عرفت مدينة الفقيه بن صالح مساء يوم الأربعاء 25 يناير 2012 مسيرة تنديدية بوفاة زيدون عبد الوهاب أحد الأطر المعطلة . و ذلك بأحد مستشفيات الدارالبيضاء نتيجة الحروق التي أصيب بها قبل أيام. فقد كان الراحل معتصما رفقة زملائه من الأطر المعطلة بملحقة وزارة التربية الوطنية بمدينة الرباط من أجل المطالبة بحق الشغل. لكن قوات وزارة الداخلية قامت بمحاصرتهم و منعت دخول الطعام إليهم . الشيء الذي جعل مجموعة من المجازين المعطلين يتضامنون معهم و يحضروا لهم الخبز، و عندما كان زيدون عبد الوهاب رحمه الله يحاول مد أصدقائه بالخبز انهالت عليه مجموعة من القوات بالضرب . حاول الهروب، لكنه رأى النار تلتهم صديقه فحاول أن يطفئها وقد نسي أنه قد صب مادة الدوليو على جسده فاشتعلت فيه النار . و على إثر ذلك أصيب بحروق من الدرجة الثالثة جعلته يودع الحياة صباح يوم الثلاثاء 24 يناير. حياة مليئة بالشقاء و المعاناة في بلد يقال عنه أنه يحترم حقوق الإنسان لكنه في الواقع ينتهك حياة الناس و يستهين بها و يمنع المواطنين من تناول الخبز. و ما زيدون عبد الوهاب سوى نموذج لأمواج و أفواج من المعطلين بالمغرب . و قد هتف حوالي مئتي معطل ينتمون إلى جمعية الكرامة للمجازين المعطلين بمجموعة من الشعارات التي تستنكر هذه الفاجعة و تطالب بمحاسبة المسؤولين و من بين هذه الشعارات نذكر : مجاز يدين من أحرق الشهيد – يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح – يا اللي منع الخبز يا قليل لفهامة زيد جوعني زيد جوعني و الله و الله ما تمنعني . و أكدوا خلال هذه المسيرة نهم سيواصلون نضالهم على خطى الراحل زيدون عبد الوهاب حتى تحقيق المطالب المشروعة و المتمثلة في الشغل بالقطاع العام حتى يستطيعون ضمان لقمة العيش التي تسمح لهم ضمان كرامتهم داخل هذا الوطن الذي لطالما تغنى مسؤولوه بالديمقراطية و مراعاة حقوق الإنسان و طي ملف الماضي الذي ان يهمش المغاربة و غير ذلك من الشعارات البراقة التي لا أساس لها من الصحة. يذكر أن الفقيد عبد الوهاب زيدون هو خريج ماستر القضاء والتوثيق من جامعة فاس . حامل لكتاب الله متزوج من أمينة و هي مجازة في كلية الشريعة بأكادير و هي للإشارة أصلها من الفقيه بن صالح و بالضبط من " الدوار الجديد"، لكنها الآن انتقلت و عائلتها لمدينة السمارة بالصحراء. و قد ضلت ترافقه طيلة مسيرته النضالية من اجل الحصول على وظيفة في دولة الحق والقانون لضمان الحياة والعيش الكريم... لكن شاءت الاقدار ان يكون يوم الاربعاء 18-01-2012 يوم احتراقه. و حري بالذكر أن الفقيد كان ضمن مجموعة المعطلين المقصية من " محضر 20 يوليوز لمجموعة الأطر العليا ". تقرير : هشام فكيري تصوير: مصطفى العمراني