خرج ولم يعد "خرج ولم يعد" هي عنوان قصة وفاة الشاب كريم إفري الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره ، كان رحمه الله يعمل قيد حياته ممون حفلات ، حيث خرج رفقة رفاقه الأربعة ليلة الخميس 13 شتنبر 2012 حوالي الساعة الثامنة ليلا على متن سيارة مكتراة من نوع " Kia " حيث أكد لوالدته تزروفين فاظمة أنه متوجه إلى مدينة الدارالبيضاء لاقتناء طابعة الصور الفوتوغرافية " imprimante photo" و آلة تصوير لأحد أصدقائه . الوالدة المكلومة في فقدان فلذة كبدها تذكر أن ابنها كريم أكد لها أنه لن يغيب طويلا نظرا لالتزامه بتموين حفل زفاف مع لإحدى الأسر بتيموليلت يوم السبت 15 شتنبر 2012 ، وهو الوعد الذي لم يستطع أن يفي به لوالدته لأن القضاء كان يخبئ له ما لم يكن في الحسبان . أفورار .. الدارالبيضاء .. مراكش ؟؟ كانت وجهة كريم هي مدينة الدارالبيضاء لاقتناء بعض مستلزمات الأستوديو الخاص به ، وكان يحمل معه مبلغا مهما من المال قدرته والدته في 12000 درهم ، فكيف وصل إلى مدينة مراكش ؟؟ وبعد أن تعذر على كريم العودة في التاريخ المتفق عليه مع الأسرة من تيموليلت التي كان من المقرر أن يقوم بتموين حفل زفافها ، أتصل بأحد أصدقائه في المهنة وطلب من أن يتكلف بهذا العرس ، وبقي يتابع تفاصيل ذلك عن طريق الهاتف حسب إفادة أخيه هشام . غير أن آخر مكالمة للهالك ستكون ليلة الخامس عشر من شهر شتنبر قبل أن تنقطع أخباره ويغلق هاتفيه النقالين اللذان ظلا بعد ذلك خارج التغطية . عودة الأصدقاء .. وغياب كريم ؟؟؟؟ بعد أيام قليلة عاد رفاق السفر دون كريم ، لتبدأ معاناة السيدة فاظمة ، وتبدأ معها رحلة البحث عنه بين معارفه وأقاربه لكن دون فائدة تذكر ، ربطت الاتصال برفاقه لكنهم أكدوا لها أنهم يجهلون مكان تواجده ، بل اختلفت أجوبتهم ، وأمام هذا الوضع توجهت السيدة فاطمة تزروفين صوب دركية أفورار يوم الأربعاء 19 شتنبر 2012 لتقديم شكايتها بمن رافقوا ابنها كريم وملتمس إنجاز مذكرة بحث في حق ابنها المختفي ، وقامت بتسليمهم صورته ومعلومات خاصة ، غير أن الدركي المسؤول لم يقم بالإجراءات المسطرية اللازمة والتي من شأنها أن تعمم خبر غياب الهالك وصورته و أوصافه على جميع المراكز الأمنية . أصبح قلق الوالدة المكلومة يتعاظم خصوصا بعد أن أخبرها أحد الشباب بأن ابنها وقعت له حادثة سير ، ليلوذ بعد ذلك بالفرار دون أن تتعرف على أوصافه . بعد يومين من تاريخ وضع الشكاية عادت السيدة فاظمة إلى مركز الدرك الملكي بأفورار وكلها أمل في أن تجد خبرا يشفي غليلها وينهي حيرتها وقلقها ، ومن سوء حظها ربما وجدت نفس الدركي وأخبرها أن ابنها كريم يوجد بواويزغت عند أحد أصدقائه، فلم تنتظر كثيرا و استأجرت سيارة أجرة لتشق منعرجات " تيزي " لتصل إلى واويزغت غير أنها لم تجد ريحا لكريم ولا أثر له ، فما كان منها إلا أن عادت إلى مركز الدرك بأفورار مرة أخرى لتخبر من أرسلها بنتيجة سفرها ، وطلب منهاأن تعود إلى المركز في الثامنة ليلا لأن لديه مداومة ؟؟؟؟؟ فمن أخبر هذا الدركي بأن كريم بواويزغت ؟ ولماذا لم يقم بانجاز مذكرة بحث في حق المختفي ؟ ولماذا تم الاستماع فقط إلى 2 إثنان من رفاق كريم ؟؟ في حين أكدوا لأخ كريم أن الاثنين الباقيين لم يستجيبوا لاستدعاء الدرك وكأن أمر حضورهم إلى المركز اختياري ؟؟ كريم يتعرض لحادثة سير بستي فاطمة بمراكش . انتشر خبر وفاة الشاب كريم بين معارفه وأصدقائه يوم الثلاثاء 2 أكتوبر الماضي ، غير أن آخر من يعلم بذلك هم عائلة الفقيد . يحكي هشام إفري الأخ الشقيق للهالك أنه كان جالسا بالمقهى مع بعض أصدقائه وكانوا يناقشون موضوع اختفاء أخيه ، وحوالي الساعة الثانية والنصف بعد الزوال نادى عليه أحد الأشخاص طالبا منه أن يذهب لمركز الدرك الملكي لأنهم يطلبونه ، فأخذ دراجته النارية وفور وصوله إلى المركز أخبروه بوفاة أخيه . داع خبر وفاة كريم بين أصدقائه ومعارفه وبدؤوا في التجمهر أمام منزل العائلة ، وبعد ذلك تم الاتصال بوالدة الهالك التي كانت متواجدة بأزيلال . رحلة جلب جثمان الهالك من مراكش إلى أفورار . انتقل أخ الهالك رفقة والدته وبمعية بعض الأصدقاء إلى مدينة مراكش حوالي الساعة الرابعة والنصف ووصلوا حوالي الساعة الثامنة ليلا لتبدأ معانات الإجراءات الروتينية بين مصالح مختلفة ولولا مساعدة بعض أبناء المنطقة في تسريع الإجراءات لبقوا أكثر من ذلك . التقرير يقول بأن الهالك تعرض لحادثة سير صبيحة يوم 16 شتنبر 2012 بمنطقة " ستي فاطمة " نواحي مراكش حيث صدمته سيارة من نوع " أونو " على الساعة السادسة صباحا أي الساعة الخامسة بالتوقيت الحالي ، وهو وقت جد مبكر وفي منطقة نائية معزولة ، وتم نقله على متن سيارة إسعاف الوقاية المدنية إلى مستشفى ابن طفيل ، حيث أدخل إلى قسم الإنعاش على الساعة 8 و 30 صباحا ، وبقي بقسم الإنعاش إلى أن وافته المنية يوم الجمعة الماضي 21 أكتوبر 2012 حوالي الساعة الخامسة مساء . جثمان الفقيد يوارى الثرى كان حشد كبير من الشباب من أصدقاء الفقيد ومعارفه ينتظرون سيارة الإسعاف التي تقل جثمان الهالك أمام مركز الدرك بأفورار ، وفور وصول سيارة الإسعاف حوالي الساعة العاشرة ليلا انطلق الجميع في موكب مهيب نحو مقبرة أفورار حيث ووري الثرى حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا في جو جد مؤثر . مسؤولية الدرك الملكي بأوريكا وأفورار . تساؤلات مؤرقة عن حقيقة ما وقع ، وعن الحلقة المفقودة في قصة " كريم إفري " ، من قبيل : لماذا لم يتم إشعار أسرة الفقيد بإصابته في حادثة سير منذ يوم 16 شتنبر 2012 ؟ ولماذا لم يتم إخبار أسرته بخبر وفاته منذ 21 شتنبر 2012 ؟ وكيف وصل كريم إلى تلك المنطقة النائية والمعزولة وفي تلك الساعة بالذات ؟هل كان معه رفاقه وتخلوا عنه ؟ لماذا لم يتم التحقيق مع جميع رفاق الهالك في السفر ؟ هل هناك من يسعى ويضغط لإخفاء الحقيقة ولمصلحة من ؟ لماذا لم ينجز دركي أفورار مذكرة بحث في حق المختفي ؟ لماذا لم يكلف دركيوا أفورار أنفسهم عناء الاتصال بأسرة الفقيد ليلة توصلهم برسالة مفادها وفاته وكان ذلك ليلة الإثنين 1 أكتوبر 2012 حوالي الساعة التاسعة ليلا ، ولم يخبر أخ الهالك بذلك إلا حوالي الثالثة بعد الزوال من يوم 2 أكتوبر 2012 ؟ أين اختفى هاتفي الهالك ؟ أين اختفى المبلغ المالي الذي كان بحوزة الهالك ، حيث لم يتم العثور في جيبه إلا على بطاقة التعريف الوطنية حسب ما يفيد تقرير درك أوريكا ؟ لماذا لم يتم تعميق البحث مع رفاقه في السفر من أجل الكشف عن خيوط الكاملة للقضية ؟ تساؤلات وأخرى تفرض نفسها بقوة ، للكشف عن كل ملابسات القضية ؟؟؟؟؟