يعيش اكثر من عشرة ملايين مغربي في غياهب الامية 65 في المائة من هذا العدد من النساء حسب الاحصاءات الرسمية .ويصل عدد الذين لايعرفون القراءة والكتابة 60.5 في المائة في الوسط القروي , و29.4 في المائة بالوسط الحضري. تعتبر الامية احد مؤشرات التنمية التي تبقي المغرب في مراتب متأخرة في سلم التنمية البشرية الى جانب دول فقيرة جدا وتعرف صراعات سياسية ودول جنوب الصحراءالكبرى. ايت اعتاب باقليم ازيلال على غرار باقي الوسط القروي بالمغرب تشهد ارقام مخيفة ومفزعة في نسب الامية.ومن نافلة القول التذكير بالاحصاء السكاني للجماعات الثلاث المكونة لبلدة ايت اعتاب ,حيث يبلغ عدد الساكنة بجماعة مولاي عيسى بن ادريس 12621 نسمة ,تبلغ نسبة الامية مستويات كبيرة بالفئات البالغة من العمر مابين 15 و 24 سنة الى 36 في المائة من الرجال يعانون من هده الافة ,في حين تصل رقما مخيف بالنسبة للعنصر النسوي حيث تصل الى 49في المائة وهذه النسب رغم ارتفاعها تعتبر الاضعف بايت اعتاب. جماعة تسقي يصل عدد سكانها 6304 نسمة حسب الاحصاء العام الاخير لعام 2004 , وتصل نسبة الامية الى 52 في المائة بالنسبة للذكور وهو رقم كبير جدا , في حين تصل الى ارقام قياسية فيما يخص العنصر النسوي وهو رقم مفزع ويؤثر على مؤشرات التنمية بالجماعة. ثم اخيرا جماعة تاونزة التي تحطم الرقم القياسي في امية النساء بمعدل مرعب هو 76 في المائة فيما تصل امية الرجال الى 48 في المائة من مجموع سكان هذه الجماعة الذي يصل الى 11610. تتحكم عدة اسباب في انتشار واكتساح هذه الظاهرة للوسط القروي خاصة بايت اعتاب , ويأتي عدم كفاية العرض التربوي المتوفر لاطفال ايت اعتاب ,الى جانب ظروف التحصيل المدرسي الغير مشجعة وخاصة بالفرعيات حيث الاكتظاظ و اختلاط المستويات الدراسية في قسم واحد والغيابات المتكررة للاطر التربوية ,وتبقى الظروف الاقتصادية ومعدلات الفقر المدقع من الاسباب المركزية لانتشار هذه الافة , حيث يدفع المستوى المعيشي الضعيف لمعظم الاسر العتابية الى تسريح اطفالها من المدارس لاعانتهم اقتصاديا من خلال العمل بالحقول والمراعي والاعمال الفلاحية الاخرى الموسمية,فيما الفتيات يتم الدفع بهن الى الاعمال المنزلية المرتبطة بالاعمال القروية ,ولجلب المياه من مسافات احيانا تكون بعيدة , او الزج بها للعمل كخادمة للبيوت في المدن المجاورة. وتأتي التقاليد والاعراف الاجتماعية كثالث الاتافي , للاسباب التي تؤدي الى انتشار الامية , حيث العقليات المحافظة تدفع بالكثير من الاطفال وخاصة الفتيات الى الانقطاع الدراسي في مستويات اولية من الدراسة , دون ان ننسى اشكالية الهدر المدرسي , والانقطاع المبكر عن الدراسة لضبابية الافق الدراسي. ولتجاوز هدا الاشكال الذي يعرقل التنمية البشرية قامت الدولة ممثلة في كتابة الدولة لمحاربة الامية ووزارة الاوقاف في الدفع نحو اقامة دروس لمحاربة الامية وخاصة عند الكبار لكن اثرها على ارض الواقع ضعيف , مما يستوجب تظافر الجهود ما بين الدولة والمجتمع المدني ممثلة في الجمعيات لمحاربة هده الافة الخطيرة التي تقف حجر عثرة امام اي نقلة نوعية لايت اعتاب