جميع المكاتب المتعاقبة على المجلس الجماعي لافورار مند عقود أهملت هذا الحي، بل أخرجته من برامجها، علاقته بالجماعة ليست سوى رقم انتخابي . في مخيلة المجلس ، هو حي عسكري ، تابع للثكنة العسكرية لتادلة، وفي رأي السكان هم دائرة انتخابية تابعة للمجلس الجماعي بافورار . معادلة صعبة لن يفك طلاسمها إلا شباب الحي حين سيقولون كلمتهم . وادا كان غير هذا، نوّرونا وحدثونا عن مشروع واحد نفد هناك مند أن غادرت الشركة المالكة للمنازل المكان ؟ السكان يرممون قنوات الصرف الصحي وخيوط الإنارة و العدادات التي تركتها الشركة مند الأربعينات من القرن الماضي ، وأنت في البوابة المدخل، تستقبلك مياه سوداء وذات روائح نثنة ، معامل متدفقة لإنتاج كل أنواع السمومات والحشرات خاصة الباعوض المنتشر بكثرة ، المنازل المحاذية للطريق نحو تيموليلت تحت رحمة الواد الحار وفي كل مرة يحاول " علي " بإمكانيته الخاصة شق مخارج للصرف الصحي ، أطفال صغار في وضع حرج ....أما وضع الشباب فكارثي ، اكبر نسبة من العاطلين في كل أحياء افورار، اكبر نسبة من الانحراف نتيجة الشعور بالضياع ... يبيتون الليل متسمرين على أكوام الاسمنت ، وهياكل بعض العتاد العسكري القديم كأنهم في حي من أحياء أمراء الحرب بالصومال ، وهم بالعشرات ، فحتى الفلاحة لا يشغلونهم في حقولهم.. "أولاد المخازنية " ، اغلب آباءهم متقاعدين وباجرة قديمة بما تعنيه الكلمة، رغم أن جلهم من الأبطال محرري الصحراء، يعانون من أمراض نفسية وأمراض أخرى متعددة . لا يفوّجُ على كربهم إلا المسجد الذي شيدوه لأنفسهم وتفننوا في بناءه ، وملئوه بحفظة القران، ومحماد البقال، معيلهم حتى أخر الشهر.. ما يبعث الحياة هناك، الأشجار المثمرة أمام المنازل وورائها واقع مؤلم ، جحور، وضيق .... يظهر الحي على مستوى الأحداث إبان موسم الولي سيدي عبد الله الذي يقام بجواره آنذاك تلتفت إليهم الجماعة بعد مرور سنة، بشاحنتهم الحمراء ،ليجمعوا أزبال السنة التي تتراكم يوما بعد يوم بالمدخل الرئيسي وأمام أعين كل مارّ نحو تيموليلت. يتحملون أعباء موسم الولي يوفرون الماء والماعون، والإنارة للزائرين القاطنين وخاصة أهل الجبل. هل يلتفت تراكتور المجلس الجماعي بافورار لدك على الأقل الأطنان من الازبال المتراكمة ، ويغرس مئات أشجار الزيتون مكانها؟، وهل لم يحن الوقت لرد الاعتبار؟