محمد كسوة : تحت قطرات أمطار الخير التي عرفتها جماعة أفورار صباح اليوم الاثنين 9 ماي 2016 ، خرج العشرات من ساكنة حي تكانت و الرجم سواء منه التابع لجماعة أفورار أو جماعة بني عياط ، في مسيرة احتجاجية تجاه مقر جماعة أفورار ثم بعدها إلى مقر قيادة أفورار ، حاملين الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك و لافتتين تضمان أهم مطالب المحتجين الاجتماعية وعلى طول المسافة الفاصلة بين مساكن المحتجين ومقري جماعة وقيادة أفورار ، ردد هؤلاء شعارات تعبر عن مطالبهم الاجتماعية ، والمتمثلة كما هو مكتوب في اللافتتين في " ساكنة الرجم يطالبون بتعبيد الطريق وتغيير موقع مطرح الأزبال " و " سكان تكانت لا واجبات بدون حقوق ولا ضريبة في غياب البنيات التحتية " . المسيرة الاحتجاجية السالفة الذكر ، كانت تحت مراقبة عناصر الدرك الملكي وقائد قيادة أفورار وأعوان السلطة ، ومرت في جو من المسؤولية والانضباط ، إلى أن استقر بها المطاف في بهو قيادة أفورار حيث كان قائد أفورار محمد إرزي ورئيس جماعة أفورار المصطفى الرداد في انتظارهم ليفتح معهم لقاء موسعا حضره مجموعة من المحتجين بحضور ممثل الدرك الملكي ومستشارين جماعيين على رأسهم مستشار حي تكانت عبد الرحمان أعموم . في بداية اللقاء رحب قائد قيادة أفورار بالمحتجين ، ما دام الاحتجاج في إطار سلمي لا يخل بالأمن والنظام العام ، وما دامت المطالب معقولة وفي إطار القانون ، مشددا على أن لكل مشكل حل في أجل معين قد يكون قريبا أو متوسط الأمد أو بعيد حسب الإمكانيات المتاحة ، مضيفا أن جماعة أفورار عرفت تحسنا وتطورا كبيرين على مختلف الأصعدة ، لكن تطلعات الساكنة دائما تطمح إلى المزيد والأحسن. وبعد أن أكد قائد قيادة أفورار أن أبواب القيادة مفتوحة دائما للساكنة للإنصات إلى همومهم ومشاكلهم ، أعطيت الكلمة لممثلي المحتجين الذين أجملوا مطالبهم في المطالبة بتعبيد الطريق المؤدية إلى الرجم لما يعانونه خصوصا يوم الأحد من امتناع أصحاب الطاكسيات من نقلهم رفقة أمتعتهم إلى مساكنهم الكائنة بدوار الرجم نظرا لصعوبة المسلك المؤدي إليه وتبليط الأزقة وربط منازلهم بالصرف الصحي ، و تغيير مطرح النفايات لما ينتج عنه من روائح ودخان لكون الشاحنة لا تصل إلى المكان المتفق عليه هو ( تقات نو أزمور) ،والإنارة العمومية ونقل الأزبال والمطالبة بإلغاء الضريبة على السكن. من جهته ، رحب رئيس المجلس الجماعي لأفورار بالمحتجين بعد أن عبروا عن مطالبهم بكل حرية ، مؤكدا أن المجلس الجماعي لأفورار انطلق سنة 2009 بصفر درهم ، ورغم ذلك استطاع المجلس أن يحقق قفزة نوعية على جميع المستويات رغم الامكانيات المحدودة والضعيفة للمجلس ، مذكرا بحالة أفورار في بداية ولايته الأولى التي كانت الأزبال في صوب وحدب ، ورغم ذلك استطاع المجلس استقطاب مشاريع مهمة ، مثل إيجاد ل لمطرح النفايات ، وإنجاز الطريق الرابطة بين مركز أفورار وتكانت ، تبليط الأزقة وتعبيد الشوارع وتقوية الإنارة العمومية ، وشراء شاحنة للنفايات وشاحنة لإصلاح الإنارة العمومية ... كل ذلك يضيف كان بفضل الله وبفضل المجهودات الشخصية له في حمل الملفات إلى مختلف الوزارات والمرافعة