ج-أ : يعيش المواطن على مستوى بلدية أزيلال معاناة يومية مع الإدارات العمومية وشبه العمومية، حيث إنه ،إن هو أراد قضاء أغراضه، فما عليه إلا أن يحمل معه قطعة من الورق المقوى ( الكارتون) ووسيلة من وسائل الإلهاء ليستغلها في وقته الطويل والممل الذي سيقضيه واقفا ينتظر.. الصورتان من أمام المكتب الوطني للكهرباء ومكتب البريد بنك، حيث أن حشدين كبيرين من المواطنين والمواطنات، الفقيرات والفقراء، ينتظرون دورهم لساعات طويلة أمام المكاتب لقضاء مآربهم وأغراضهم، وقد تزامن هذا مع السوق الأسبوعي، يوم الخميس، حيث يستغل المئات من المواطنين توافدهم على المدينة لقضاء حوائجهم مجتمعة، المكتب الوطني للكهرباء حيث يعبئون بطائق الاستهلاك، والبريد لاستخلاص نقود أبنائهم وبناتهم عبر برنامج تيسير... دون الحديث عن الإدارات الأخرى، من محكمة ونيابة التعليم والمستشفى والمقاطعات والقيادات..فالأمر مماثل.. شخصيا ذهبت للمقاطعة الأولى، وفي يوم غير يوم السوق، المقر الجديد للمقاطعة الأولى، وجدت المكلف بتصحيح الإمضاء (légalisation) يشتغل مع إحدى الناشطات جمعويا والتي تجاوزت المكان المخصص للمواطنين وجلست على كرسي، وقفت أنتظر، ثم جاء أحد الشباب الذي استقبله بابتسامة عكسي وباشرا حوارا كله فكاهة ومحبة، طلب منه الدخول بدوره، ولما انتهى من أوراق السيدة تسلم أوراق الشاب وسأله ما غرضه؟ وبدأ بإنجاز ما يطلبه، شعرت بحرقة وبسخط على واقعنا الذي لم يكتب له أن يتغير بعد، بعد أن انتهى من أوراق الشاب سألني فأجبته وأمددت أوراقي له ، وبعد انتهائي تسلمتها ولعنت التعامل الإداري والبيروقراطية والزبونية والمحسوبية والتخلف الذي ينخر جسدنا كمجتمع... أمام مكتب البريد