بعد انتهاء مسرحية الحوار الاجتماعي وما آلت إليه من نتائج هزيلة لم ترق حتى إلى الحد الأدنى لتطلعات وانتظارات الشغيلة المغربية وخاصة على صعيد قطاعي التعليم؛ وبعد أن امتثلت الحكومة لمطلب النقابات المشاركة في الحوار، فقط في شقه الشكلي، بعدم الانفراد بالإعلان عن نتائج تعتبر وصمة عار في سجل النضال النزيه من أجل تحقيق المطالب العادلة والمشروعة للطبقة العاملة، وبعد أن نزل الستار على الحلقة الأخيرة واختتم اللقاء بالأحضان والعناق مع رئيس الحكومة، وتبين لدى الجميع أن أهم المطالب لا زالت عالقة وبعيدة المنال، ما دامت الجهات الموكولة بالدفاع عنها أمام هذه الحكومة قد تحولت من هيئات مناضلة إلى "سفراء حسن النوايا"... وبعد أن عرفت محطات إضراب أيام 16/17 و29/30 مارس و19/20 و27/28 أبريل الأخيرين نجاحا كان منتظرا، وهي المحطات التي شاركت فيها، بدور فعال، كل من الهيئة الوطنية للتعليم INE والنقابة المستقلة للتعليم الابتدائي SAEP، عضوي اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب USAM، احتجاجا منهما على تملص الحكومة ووزارة التربية الوطنية من تنفيذ وعودهما السابقة، وعدم التجاوب مع المطالب الاستعجالية والملحة للأسرة التعليمية، واحتجاجا على الاعتداءات على الحريات النقابية وقمع التظاهرات السلمية أمام مقر الوزارة؛ ونظرا للعجز التام الذي يطبع سياسة الحكومة وخاصة بعد الإعلان عن نتائج الحوار الاجتماعي المشؤوم، وإبرام صفقة الاتفاق غير المعلن عنها بتاريخ 26 أبريل 2011، مما يدل عن عدم رغبتها الجدية في تنفيذ مطالب الأسرة التعليمية المتمثلة خصوصا في: - إقرار ترقية استثنائية لفائدة كل المقيدين في جداول الترقية بأثر رجعي منذ استيفائهم لشروط الترقية. إقرار درجة خارج السلم لجميع الفئات مع إحداث درجات جديدة خارج السلم للتمكن من تجاوز حالة الجمود التي تعرفها الكثير من الوضعيات. - إطلاق سراح الأساتذة المحاصرين في "الزنزانة رقم 9"، والعمل على تلبية مطالب أساتذة 03 غشت 2009. - مراجعة نظام الترقية (بالشهادة، بالاختيار، بامتحان الكفاءة المهنية، الحصيص، قاعدة 15/6)، وتحديد ساعات العمل مع التراجع عن الساعات التضامنية - دمقرطة الأجور بين جميع الموظفين - تحقيق العدالة الجبائية صرف التعويضات عن العمل بالعالم القروي والمناطق الصعبة صرف مستحقات التعويض عن سنوات التكوين ترقية حملة الإجازة والشهادات العليا مع تغيير الإطار بدون قيد أو شرط إرجاع جميع الاقتطاعات بسبب الإضراب كحق دستوري إيقاف العمل عن طريق التعاقد وتسوية وضعية هذه الفئة بناء مقاربة جديدة لإصلاح مؤسسات الأعمال الاجتماعية والتعاضديات بما يضمن خدمات حقيقية - التعجيل بمعالجة القضايا العالقة لأساتذة الابتدائي والإعدادي والتأهيلي، والمبرزين، وأطر الإدارة التربوية، والتقنيين والمساعدين التقنيين، والمساعدين الإداريين، والملحقين التربويين وملحقي الإدارة والاقتصاد، والمقتصدين والمقتصدين الممتازين، والإداريين والأطر الإدارية المشتركة، والمتصرفين، والممونين، ومستشاري التوجيه والتخطيط، والمفتشين بمختلف أصنافهم، وغيرهم من الفئات العاملة بقطاع التربية والتعليم. لهذه الأسباب ولحالة الجمود القسري التي تعرفه وضعية شغيلة قطاع التربية والتعليم، فإن اتحاد النقابات المستقلة بالمغرب بكل مكوناته داخل القطاع، بعد دعوته آباء وأولياء التلاميذ تفهم دواعي وأسباب هذه النضالات المتكررة التي مردها تعنت الحكومة ووقوفها التعسفي أمام تحقيق المطالب المشروعة والعادلة، يدعو شغيلة القطاع بكافة شرائحها إلى الانخراط الواعي والمسؤول في محطة: الإضراب الوطني لمدة 48 ساعة يومي الأربعاء 11 والخميس 12 ماي 2011 مصحوبة بوقفات احتجاجية ويدعو الجميع إلى المزيد من التعبئة ووحدة الصف للدفاع عن الملفات المطلبية وانتزاع الحقوق غير القابلة للتخلي أو التراجع أو المزايدة، فما ضاع حق وراءه طالب. الرباط في 04 ماي 2011