أقسام مدرسية من الطين لتعليم أطفال تبعد المدرسة عن دواويرهم بعشرات الكيلومترات . اطفال صرحوا بعفوية للمجتمع الملالي: حياتنا جحيم بسبب الأشغال الشاقة في الحقول بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال قامت المجتمع الملالي بزيارة ميدانية لدواوير معزولة عن العالم الخارجي في عمق الأطلس المتوسط وذالك بغية الاطلاع عن قرب عن واقع اجتماعي بدائي وربما البدائية هي اقل ما يمكنك وصفه بها ، وذلك لانعدام توفر شروط الحياة العصرية بها ، وعدم توفرها حتى على ماهو ضروري لانسان اليوم كالمركز الصحي والمدرسة . أفلا نغيل تلا نحلو هو احد الدواوير النائية الواقعة خارج التغطية ، دوار ينتمي لجماعة واولى دائرة دمنات بإقليم أزيلال ، وهو امتداد لدواوير أخرى دواوير أخرى كتنفدين وتسخت وتخمنيت واورسان ، هده الدواوير تفتقر إلى الطريق لفك العزلة عنها وربطها بالعالم الخارجي ، وكلمة الطريق أو \" ابريد \" كما تسمى بالامازيغية لها واقع خاص لا يشعر به أو يفهم مدلوله إلا من عرف معاناة أهل الجبل ، ويفتقر الدوار أيضا للماء الصالح للشرب حيث يتم قطع حوالي 30 كلم إلى سد الحسن الثاني إضافة إلى غياب مستوصف صحي وسيارة الإسعاف حيث يتم التداوي بالأعشاب ونقل الحالات الحرجة والخطيرة بالنعاش أو سيارة النقل المزدوج بمبالغ مالية عالية . كما ان غالبية النساء بهده الدواوير لايستعملن حبوب منع الحمل لعدم معرفة طريقة الاستعمال أو التشبت بأفكار و تقاليد تحث على الإنجاب لإيجاد اليد العاملة في الحقول و المساعدة في شؤون البيت أبائهم في الحقل وأمهاتهم في شؤون البيت . أما التعليم فتلك مأساة لوحدها فاقرب مؤسسة تعليمية إليهم تبعد بحوالي 10 كلمترات بدوار تلا نحلو افلا نغيل و يتم تدريسهم بمنزل من الطين في اطار برنامج التربية غير النظامية التي تشرف عليه احدى الجمعيات مع نيابة وزارة التربية الوطنية ، يشار إلى أن اغلب هؤلاء الأطفال لايعرفون العطلة الصيفية ولا القنوات الفضائية ولا وسائل ترفيهية سوى الاشتغال في الحقول والمراعي أو البيت والزواج المبكر حسب الأعراف والتقاليد ، وإنجاب أطفال في سن 15 وهناك اسر تتكون من 20 فردا من أم واحدة رغم ان الأب ليس له دخل قار سوى الاشتغال في الحقل وتربية الماشية وفي لقاء مع محمد بن علي البالغ من العمر 40 وهو احد أبناء المنطقة قال فيه : نطالب من الجهات المسؤولة أن تبني لنا مدرسة ومستوصفا صحي حتى لايصبح أولادنا مثلنا أميين ، أغلبية أفراد القرية بدون تحصيل دراسي وبدون مهنة سوى الحقل، وإنشاء مستوصف لانقاد وإسعاف الحالات الخطيرة خصوصا النساء الحوامل يتم استعمال النعاش أو الدواب وان كان ميسور الحال يستعمل النقل المزدوج و غالبا ما تكون الفاجعة في وسط الطريق . كما صرحت الطفلتان عزيزة 11 سنة وفاطمة 12 سنة تدرسان بالتعليم غير النظامي للمجتمع الملالي رغم تجاوزنا سن التمدرس الحقيقي لبعد المؤسسة عن دوارنا فحبنا كبير للدراسة ونتمنى متابعة الدراسة كي نصبح مسؤولات في قطاع عام اوخاص كأستاذة أو طبيبة واصفات أبائهن وأمهاتهن بالجهلاء لعدم فهم أمور الحياة ، مضيفتان أننا نساعد عائلاتنا في الحقل ورعي الأغنام وشؤون البيت كما أننا لا نعرف العطلة الصيفية والحياة جحيم بسبب الأشغال الشاقة في الحقول ، ونعيش في منازل يتكدس فيها أزيد من 10 أشخاص كل ما نريده هو الاستمرار في الدراسة حتى ننقد عائلاتنا من الفقر والجحيم و نشكر نيابة وزارة التربية الوطنية بأزيلال على المجهودات المبدولة في اطار برنامج التربية غير النظامية .