في إطار أنشطتها التحسيسية والتوعوية، نظمت جمعية آباء وأولياء وأمهات تلامذة مدرسة خالد بن الوليد بجماعة حد بوموسى الترابية بإقليم الفقيه بن صالح ، صبيحة بيئية لفائدة تلامذة المؤسسة ، وذلك يوم الثلاثاء 21 مارس 2017 ، بحضور رئيس دائرة بني موسى الغربية وقائد قيادة حد بوموسى وجمعويون وحقوقيون وبعض المنتخبين. الغاية، من هذه الصبيحة التي تضمن برنامجها كلمات توعوية عن أهمية التشجير، وأنشطة ميدانية بساحة المؤسسة ، هي تعميق الوعي البيئي لدى تلامذة المؤسسة، والتعريف باليوم العالمي للغابة الذي يصادف 21 مارس من كل سنة ، وزرع قيم المحافظة على البيئة بمختلف مكوناتها، والوقوف عند أهمية الأشجار ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي. إضافة إلى توسيع دائرة الاشتغال كما ، يقول حميد فاتح ، رئيس جمعية آباء وأمهات تلامذة مؤسسة خالد بن الوليد من أجل ربط أواصل التواصل بين المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية، وترسيخ سياسة الانفتاح على المحيط على اعتبار أن المؤسسات التعليمية أمست شريكا في التنمية المحلية، ومرفقا عاما يقتضي تدخل كل الشركاء المحليين من اجل النهوض بالعملية التعلمية. وهو احتفاء يندرج أيضا حسب مضمون كلمة مدير المؤسسة في إطار المجهودات الجبارة التي تبدلها الإدارة التربوية للمؤسسة ، في أفق جعل التلميذ في قلب الاهتمامات البيئية ، ووجها لوجه مع أنشطة ميدانية غالبا ما تكون حافزها له على التساؤل والتفاعل مع مختلف المشاهد المستجدة على حياته اليومية ،التي تدعمه في بلورة منظومة معرفية وكفايات بيئية ، قد تقوده إلى معرفة قوانين البيئية وسبل المحافظة عليها. غير هذا، يبقى الاحتفال باليوم العالمي ل"الغابة" بمؤسسة خالد بن الوليد استثنائيا ،فبراعم المؤسسة وتلامذتها كما شجيراتها المائلة وأزهارها شبه الذابلة يعاندون واقعا مخزيا ضاعت تساؤلاته وسط قش الوعود المتناثرة بين أروقة الإدارات التي تتملص من مسؤولياتها في ربط المؤسسة بشبكة الماء الشروب منذ ما يزيد عن سنة ونصف رغم توصيات السلطات الإقليمية وملتمسات الفاعل الجمعوي والحقوقي بحد بوموسى. واعتقد أن بين هذا الواقع المأمول وواقع مؤسسة خالد بن الوليد، حيث تعيش الأطر التربوية وتلامذتها على إيقاع روائح التبول والتغوط على بعد أمتار من نوافذ الحجرات في غياب الماء الشروب وعدم صلاحية المراحيض، تمسي هذه الأنشطة " بوحا بالمستحيل ودالا بمدلولات الوصايا العشر " مثلما تمسي الوعود السابقة خرقا لحقوق التلميذ والمؤطر على حد سواء، وضربا لقيمهم وكرامتهم .. ويكفي الاطلاع عن هذا الواقع الموبوء ، وعن شطحات وخرجات الساهرين عن القطاع وتوصيفاتهم الأفلاطونية لمعرفة قيمة هذا الاحتفاء وعناد الجمعويين السيزيفيين الذين ينحتون حلما ورديا على سفح زئبقي، ويصنعون البسمة على شفاه أطفال يتكدسون وراء خزانات للمياه ، من اجل جرعة ماء، ويتماهون مع الجدران للتبول بعيدا عن أنظار حارس أو أستاذ ، وقد يقضون حاجتهم في سراويلهم بسبب دورات مياه دارت عليها الأيام فتحولت إلى بنايات ممسوخة تفضح سياسة المسؤوليات الجسيمة في زمن اللامسؤولية، ليبقى السؤال عن أي واقع تعليمي نتحدث، ومن يتحمل مسؤولية إقحام التلميذ في هذه الدوامة من الاكراهات التي هو في غنى عنها، وهل محاولة تأسيس خطاب بيئوي في واقع متشظي ليس ضربا من الممارسات الجانحة ؟؟.