الرئيس يقاطع نفسه في سابقة فريدة من نوعها في عالم السياسة و التدبير، قاطع السيد رئيس جماعة مولاي عيسى بن ادريس بايت اعتاب دورته الاستثنائية ليوم 15 مارس 2012 ، و التي دعا لها من خلال استدعاءات توصل بها أعضاء المجلس ، مذيلة بجدول الأعمال و الذي يمكن تقسيمه إلى شقين: شق بروتوكولي.. يضم ملتمسين لطلب ساعي البريد و طبيب بيطري. و شق اساسي من اجله عقدت الدورة... يهم إقالة النائب الثالث للسيد الرئيس. لا غرابة في التفكير في اقالة النائب الثالث لسعادة الرئيس .. و الأمر شبه مفهوم و واضح خصوصا بعد ان صوت النائب الثالث ضد الحساب الاداري الذي لا يزال ينتظر قدوم لجان المجلس الجهوي للحسابات كما تنص المادة 143 و 144 من قانون مدونة المحاكم المالية، و يضيف احد اقطاب المعارضة ان الغريب هو ان يقاطع الرئيس نفسه، أن يرفض الحضور لقاعة الاجتماعات صحبة أغلبيته التي بات " يقلبها " بين الفينة و الأخرى ، و هو غير متيقن من وقوفها بجانبه، خصوصا بعد دورة الحساب الاداري. الرئيس يدعو لجلسة استثنائية بدون مبررات مقنعة حضر إلى قاعة الاجتماعات بجماعة مولاي عيسى بن ادريس السادة اعضاء المعارضة الستة بمن فيهم المستشار المهدد بالاقالة، و اعتصموا بباب القاعة لمدة تزيد عن 40 دقيقة متشبتين بضرورة افتتاح الجلسة و تسجيل الحضور في السجل المخصص لذلك، حيث وصل السيد القائد ممثل السلطة المحلية و اشرف بحضور السيد الكاتب العام و الخليفة الثالث على افتتاح الجلسة و تسجيل الحضور و رفعها لعدم اكتمال النصاب القانوني لانعقادها، على أمل الالتئام مرة ثانية بعد الاستدعاء الثاني بعد ثلاثة ايام من تاريخ 15 مارس 2012 كما تنص المادة 60 من الميثاق الجماعي. هذا و تجدر الاشارة ان المعارضة احتجت بقوة عن ادراج نقطة اقالة السيد النائب الثالث للرئيس في الدورة الاستثنائية دون مبررات مقنعة، اللهم انتقام الرئيس لنفسه بعد ان صوت المستشار " ع . م . ف " ضد الحساب الاداري. مع العلم انه لم يراسل السيد النائب بهذا الشان ، و لم يسجل عليه اي خطا جسيم كما تقول المادة 6 من الميثاق الجماعي. هل السيد الرئيس في ورطة؟؟؟ فهل فشل الرئيس في اقالة نائبه الثالث بناء على التصور الذي أعده لما فكر في عقد دورة استثنائية؟؟ و لماذا لم يحضر الرئيس، و يكلف أغلبيته بمقاطعة الجلسة حتى لا يتوفر النصاب القانوني لانعقادها؟؟؟ أم أن الأمر يتعلق بصفقات لم تكتمل بعد بينه و بين بعض من " تمرد" عليه مؤخرا ؟؟؟ ام أن خطة اقالة النائب الثالث تعتبر فشلا دريعا لمن يعتبرهم السيد الرئيس من اصحاب المشورة و إبداء الراي و الاستشارة؟؟؟ أم ان خطة المواجهة التي اعدتها المعارضة ليوم الدورة الاستثنائية ستزيد من تكشف الأمور، و بروز حقائق اخرى لم تكن في الحسبان؟؟؟ تلكم بعض الأسئلة التي طرحها المجتمع العتابي منذ مساء يوم الخميس الماضي ، وهو يسعى لإيجاد اجوبة شافية كافية ... غير أن أمر الحسم فيها سيظل عبئا على عاتق الساسة و المستشارين العتابيين الذين فضلوا الصفقات المشبوهة على حساب المصلحة العامة للمواطنين العتابيين، كما سيظل علامة فارقة بين اولئك الذين يرفعون شعار الوضوح من اجل محاربة الفساد، وبين أولئك الذين يلتصصون بالجماعة و مشاريعها طلبا للفتات، متسترين بثلة من المحابين و" المتملقين".