إن المتتبع للوضع السياسي بالمغرب سيندهش بالديناميكية القوية لكل الأحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار استعدادا لاستحقاقات 12يونيو 2009 ، فقد عرفت هذه الأيام زخما غير مسبوق من الندوات و المناظرات واللقاءات التواصلية في كل أرجاء البلاد سيما حزب الهمة الذي يعيش على إيقاع انقلاب صيفي يتميز بارتفاع دراجة الحرارة وتقلبات سياسية لن تكون في صالح الجو السياسي للأحزاب الأخرى لاعتبارات سياسية أهمها : إن حزب التراكتور اختمر لوقت كاف في مطبخ وزارة الداخلية و كان مخاضه بدون وجع مخزني فجاء المولود بمباركة النظام المخزني فسموه " أصالة ومعاصرة " حتى يكون صالحا لكل زمان ومكان ومباركا أين حل وارتحل. هذا،والأساسي هنا أن أشير إلى أن ضبابة الصيف سرعان ما تختفي بلا مطر وبلا نسيم يلطف الجو ولو قليلا،على اعتبار أن العمل السياسي بوطننا يتخذ الطابع الموسمي؛حيث تعمد الأحزاب إلى تسويق إيديولوجياتها وبرامجها خلال الانتخابات ثم تختفي هذا التسويق غالبا ما ينقلب على أعقابه خاسرا مما يخلق تضخما يؤثر على المشاركة السياسية للمواطن المغربي ويخلق عجزا على مستوى الميزان السياسي للأحزاب السياسية مما يضطر معه "مناضلي" بعض الأحزاب إلى البحث عن وجهة جديدة لاستثمار وتسويق الأفكار والسبيل الوحيد إلى ذلك هو الترحال الإيديولوجي والتسول السياسي . وفي الأخير أنصح بعض الأحزاب وهي تعرف نفسها تماما أن تغادر السوق لان تكرار الخسارة يبشر بأزمة خانقة تتولد عنها مظاهر أشد خطورة مما ذكرت أبرزها التفريخ الحزبي وانشطار النواة الأم وظهور طفيليات جديدة قد تسبب حمى سياسية تتطور فيما بعد إلى مرض النفاق السياسي والاسترزاق على حساب آلام الشعب وهمومه وهذا هو الأخطر. ولتجنب كل هذا ما على كل المتخاذلين إلا التوجه صوب مزبلة التاريخ التي هي مثواهم الأخير ليتركوا الفرصة لأبناء الفلاحين وعمال المناجم وشرفاء هذا الوطن لبناء مغرب أفضل.