لولا الألطاف الربانية وسرعة بديهة السائق لشكلت حادثة الحافلة التي تتنقل يوميا بين مدينة فاس وبلدية أزيلال كارثة حقيقية، حيث أنه و أثناء رحلة العودة من أزيلال حوالي العاشرة والنصف من صبيحة الاثنين 10 ماي الجاري وبعد قطع 18كلم من مدينة ازيلال في بداية المنعرج الأول بالمنحدر المطل على بحيرة بين الويدان فوجئ سائق الناقلة بتعطل جهاز الفرملة، وفي محاولة منه لانقاد ما يمكن انقاده عمد إلى دهس العلامات التي تشير إلى وجود منعرج و كذلك الاصطدام بالواقي الحديدي المثبت هناك وبمجموعة من الأشجار الطبيعية محدودة الطول قبل أن يقوم بالاستدارة من جديد في اتجاه الطريق لتفادي السقوط عبر المنحدر المؤدي إلى منطقة إرزان .آنذاك فقط تمكن من التوقف نهائيا وتفادي الخطر كليا. ولئن لم تخلف الحادثة أي خسائر فقد أصيب الركاب الخمسة وأربعون بالرعب الشديد والخوف الرهيب جراء الأصوات القوية التي نجمت عن الاصطدام والارتجاج الذي حصل بفعل المرور فوق الأشجار على بعد أمتار معدودة عن الهاوية. وفي اتصال مع المسؤولين بمديرية التجهيز أكدوا لنا أن الناقلة تنطلق عادة من مدينة فاس وهي في وضعية غير قانونية منذ نهاية أبريل الماضي ما يعني أنها ستودع بالمحجز لغاية انجاز وثائقها القانونية كما أن الأعمال يضيف نفس المسؤول عن مديرية التجهيز والنقل، ستباشر في أقرب الأوقات لإصلاح العلامات التي أتلفت وكذا إعادة الواقي الحديدي إلى حالته الأولى . ولكن للأسف وبعد مرور أكثر من عشرة أيام عن الحادثة ما زالت القطع الحديدية للواقي متناثرة بعين المكان و ما من مؤشر على أن مديرية التجهيز ستعيد الوضع الى حالته الاولى كما يلزم. ومعلوم أن العديد من الناقلات التي تتجه من عدة مدن بالمملكة في اتجاه ازيلال هي ناقلات مهترئة لم تعد تصلح للسير في مناطق جبلية ذات تضاريس وعرة وغالبا ما تصاب بأعطاب تعطل مصالح المسافرين وتضيع مواعيدهم . يبقى من واجب المسؤولين إذن إبداء المزيد من الحزم وهم المؤتمنون- كل من موقع مسؤوليته- على أرواح وسلامة المواطنين التي يجب جعلها موضع عناية والتعامل بصرامة مع كل ما من شانه جعلها عرضة للخطر