إعاقة تامة، جسد نحيف، عينان كفيفتان .هكذا تستلقي "رحاب" على سرير بمفردها ، بالقاعة 10بالطابق الأخير بجناح طب الأطفال بالمركز الجهوي الاستشفائي ببني ملال . معدتها وأمعاؤها لايقبلان غذاء غير الحليب الجاف والماء المعدني. تتبول ، تتغوط ، في ملابسها. تبكي بأعلى صوتها إلى أن تسكت لوحدها ، تسقط من سريرها ، فتظل مرمية إلى أن يلتفت إليها أحد المرضى أو الزوار ، فيغير حفاظاتها ، ويطعمها ، ثم ينسحب ،فتقضي رحاب ليلها في السرير. إن احتاجت شيئا، لاتجد أحدا بجانبها ، فالغرفة خالية لايملأ فراغها غير رحاب والسرير الذي تستلقي عليه : لاماء ولاحليب . وعندما ينتبه لحالها أحد زوار المستشفى يشفق عليها . طعامها حليب سائل أومجفف وماء يقتنيه المحسنون الذين يترددون عليها ،وإن لم يزرها أحدا ، تبقى مهملة بدون أكل. إن أزعج بكاؤها الأسماع ، يغلق عليها الباب ، فتظل تصرخ إلى أن تستعيد هدوءها. في الصيف يزداد وضعها سوءا ، فلا ينتبه لها أحد. تحكي إحدى المحسنات أن " الطفلة ، مرضت ، فعلقت لها إحدى الممرضات مادة السيروم ، ونسيتها في يدها لمدة إثنى عشر يوما، إلى أن تعفنت يد الطفلة وانتفخت" . الطبيب بالجناح ،حسب مصادر مطلعة، "مستاء كثير لحالة رحاب ، وعمل مجهودا كبيرا ، حتى لاتظل بالمستشفى ، لأن حالتها متدهورة و"تشم" ا لأمراض لكن لم يسمعه أحد" . قصة رحاب، حسب ماروته للأحداث المغربية مصادر متطابقة من المستشفى، أنها " تم العثور عليها بالمستشفى ،ب تاريخ 17 غشت 2008، مرمية قرب المطبخ، وعمرها حوالي خمس سنوات ونصف أو ست سنوات، فنادت إدارة المستشفى على الشرطة ،حيث سلمتها الأخيرة إلى جمعية باب الخير للأطفال المتخلى عنهم، الكائن مقرها بالمستشفى" ، لكن مصادر من هذه الأخيرة ، أكدت ، أنها" بالفعل تم عرض الطفلة عليها، لكن رفضت تسلمها لأنهم لايقبلون سوى الأطفال الذين لايتجاوزون السنة ورحاب كبيرة في السن". ولما رفضت الجمعية استقبالها، تقول مصادر طبية، تم "وضعها بجناح طب الأطفال في تلك الغرفة لوحدها على السرير، لايلتفت لها سوى المرضى أو المحسنون من حين لآخر، والبعض فقط من الممرضين من ذوي القلوب الرحيمة ، وتدهورت وضعيتها الصحية بسبب الإهمال واستنشاقها للروائح في المستشفى ، فيما المفروض ، أن تكون الطفلة في مؤسسة تعنى بالأطفال المتخلى عنهم حتى يمكنها الاندماج معهم".