بتنسيق مع ثانوية تيفاريتي التأهيلية، نظمت جمعية آفاق ابزو للتنمية والثقافة والبيئة يوم الجمعة 1 مارس 2013، حفل توقيع المجموعة القصصية: "الوشم صوتا" للكاتب عبد اللطيف الهدار. انطلق الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ أبو الغازي بالقاسم، فكلمة الثانوية ألقاها الأستاذ حسن الهيام بالنيابة عن الإدارة التربوية وأطر وتلاميذ المؤسسة، ثم كلمة جمعية أفاق ابزو ألقاها رئيس الجمعية، الأستاذ محمد أكنان. والكلمتان معا رحبتا بالحضور، وثمنتا التعاون الوثيق والمثمر بين الثانوية والجمعية تربويا وثقافيا واجتماعيا، وأثنتا على المشاركين، والضيوف الذين تجشموا عناء التنقل من أماكن بعيدة للمساهمة في إنجاح هذا اللقاء. حفل التوقيع أداره الأستاذ محمد شهير، الذي قدم ورقة تعريفية عن الكاتب بكثير من العشق، قبل أن يفسح المجال للمداخلات النقدية التي تناولت التجربة السردية في (الوشم صوتا) شكلا ومضمونا. فكانت أولى المداخلات، للأستاذ الناقد المصطفى فرحات تناول فيها الأبعاد الدلالية في الوشم صوتا، مفتتحا مداخلته بعتبة قرائية كمدخل لولوج نصوص المجموعة، ميز فيها بين فعل الكتابة وفعل الانكتاب، انطلاقا من النص الأخيرالذي يحمل عنوان: "انكتاب". ليلج من هذه العتبة إلى تيمات المجموعة، حاصرا أبعادها في سبعة: نفسي واجتماعي وسياسي وثقافي ورمزي وعاطفي وأخلاقي. ليعمد بعد الحصر إلى تحليل التيمات والكشف عن تمظهراتها النصية. المداخلة الثانية، قدمها الأستاذ الأديب عبد الغفور خوى تحت عنوان: "وشوم"، تلمس فيها الوشوم التي استضمرتها نصوص " الوشم صوتا"، فاستجمعها في: الوشم شعرا، والوشم لغة، والوشم صوتا، والوشم ماء، وانتهى إلى ثلاثة استنتاجات أساسية: 1 حضورالبحر كمظهر للنوستالجيا في المجموعة. 2 للقلب في نصوص المجموعة دلالات تعبر عن نفسها بالانفعالات العاطفية. 3 مدينة طنجة تحضر في "الوشم صوتا" كفضاء أسطوري معشوق. أما المداخلة الثالة والأخيرة، فكانت للأستاذ الناقد محمد الحمزاوي، عنونها ب " الوشم صوتا... إيقاع الانكسار وهم المغايرة"، تناولت ثلاثة محاور أساسية: الأول متاهة العتبة: تناول فيه الدارس الإشكال القرائي الذي يطرحه العنوان. لينتهي إلى فك هذا الإشكال بعد استعراض المعنى اللغوي للفظ الوشم ودلالاته، عبر الكشف عن العلاقة بين الوشم والصوت والكتابة، انطلاقا من نص "انكتاب"، الذي تنتهي به المجموعة. الثاني موضوعة الانكسار: تتبع فيه الأستاذ الحمزاوي هذه الموضوعة في المجموعة انطلاقا من عناوين النصوص، وحقولها المعجمية، محللا النصوص التي تتمظهر فيها هذه التيمة بشكل أقوى، مثل نص"محبط"، و"بعد انزاء"، و"خيبة"... كاشفا عن الإحساس بالمفارقة المتولد عن هذا التلازم بين الانكسار وروح التحدي، كما لم يغفل نصوصا أخرى حضرت فيها روح التسامي كمقابل للنصوص التي تحضر فيها موضوعة الانكسار والهشاشة، وتحيل على العدمية والهامشية. ثالثا بنية النصوص: في هذا المحور وقف الناقد محمد الحمزاوي عند تآنس السرد والشعر في بنية نصوص "الوشم صوتا"، كما وقف عند تقنية التحول التي وسمت أغلب نصوص المجموعة، والمتمظهرة في لحظتين: لحظة أولية (تشخص وضعا خاصا من خلال واقعة أو حالة). ولحظة نهائية (لحظة التحول). هذا وعرف الحفل وصلات غنائية جميلة مع الثنائي سلامة وأمينة بصير من تلامذة الثانوية والأستاذ أحمد القرقوري صحبة المطرب أمين أيت العكيد، والأستاذ عبد الحكيم صادق رفقة القيثارة. كما شهد الحفل شهادات قيلت بعفوية وتلقائية في حق المحتفى بإصداره، قدمها كل من الأستاذ إدريس بنشريف، والشاعرة ليلى ناسيمي والأستاذ خالد فارسي، والشاعر محمد منير، والأستاذ حوسى مزيغ، والأستاذ حسن الهيام، والأساتذة النقاد: المصطفى فرحات، وعبد الغفور خوى، ومحمد الحمزاوي. ثم كانت الكلمة للمحتى به شكر فيها المنظيمن والمشاركين والضيوف والحضور، معبرا عن امتنانه وتثيمنه لهذه المبادرة. وبعد حوار قصير أجراه معه مدير اللقاء الأستاذ محمد شهير، قرأ بعضا من نصوص المجموعة. وتوج اللقاء بتقديم الملصق الرسمي للأستاذ عبد اللطيف الهدار، وهدايا تذكارية. وأثناء حفلة الشاي التي أقامها المنظمون على الحضور، وزعت الشهادات التقديرية على المشاركين. وبعد تناول وجبة العشاء، كان للمشاركين والضيوف موعد مع سمر أدبي وفني جميل في فندق أزود، جمع بين الطرب والأدب والدعابة في جو أخوي بديع. ونوقشت فيه قضايا وأفكار ومقترحات تهم راهننا الثقافي، في علاقته بما هو تنموي واجتماعي.