في حوار أجريناه مع أحد المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا، يكشف لنا مأساة المغاربة الذين اختاروا الرجوع في الحافلات بدل سياراتهم الخاصة. قصة تُعري حقائق مريرة حيث أن جل الحافلات ينطبق فيهم المثل الشعبي " المزوق من برا آش خبارك من الداخل "... بعد إلحاح قوي من العم الشرقي – المهاجر- علينا –خريبكة أون لاين- بإجراء هذا الحوار وقبل البداية بإعطاء التفاصيل انفجر قائلا: " قالك آسيدي المغرب تقدم فين؟ !... تقدم " . قمت بمحاولة لإطفاء جام غضب عمي لجمع تفاصيل الحادثة. وأول سؤال سألته: لو ممكن آ عمي الشرقي أن تروي لنا الأحداث بتأني؟ جواب من العم الشرقي: - بعد مناجاة طويلة تحمل في طياتها كثيرا من الألم ...- "آش نقول" المهم "آ ولدي أ المهدي" بدأت رحلتنا من مقر سكنانا في شمال إسبانيا "أستورياس- أوفيدو" في حافلات إسبانية كل ما يمكننا أن نقول وبدون مُبالغة أنها طائرات الدرجة الأولى، الراحة و التنظيم و النظام من طرف الكل... سؤال: إذن ما المشكل؟ عمي الشرقي : - ساخراً- "أودي..."، لما وصلنا للعاصمة مدريد طُلِب منا كالعادة أن نغير الحافلة – ركوب الحافلة المغربية- لتبدأ المعاناة، أولا لا أرقام موجودة على الكراسي. ليبدأ الصياح والنواح بين المسافرين " بلاصتي هذي.. أنا حطيت ميكا ..." في حين لو كانت الأماكن مُرقمة لتفادينا المشكل... س: إذن هذا هو المشكل الإجمالي؟ عمي الشرقي: -مقاطعاً- "أ مالك زربان" هذا المشكل الأول الافتتاحي، ثاني أمر المقاعد جد مزدحمة لا تُمكنك من أخد راحة قدميك، خصوصا أن المسافة ليست بالقصيرة. ثالثا طيلة الطريق لا وجود لأجهزة الترفيه كالتلفاز أو حتى الراديو صمت في صمت رهيب وكأننا في ميتم للصم والبكم. المهم بعد الانطلاق من مدريد العاصمة بدأنا نسمع شكاوي المسافرين من البرد الذي يدخل من الزجاج ... ولا أحد يجيب ! وكأننا في حافلات " كاطالا" القديمة، ... س : ما هي أول إنطباعاتكم قبل أن تصعدوا للحافلة؟ العم الشرقي : استبشرنا خيرا وقلنا الحمد لله البلاد تقدمت والأمور تطورت، لكن الحقيقة ليست مثل الانطباع، فبعد الصعود للحافلة وجدنا المثل المغربي" آلمزوق من برا آش خبارك من الداخل؟ !" هو الواقع. وبعد وصولنا لميناء طنجة المتوسط و إنهاء الإجراءات كلها على الساعة 10:30 صباحا، وصلنا لمدينة خريبكة على الساعة 20:00 ليلا... س: نصائحكم الأخيرة العم شرقي وما هي أهم التوصيات؟ العم الشرقي : "والله حتى عيب وعار هادشي" -مُنفعلا- أنا طلبي ورجائي إن لم يكن لنا إعتبار نحن المغاربة فعلى الأقل السياح والأقارب الأجانب الذين اختاروا القدوم في الحافلة – الشوهة اللهم إن هذا لمنكر - ، حتى لا أنسى السائقين " الله ياخذ في هادوك اللي جينا معاهم الحق"، طيلة المحطات وهم يبيعون ويشترون في البضائع التي تم إستقطابها من إسبانيا.. وعدم احترام الوقت عند المناوبات. والله لو لم تكن لنا الغيرة على بلدنا لما تحدثنا؟ خريبكة أون لاين: مقاطعا ونحن كذلك آ العم الشرقي همنا في إيصال معاناة الجميع لفضح المستور وكشف خبايا جل جروب الفساد والمفسدين، وجزاك الله عنا ألف خير. العم الشرقي: وأنتم أهل الجزاء أولدي الله المعين.