أتدكر وأنا طفل صغير لم يتجاوز ربيعه الخامس عندما كنت أتسابق, بمجرد إشارة الفقيه سي "بنحمو" لإطلاق سراحنا من جامع الحي الإداري مع أقراني, لرؤية دلك المدير الوسيم ,بشعره المتطاير فوق دراجته النارية التي لم نكن نرى مثلها سوى في الموكب الملكي للراحل الحسن الثاني في زياراته الخمسة لافورار ومركبه الهيد روفلاحي وكهربائي خلال عقد الستينات في إطار المخطط السكري. إنه الميسيو "فوني" أول معلم فرنسي أسس لمدرسة مسلمة إلى جانب المدرسة المسيحية داخل حي الم.و.ك حاليا المسماة وقتها بالطاقة الكهربائية بالمغرب, وأول من درس واخرج أول جيل من أبناء أفورار من براثين الامية والجهل. وأسس طوال عقد الخمسينات من العقد الماضي ومنتصف الستينيات, لمدرسة امتدت اطرافها بتخرج تلامذته بهدا القسم الاول للاشتغال معه كمعلمين وحيث عمل كمدير ضمن الفرنسيين المنعاونين بعيد الاستقلال, فالعديد من أجيال أفورار غير جيلي ومن سبقه يمرون بجانب تلك البناية الجميلة ببساطة شكلها العمراني حيث مقر الهلال الأحمر قرب السوق اليومي الجديد, دون أن يعرفوا أنها ذات قيمة في ذاكرة جماعة أفورار كأول قاعة درس بنيت في بداية خمسينيات القرن الماضي لتشكل نقطة انطلاق للتعلم والمعرفة للأطفال واليافعين المغاربة ولتحتضن أول قسم دراسي للميسيو "فوني" بأفورار إبان الحماية .قبيل بناء قسمين على شكل مدرج بين السوق القديم والحي الجماعي "الباطمات",ومع فجر الاستقلال تعززت المدرسة المسلمة بأربعة قسام أخرى بالحي الإداري وستة أقسام وإدارة وملعب وفضاء للبستنة والفلاحة وهما من شكلا نواة مدرستي "المنظر الجميل" و"الاطلس" وبعدهما "الزيتونة" حاليا. جل تلامذة السيد "فوني"في أول قسم بأفورار, سيعودون بعد تخرجهم ضمن أوائل أفواج مدرسة المعلمين للاشتغال معه في أوائل ستينيات القرن الماضي بالمدرسة المركزية بأفورار,(المنظر الجميل حاليا)والتي كانت تشمل أقساما أخرى بمدرسة الاطلس الحالية وقسمين بحي المكتب الوطني للكهرباء. ليعلموا ويربو بدورهم أجيالا تلوى الأخرى من أبناء أفورار. نترحم على أرواح من قضى نحبه ومنهم و ندعوا بالرحمة الاستاذين محمد الباهي وسعيد جلال و العكاد والتقني الفلاحي محمد لعجل وأدكر منهم أساتذة وأطر أطال الله عمرهم ,السادة محمد سنين ومحمد فاضل ومحمد حفان, و المصطفى زهير, ومحمد وفاطمة متقي وسفيان أوربعطي .وآخرون.... وقد برزت من ضمن الطاقم الدي اشتغل مع السيد فوني كمدير للمدرستين المسلمة والمسيحية"السيدة "كيشار"التي فضلت تدريس أبناء المغاربة بالمدرسة المركزية وساهمت في أول التكوين الاساسي لجيل من أطر المدارس العيا و الاساتدة والصحفيين وغيرهم ,المدام "كيشار"والجيل الثاني من المتعلمين من أبناء أفورار سيكون موضوعا للحلقة 2 من داكرة التعليم , أنتظر إفاداتكم وانتقاداتكم وصور أن توفرت لجيل وقسم "المدام كيشار".