وصلنا الى المستشفى الاقليمي بأزيلال يوم الخميس 10 نونبر 2011 حوالي الساعة الحادية عشر كنا نتبادل أطراف الحديث بمكتب الدكتورة لمياء الدليمي مديرة المستشفى في انتظار زيارة السيدة لطيفة أم الأربع بنات توائم اللواتي ولدن حوالي الساعة الحادية عشر من يوم الثلاثاء الذي يصادف اليوم الثاني لعيد الأضحى بعد ذلك وصل وفد من القناة الأولى و المندوب الإقليمي للصحة الدكتور خالد شيهاب توجهنا جميعا الى قسم الولادة والتقينا أسرة لطيفة و زوجها حسن و الفرحة بادية على وجه الجميع . يحكي الزوج و هو في عقده الثالث يشتغل حلاقا بأحد المحلات بالدارالبيضاء، عملي غير قار ولا أتوفر على بطاقة التغطية الصحية، حوالي الساعة الثامنة ليلا من يوم عيد الأضحى أحست زوجتي بألم المخاض في بطنها إستدعى نقلها الى المستشفى الاقليمي لأزيلال رغم أن الجميع كان منهمكا بطقوس عيد الأضحى و المواصلات منعدمة بدوار إكنان الذي يبعد ب 24 كلم عن جما عة أيت محمد وسط مسلك وعر وحتى شبكة الهاتف النقال منعدمة، أضاف الزوج ... أرغمتنا الظروف إلى قطع مسافات طوال حتى مكان تواجد سيارة الإسعاف ووصلنا إلى أزيلال صبيحة اليوم الموالي حوالي الساعة العاشرة صباحا ولحسن حضنا وعلى غير المألوف خارج أزيلال وجدنا الطاقم الطبي ومديرة المستشفى و المندوب الجهوي و الممرضة القابلة حكيمة وتبراهيم التي تستحق التنويه و التشجيع لما أسدته من خدمات صحية لزوجتي إنقادا لحياتها و حياة التوائم الأربعة خصوصا و أن وزنهن يتراوح بين كيلوغرام و كيلو غرام و ربع وولادتهن سابقة لأوانها قبل شهرين ، ليدخل المندوب الاقليمي الدكتور خالد شيهاب على الخط خصوصا و أن الموفق يتطلب عناية خاصة في أكبر المصحات و العيادات بالمغرب و اتصالاته بمراكش باءت بالفشل ليربط الاتصال المباشر بالسيدة الوزيرة التي تدخلت على الفور لنقل التوائم الى مصحة قطرة حليب بالدارالبيضاء وعلى نفقة الوزارة تجند الفريق الطبي بأزيلال مرة ثانية بحضور كافة عناصره السابقة لنقل التوائم على متن سيارة اسعاف مجهزة بالأوكسجين والحرارة ... ولم تمنع فرحة العيد الطاقم الطبي من متابعة حالة الأم و الفتيات داخل المستشفى بعيدا عن الاحتفالات بالبيوت وقد أكد الدكتور خالد شيهاب وصول سيارة الاسعاف الى الدارالبيضاء بسلام ليكتب القدر وفاة إحدى الجنينات والتي تزن كيلوغرام واحد. بعد ذلك دخلنا غرفة السيدة لطيفة ووجدنها على أحسن مايرام و أكدت لنا أن معانتها مع الحمل في الدوار تناستها بالتعامل المسؤول و الجاد للطاقم الطبي الذي سهر على حالها، أما زوجها حسن فقد كان مرتبكا يجمع بين الفرح و السعادة على سلامة الزوجة والبنات الثلاثة بعدما أكد لنا و للاسرة المندوب الاقليمي للصحة خلال اتصاله بمصحة قطرة حليب أن البنات الثلاث بخير وبين المشاكل سيعيشها لتربيتهن أمام ضعف إمكانياته المادية ولم تخف كل من أوخويا مريم و نجمة سماح أخت حسن فرحة العائلة و الاقارب خصوصا بعد الدعم المعنوي الذي تلقوه من مختلف الشرائح وعلى رأسهم عامل إقليم أزيلال و الطاقم الطبي الذي كانت له الكلمة الأولى و الأخيرة في إسعاد أسرة حسن و لطيفة كأول زوجين أنجبا توائم أربعة بأزيلال. وقد بلغ إلى علمنا وفاة إثنين آخرين من التوائم يوم الجمعة 11 نونبر 2011 .