ارتفع عدد ضحايا حادثة السير التي وقعت على الطريق المحدثة و الرابطة بين ايت اعتاب و بني اعياط، و التي وقعت ليلة الأربعاء 13/08/2009 صباح الخميس على الساعة 12.30 ليلا، إلى أكثر من 6 أشخاص، ناهيك عن الجرحى الذين لا زالوا يعانون من جراحهم الخطيرة، في حين مثل عدد قليل منهم للشفاء بحكم الجراح الطفيفة و المتوسطة التي أصيبوا بها، علما أن عدد من كانوا على متن العربة ( بيكوب) 23 فردا معظمهم من النساء، في الوقت الذي اعتقل فيه السائق في انتظار اكتمال التحقيقات و مثوله القضية أمام القضاء. إن المتتبع لأطوار القضية، و لأسبابها حسب شهود عيان، يبدو له أن الخطأ مصدره السائق، بحكم عدم اتخاذه الاحتياطيات اللازمة، و إن كنا لا نستبعد هذا... فإننا نعتقد انه يجب أن ينظر لطبيعة الطريق التي تم إحداثها مؤخرا و الطريقة التي أنجز بها المشروع، خصوصا و أن الحادث ليس الأول بها ، بل هو الثاني من حيث عدد الحوادث التي سجل عند الدرك الملكي، و يفوق العدد أكثر من عشرات الحوادث التي تنقلب فيها العربات دون وقوع ضحايا بشرية، و هي حوادث غالبا ما يكتفي أصحابها بجر عرباتهم بإمكانياتهم الخاصة لإصلاحها دون إخبار السلطات المحلية. إن كل من امتطى عباب تلك الطريق ، و بدأ يتأمل و يلاحظ تصميمها و كيفية إنجازها، سيجل – حتى لو لم يكن من أهل الاختصاص- ملاحظات كثيرة ، نذكر منها: -- كثرة الحصى غير المثبت بالإسفلت مما خلف عددا من الحوادث و الانزلاقات لأصحاب العربات بمختلف أنواعها -- وجود عدد كبير من المنعرجات الضيقة، و غير المستوفية للمسافة المناسبة لاكتمال المنعرج. -- زيادة على الانحدارت و العقبات التي أصبحت بها لما تم تعبيدها، في حين يتذكر كل من مر بها لما كانت غير معبدة أن تلك العقبات لم تكن موجودة بنفس الحدة. -- عدم تغيير أية معالم الطريق، بل عبدت كما هي وكأنَّ التصميم الذي أنجز لها في عهد الاستعمار الفرنسي، لم يستطع أحد من مهندسينا أن ينجز أحسن منه. -- المنعرجات عادة ما تكون مائلة على الجهة الداخلية للمنعرج، حتى يساعد ذلك على تفادي الخروج عن المسار، في حين أن أكثر من 5 منعرجات من هاته الطريق تجدها مائلة إلى الجهة الخارجية، أي جهة الحافة الخطيرة التي بنيت عليها. -- أما إن تحدثنا عن جودة الطريق فأهل الاختصاص، يستطيعون التعبير عن ذلك بالعبارات المناسبة، و أقل ما يمكن قوله بالنسبة لمهتم بالشأن المحلي، أن الطريق لم تعط الأهمية اللازمة أثناء الإنجاز، وكأن ما يهم المنتخبين و المسؤولين أن يقال أن الطريق قد أنجزت !!!! و كفي...!!!! -- انعدام علامات الطريق ، و الإشارات المنبهة للسائقين عن وجود المنعرجات و الحافات ، بل و حتى العقبات الوعرة مثل تلك التي حدثت فيها تلك الفاجعة التي حولت العرس إلى مأثم --أما القناطر التي أنجزت ، فهي من نوع خاص، لا سيما تلك التي أنجزت بعد تعبيد الطريق في أيامها الأخيرة التي توجد جهة ايت املول، حين نقول قنطرة ، يتبادر إلى الذهن أن مجاري المياه و غيرها يجب أن تمر من تحت الطريق المعبدة، أما الطريقة المعتمدة هناك فهي أن تمر المياه و ما تحمله أثناء جريانها من فوق الطريق، حيث تم حفر حفرة عير متوازنة من جهتي الطريق، و تم تزفيتها بالإسفلت، هاته القنطرة لوحدها خلقت رعبا في السائقين ، خاصة مع انعدام علامات الطريق، إضافة لعمق الحفرة التي وضعت بها. أضف أن السائق المتجه من ايت اعتاب إلى بني اعياط لا يستطيع رؤية ما يدل على وجود تلك الحفرة – القنطرة في قاموس من أنجزها. و لهذا تجد بعض المواطنين و السائقين تطوعوا لوضع بعض الحجارة المنبهة للقادمين من جهة ايت اعتاب. من هنا تظهر مشروعية الاسئلة التالية: -- أليس الطريق كذلك مسؤولة عن قسط كبير من أسباب وقوع الحادث؟؟ -- أليس من المجحف تحميل السائق مسؤولية كل ما حدث؟؟؟ -- ألم يحن الوقت ليقوم المسؤولون بزيارة ميدانية يقطعون خلالها تلك الطريق، و لكن ليس بعربات رباعية الدفع، بل بعربات عادية ليروا بأم أعينهم، و هم يسوقون كل هاته الملاحظات التي أدرجناها؟؟؟ علها تصحح قبل أن يفوت الأوان، و تنهي فترة الضمانة التي حددت للمشروع و للمقاول؟؟؟ أملنا كبير ان يتحرك من يهِمُّهُم الأمر، لينقذوا أرواحا لا قدر الله و يعفوا أهل العربات من خسائر مادية هم في غنى عنها؟؟؟