تقوم مؤسسة دار الطالب و الطالبة بذور مهم في محاربة الهذر المدرسي وتأمين زمانه باعتبارها عاملا مشجعا لدعم التمدرس بالعالم القروي، هذا فضلا عن اهداف الجمعية المكلفة بتسيرها في توفير الشروط الضرورية لتمدرس التلاميذ و التلميذات المنحدرين أصلا من العالم القروي و توفير مناخ ملائم لاندماجهم في الحياة العادية و الاجتماعية و التربوية، و كذلك توفير الظروف المناسبة للتنشئة و الرعاية و التأهيل لتحقيق اندماج أفضل. إن مؤسسة دار الطالب والطالبة بتاگلفت تفتقر لكل هذه الشروط، رغم أن عدد المسجلين بالمؤسسة هو 35 تلميذا( 20 من الذكور و 15 من الإنات) وعدد المستفيدين لا يتجاوز (تسعة) 5 تلاميذ و 4 تلميذات، هذا سبب من أسباب الهدر المدرسي بالعالم القروي. الوضع الذي يعيشه هؤلاء النزلاء بدار الطالب والطالبة بمركز تاگلفت إقليمأزيلال صعب للغاية، ذلك أن كل المؤشرات بهذه المؤسسة الاجتماعية باتت في وضعية حرجة ، كلما حلت أيام البرد القارس في المنطقة خلال فصل الشتاء من شدة معانات نزلاء المؤسسة والتي تعيش في ظروف صحية غير مشرفة ، جعلت القائمين على رعاية شؤون المؤسسة في حيرة من أمرهم اعتبارا للظروف المادية والاجتماعية لأسر هذه المنطقة المصنفة ضمن نسيج الهشاشة الاجتماعية والفقر ومن جهة أخرى فالموارد المالية التي تتحصل عليها الجمعية الخيرية على حد قولهم واجبات التسجيل التي يؤديها النزلاء (00 درهم) فالإمكانيات المتوفرة لا تفي للجمعية بكل تحملاتها المادية والتدبيرية كما يقول المسؤولون عن الجمعية، فالإعانات جامدة ومحدودة إذ لا تستفيد الجمعية الخيرية من الإعانات التي كانت تقدمها عدة جهات ، أهمها : دعم الجماعة المحلية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس الإقليمي و منحة التعاون الوطني وبعض المحسنين ولكل هذه الاعتبارات مبهمة، يجب تأطير المؤسسة الخيرية للاستفادة من المنح التي تقدمها الدولة ، ونحن على علم بأن صندوق الجمعية الخيرية الإسلامية بتاگلفت يتوفر على غلاف مالي قدره 50 مليون سنتيم ، وأن حاجة النزلاء إلى الأغطية والأفرشة ووسائل التدفئة باتت حاجة ملحاحة مع الانخفاض في درجات الحرارة والبرد القارس الذي تعرفه منطقة تاگلفت هذا و يشتكي التلاميذ من إنعدام الماء الساخن في المراقد ودوشات الاستحمام ، أما وجبات الأكل فهي غير موجودة بتاتا ( لا فطور لا غداء ولا عشاء ) . أمام هذا الوضع يجب على كل المسؤولين بإقليمأزيلال الجالسين في مكاتبهم على الكراسي الفاخرة التحرك سريعا النهوض لإعادة الاعتبار لهذه المؤسسة الإنسانية، بإعطائها عناية أكبر حتى تبلغ رسالتها النبيلة، بتوفير ظروف إقامة جيدة لهؤلاء التلاميذ حتى يتابعوا دراستهم في أحسن الظروف وبات على رئيس الجمعية الخيرية لدار الطالب والطالبة بتاگلفت الذي هو بالمناسبة إطار تربوي بإحدى المؤسسات التعليمية أن يلتفت هو الآخر لمعانات هؤلاء الطلبة بزيارة المؤسسة الخيرية التي لا يكتفي موظف واحد بتسيير كل أمور المؤسسة، وعلى الجمعية أن تقوم بتشغيل بعض من أبناء المنطقة العاطلين عن العمل وتأطيرهم لهذه المهمة إن إقتضى الحال فالمسؤولية تكليف وليست تشريفا ومن جهة أخرى يطالب الآباء والأولياء أن تقوم المندوبية الإقليمية للصحة بتنظيم زيارات دورية للفريق الطبي إلى المؤسسة للكشف والفحوصات على النزلاء، وتوفير الأدوية للحالات المرضية إن وجدت تجنبا لانتشار بعض الأمراض المعدية بين التلاميذ في مثل هذه الظروف أسوة بباقي المؤسسات الاجتماعية المماثلة عبر ربوع المملكة.