم ضمان الحريات التي تهددها الفرملة الدينية، ثم التزوير الهوياتي الذي فرضه القوميون. الأستاذ المحاضر خلص الى أن الصراع محوره السلطة والثروة والقيم وأن هذا الصراع جوابه الديمقراطية في شموليتها بحيث لا تقبل التجزيء. وفي معرض حديثه عن العلمانية أكد أن عمادها الديمقراطية التي لا يمكن أن يصنعها الاقتراع لكونه مجرد آلية لتحققها واعتبر الكرامة جوهر هذه الأطروحة. كما أشار الى أن مبعث التخوف من هذه العلمانية يكمن في بعض التجارب الاستبدادية والديكتاتورية التي رفعت عنوة شعار العلمانية حيث سادت ممارسات شنيعة لأنظمة عسكرية حكمت باسم العلمانية علاوة على ظهور الحركات الاسلامية. من جهة أخرى فصل أحمد عصيد في تعريف العلمانية فرفض اختزالها في فصل الدين عن الدولة و حرية المعتقد، حيث أورد المفهوم الفلسفي الذي يجعل منها استقلال العقل وقدرته على التحليل والاختيار، ثم المفهوم الاجتماعي فتعني احترام الاختلاف وقبول الآخر كما هو، وأخيرا المفهوم السياسي الذي يعني بقاء المؤسسات محايدة وملكا لجميع المواطنين.الأستاذ المحاضر لم يفته أن يركز أن من يحاول ربط العلمانية بالالحاد مجرد مراوغ أو جاهل.