منذ اندلاع الأزمة الخليجية التي وضعت في المواجهة كل من السعودية والإمارات والبحرين واليمن من جهة …وقطر من جهة ثانية والأحداث تتصارع بين تهديد وتصعيد وتصعيد مضاد…رغم وساطة الكويت واستهداف مجموعة من الدول الغربية التي طالبت المتخاصمين الاحتكام إلى العقل والحكمة. ..واستحضار المشترك . لقد استفاق العالم الإسلامي ومعه العربي يوم 5 يونيو المنصرم على وقع البيان الذي أصدرته السعودية والإمارات والبحرين واليمن بالمقاطعة التامة لدولة قطر بدعوى تدخلها في الشؤون الداخلية لبلدانهم ومساندتها للإرهاب. . .وأمام ذهول الجميع لكوننا كنا في شهر الرحمة والغفران فقد اقفلت هذه الدول مجتمعة كل المنافذ البرية والبحرية والجوية في وجه قطر وفرضت عليها حصارا اقتصاديا مما دفع بتركيا الإعلان عن مساندتها التامة لقطر على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية ..ففتحت بذلك جسرا جويا بينها وبين قطر لتزويدها بجزء من الخصاص الذي تسبب فيه الحصار. والمملكة المغربية في ظل هذه الأزمة ونظرا للعلاقات الأخوية التي تربطها مع كل اطراف النزاع فضلت اتخاذ موقف الحياد مع دعوة الجميع الاحتكام إلى العقل في حل النزاعات التي تطرأ بين الفينة والأخرى بينهم . وفي لمسة إنسانية سارع المغرب الى إرسال مساعدات إنسانية إلى قطر من أجل مواجهة حاجياتها فيما يتعلق بالمواد الغذائية. …مبادرة أعتقد بعض المحللين السياسيين انها لن تروق للطرف الثاني من النزاع. ..لكن المملكة المغربية سيدة قراراتها وحرة في القيام بما يمليه الواجب عليها. ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية /الخليجية شهدت الرياض والقاهرة العديد من الاجتماعات التي كانت تبحث عن حل للنزاع مما ولد شروطا طالبت بها الدول المحاصرة لانفراج الأزمة. .ورفضتها قطر لكونها اعتبرتها تدخلا في سيادتها( إغلاق قناة الجزيرة وعدم ربط علاقات جوار مع ايران)…..مما زاد من ثقل دور الوساطة الذي تقوم به الكويت. من جانبها دعت كل من ألمانيا وروسيا فرنسا كل الأطراف إلى إيجاد حل لهذه الأزمة التي لن تخدم أي جانب وليست في صالح أي واحد منهما. وعلى المستوى المغربي استمر المغرب في حياده مع عرض وساطته بين المتنازعين إن كانت لهم رغبة في ذلك. .كما استمر في مساعداته الإنسانية لدولة قطر. ومن جانبها احترم السفير القطريبالرباط الموقف المغربي. فرغم المحاولات العديدة من منابر إعلامية متعددة للحصول على تصريحات خاصة من جانبه إلا أنها ووجهت كلها برفض لبق. ….ورغم الالحاح حتى من بعض الصحافيبن الاصدقاء استمر السفير في موقفه الرافض لأي تعليق أو تصريح ….وهو تصرف ينم عن الاحترام التام للموقف المغربي والالتزام به وعدم التشويش على مجريات الأحداث والأمور. … موقف لم يلتزم به بعض ممثلي الهيات الدبلوماسية الأخرى الذين ادلوا بتعاليق شملت في بعض الأحيان بعض المغالطات في محاولة لاستبلاد عقول المغاربة.. إن قطر التي تطالب باحترام تام لاستقلاليتها تتعامل بالمثل مع كل الدول ذات السيادة. .. وما موقف السفارة القطرية في الرباط الا خير دليل على هذا الاحترام الذي تنفذه قطر على نفسها قبل الآخر. ..وهذا موقف يحسب لها ويفرض التقدير لانه تعبير عن النضج الكبير لبلد استطاع أن يعطي الدليل على أنه بالفعل كبير