شهدت قاعة العروض بدار الثقافة أزيلال، يوم الجمعة 19 / 10 / 2012 حفل توقيع الإصدار الشعري الثاني للشاعر المصطفى فرحات (ترنيمة لعصفور الكوثر)، وهو الديوان / المرثية الذي أوقفه الشاعر على رثاء ولده "محسن" بعد أن ذهب ضحية حادثة سير مروعة. ولأن الديوان موضوع الاحتفاء مرثية، ولأنها ليست كأيتها مرثية، فقد مر الحفل في جو حميم ومشحون بالشجن، وكان التأثر البالغ واضحا على كل المشاركين والحاضرين الذين أبدوا تعاطفا كبيرا مع الشاعر في المصاب الجلل الذي أصابه في مقتل. اللقاء أداره باقتدار الأستاذ محمد منير، وعرف تقديم قراءتين في الديوان؛ الأولى للشاعرة والناقدة مالكة عسال. والثانية للشاعر والناقد أحمد بهيشاوي. قراءة الأستاذة مالكة عسال عنونتها ب (الصراع الحسي الفواح بالألم في تجربة الموت لدى الشاعر المصطفى فرحات)، أما قراءة الأستاذ أحمد بهيشاوي فحملت عنوان: (شعرية الموت، قراءة في المتخيل الشعري وجمالية الخطاب لديوان "ترنيمة لعصفور الكوثر"). وبما أن القراءتين معا ستنشران في ركن حوار الشعر بالمنتدى، ارتأينا أن نكتفي هنا بإيراد أهم المحاور التي تناولها المتدخلان في قراءتيهما. بالنسبة لمالكة عسال، فقد دارت مداخلتها حول ما يلي: نزعة الموت والتأمل الوجودي. النزعة الصوفية في ديوان الترنيمة. تقاطع الشاعر في رثائه مع الخنساء. الجانب الفني في الديوان، وفيه كان للناقدة وقفة مع: (الصورة الشعرية التشبيهات الجمع بين المتنافرات اللازمة المتكررة السرد الحكائي الأسطوري ) لتختم مداخلتها بخاتمة عنونتها ب (الحزن يخلق اللغة). أما أحمد بهيشاوي، فقد تناول في مداخلته ما يلي: الشعر ووعي الذات بماهية الوجود. (مدخل) قراءة في العتبات النصية (العنوان الإهداء الفضاء النصي للديوان). التبئير السيميائي في تقاطع الحياة والموت في الديوان. تماهي الأب والإبن على مستوى الرثاء. التأويل الصوفي للمتخيل الشعري. خاتمة استنتاجية حول تمظهر الوعي الشعري في لغة الديوان. بالإضافة إلى المداخلتين النقديتين، قدم الشاعر الفحل إسماعيل زويريق قصيدة حائية رثائية من بحر الطويل، ناجى فيها المرحوم محسن فرحات، ووالده المصطفى بكثير من الشجى والأسى و اللوعة الحارقة الصادقة. كما قدم القاص والزجال الأستاذ محمد احساين شهادة حية تناول فيها صدق الإحساس والمعاناة في ديوان الترنيمة، ومرارة التجربة التي كابدها المصطفى فرحات. وختمها بقصيدة زجلية كان لها بالغ الأثر في متلقيها. هذا وتخلل اللقاء وصلتان موسيقيتان قدمهما الفنان الشاب حميد بوهلال، انتقاهما من ريبرتوار روحاني ينسجم مع مهابة اللحظة، ليكون الختام بتوقيع الديوان والتقاط صور تذكارية.