احتفاء منها بالعنصر البشري ، نظمت جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي الجماعة الترابية بسيدي عيسى بن علي بإقليم الفقيه بن صالح ، حفلا تكريميا لثلاثة موظفين أحيلوا عن التقاعد نهاية سنة 2016، وذلك بقاعة الاجتماعات، وبحضور شخصيات متعددة من الإقليم من بينها مدراء مصالح بعض الجماعات الترابية بالإقليم ورؤساء بعض المصالح بالعمالة والمفتش الإقليمي للحالة المدنية وممثلي السلطات المحلية ورجال الدرك والوقاية المدنية والقوات المساعدة وعدد من ضباط الحالة المدنية والمنتخبين والفاعلين الجمعويين ورجال الإعلام.. . والاحتفاء ، جاء في إطار السنن الحميدة التي تسعى جمعية الأعمال الاجتماعية بتنسيق مع رئيس الجماعة إلى ترسيخها ، والتي تربو في مجملها إلى إعادة الاعتبار للموظف الجماعي الذي أسدى خدمات جليلة للجماعة والوطن عبر انخراطه الدءوب طيلة سنوات اشتغاله في تقديم خدمات تليق ورهانات الدولة ، وتستجيب في ابسطها صورها إلى حاجيات المواطن . والجديد في احتفاء جماعة سيدي عيسى بن علي انه تمأسس على ثنائية الفرح والحزن، وانزاح شيئا ما عن المألوف حيث تحول وفي كثير من فقراته إلى "ميساجات" غير مشفرة مفادها أن الموظف البسيط بهذه القرى لم يكن يوما مكثوف الأيدي أو بعيدا عن مستجدات الإدارة المركزية، بما انه ، والنموذج تشخصه بعض الحالات المحالة على التقاعد، دأب على مشاكسة القوانين ومساءلتها بل والعمل في كثير من الأحيان على تحيينها وفق متطلبات العصر .. يقول المفتش الإقليمي لمصلحة الحالة المدنية بعمالة الفقيه بن صالح ، لقد كان الهاني الحسن واحد من قيدومي ضباط الحالة المدنية الذين لم يتوقفوا عن مساءلة بعض الإشكالات القانونية .. كان الرجل ميالا إلى الاجتهاد والمثابرة إلى درجة أنه حرر وفي أكثر من مرة تقارير دقيقة تحولت في ما بعد إلى مادة خامة لتحيين بعض النصوص القانونية في مجال اختصاصه. واعتز رئيس المجلس الجماعي الحاج بادي عبد الله من جانبه أمام كافة الحاضرين بمكانة ومواقف المُحالين على التقاعد وبلغ تأثره درجة البكاء والتوقف عن إلقاء الكلمة،وقال إننا اليوم إزاء لحظة خاصة ، تشكل بالنسبة للمحتفى بهم بداية مشوار جديد بطقوس مغايرة وتشكل للجماعة لحظة فقدان لكفاءات من طينة ثقيلة ، ظلت وفية لمسؤولياتها وساهمت بشكل كبير في تحسين جودة الخدمات بهذا المرفق العمومي، وقال قد أكون مجحفا في حق موظفي اليوم إذا قلت أن معدن هذه الصناعة الأصيلة قد جف لكن الواقع يكشف يوما بعد يوم هذه الحقيقية .. ووصف رئيس دائرة بني موسى الشرقية، النماذج المحالة على التقاعد، برموز المواطنة الذين انخرطوا بقوة حسب شهادة المتدخلين في دعم مسلسل إصلاح المرفق العام وترشيد خدماته. ودعا إلى تكريس هذا العرف في حق كافة الموظفين والعمال لأنه يعبر عن فلسفة رد الاعتبار للآخر التي تنهض على قيم التسامح والتآخي وجبر ضرر النفوس، ويشكل لحظة رمزية في زمن المتقاعدين، تفيد على أن حياتهم لم تذهب سدى وأن الآخر يعترف حقا بما أسدوه طيلة سنوات العمل لجماعاتهم ووطنهم . ووقفت مجمل المداخلات وخاصة منها كلمة ممثلي جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي الجماعات الترابية بكل من سوق السبت والبرادية على سيرة المحالين على التقاعد، وأشادت بمسارهما الوظيفي وبمواقفهما النضالية وبسلوكهما والتزاماتهما بأخلاقيات العمل، وثمنت سُنّة الاحتفاء، ووصفت مختلف الهدايا بالرمزية التي مهما علا شأنها لن تعبر عن مدى اعتزاز موظفي الجماعة بزملائهما في العمل.