من أجل مصلحة ساكنة أفورار . وحذر الرداد من تغليف المطالب الاجتماعية للساكنة بغلاف وطابع سياسي انتخابوي ضيق خصوصا بعد أن قال أحد المحتجين أن هناك أطرافا تروج بين الساكنة أن تكانت لن تستفيد من الربط ب " الواد الحار " ، مشددا على أن أبواب الجماعة كانت ولاتزال مفتوحة أمام جميع ساكنة أفورار منذ تحمله المسؤولية . وبخصوص الضريبة على السكن ، أكد رئيس المجلس أن هذه الضريبة لا تشمل الرجم ، أما تكانت فقد صادق المجلس السابق سنة 2004 على المركز المحدد والذي شمل تكانت ، وخرج مرسوم هذه الضريبة في الجريدة الرسمية سنة 2005 ، مؤكدا أن هذا قانون لا يمكن تغييره ، ولكنه وعد رفقة قائد أفورار بمراسلة الجهات المعنية لإيفاد لجنة جديدة تعيد النظر في قيمة الضريبة المفروضة على السكان نظرا لعدم احترام الشروط المنصوص عليها في القانون في البداية مما ألحق الضرر والحيف بالساكنة . وأضاف رئيس المجلس الجماعي لأفورار : أنه بدوره لم يؤدي هذه الضريبة لأنه واحد من ساكنة أفورار ، وأنه " جاء لخدمة أفورار لأنها بلاده وكل ساكنة أفورار تستحق كل خير " ، موضحا أنه طالب بتوسيع المركز المحدد ليشمل المناطق التي يتواجد بها معامل الكهرباء ومحطة الماء الصالح للشرب حتى تستفيد جماع أفورار من الضريبة وبالتي تستفيد ساكنة أفورار . وأكد المصطفى الرداد ، أن الطريق الرابطة بين أفورار وبني عياط مرورا بالرجم في طريقها إلى الانجاز ، وأن تبليط الأزقة بكل من تكانت وحي اللوز قد رصدت لها اعتمادات في إطار شراكة مع العمران . وبخصوص مطرح النفايات ، أكد الرئيس أن الجماعة قامت بتبليط الطريق المؤدية إلى المطرح حتى تتمكن الشاحنة من الوصول إلى الحد الأقصى ، ووعد ببناء سور للمطرح وأن الميزانية المرصودة لذلك موجودة ، كما ذكر بالخطوات التي قام بها المجلس السابق من أجل إخراج محطة معالجة المياه العادمة لأفورار للوجود ، مبينا أن هناك مقترحا جديدا لمكان إنشائها بشراكة مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب. فيما يتعلق بالإنارة العمومية ، وعد رئيس المجلس الجماعي بتشكيل لجنة لإحصاء المصابيح المعطلة لإصلاحها في القريب العاجل ، موضحا أن جماعة أفورار هي الجماعة القروية الوحيدة التي اقتنت شاحنة خاصة بإصلاح الإنارة العمومية . أما مشكل الصرف الصحي لتكانت فأكد أن الجماعة القروية تربطها اتفاقية شراكة مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في هذا الشأن وان دراسة المشروع أنجزت ، في انتظار التمويل لبداية الأشغال ، وربط ذلك بمشكل شعبة اللوز التي قال عنها بأن هناك دراسة لانجاز سدود تلية بشراكة مع الحوض المائي لأم الربيع . أما ما يتعلق بنقل الأزبال ، فقد أكد عبد الرحمان أعموم أن الساكنة لم تتعاون مع المجلس حيث رفض الجميع وضع حاويات الأزبال بالقرب من منازلهم بل بلغ الأمر بالبعض حسبه إلى التهديد بإحراقها أو رميها في الواد . وختم الرئيس كلمته بإعادة التأكيد على استعداد المجلس للتعاون مع الجميع لما فيه المصلحة العامة ، ليخرج بعد ذلك إلى عموم المحتجين الذين رابطوا أمام مقر قيادة أفورار ليخبرهم بما تم الاتفاق عليه في اللقاء الذي دام حوالي الساعتين .