ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    المغرب يدعو إلى هامش أكبر من الاستقلالية المادية لمجلس حقوق الإنسان    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..        المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير الندوة الدولية بكلية الآداب- بني ملال، حول: "سؤال المصطلح البلاغي"

إعداد: محمد احدوش : نظم مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب بتعاون مع مجلة البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- جامعة السلطان مولاي سليمان، ببني ملال يومي 26 و27 أبريل ندوة علمية دولية حول موضوع: "سؤال المصطلح البلاغي". بمشاركة ثلة من المتخصصين والباحثين في مجالي البلاغة والمصطلح، من المدن الجامعية المغربية، ومن جامعات تنتمي إلى دول عربية وإسلامية كتركيا والسعودية والسودان وتونس والجزائر ومصر وقطر.
وقد توزعت أشغال الندوة بعد الجلسة افتتاحية على سِت جلسات علمية، ثم جلسة ختامية.
رئيس الجلسة: منسق الندوة ومدير المختبر الدكتور مولاي إدريس ميموني
افتُتحت أعمال هذه الندوة بآيات بينات من كتاب الله تعالى تلاها الطالب الباحث نصيف مولدة -من جزر القمر-، أعقبتها كلمات المتدخلين في هذه الجلسة:
- كلمة رئيس الجامعة الدكتور بوشعيب مرناري، رحب فيها بضيوف الجامعة من داخل المغرب وخارجه، كما هنأ المشرفين على الندوة على اختيار موضوع "المصطلح البلاغي" الذي يكتسي أهمية بالغة.
- كلمة رئيس المجلس الإقليمي لبني ملال ذ محمد حلحال، نوه فيها بمجهودات المختبر والهيئة المشرفة، وأبان عن استعداد المجلس الإقليمي لتشجيع البحث العلمي ودعم الأنشطة العلمية والثقافية بالجامعة.
- كلمة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور يحي الخالقي الذي رحب بالحضور ونوه بالدينامية العلمية التي تعرفها الكلية وخصوصا شعبة الدراسات العربية، وأكد على أهمية موضوع "المصطلح البلاغي" باعتباره جديرا بالمدارسة نظرا لما يعرفه اضطراب. كما أشاد بالشركاء المحليين المحتضنين والمدعمين لأشغال الندوة خصوصا وللأنشطة العلمية بالكلية عموما.
- كلمة مدير مجلة البلاغة وتحليل الخطاب الدكتور إدريس جبري، رحب فيها بدوره بجميع المشاركين في أشغال الندوة، وشكر فيها مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب وطلبة ماستر الدرس اللغوي والخطاب الشرعي على مجهوداتهم المبذولة لإنجاح فعاليات الندوة التي تهدف إلى طرح موضوع المصطلح البلاغي على أنظار الباحثين عبر فتح حوار علمي من أجل تحقيق المصطلح وضبطه وتوحيده.
- كلمة مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب، ألقاها الدكتور مولاي إدريس ميموني، توجه من خلالها بالشكر إلى رئاسة الجامعة وعمادة الكلية على دعمهم المستمر لأنشطة المختبر العلمية، وإلى شركاء المحيط الداعمين لهذه الندوة. كما أوضح الأستاذ أن الندوة تأتي في سياق برنامج للأنشطة العلمية والتكوينية سطره المختبر منذ بداية هذا الموسم الجامعي الجاري. ثم تحدث عن أهمية موضوع الندوة باعتبار مكانة المصطلح المحورية في تحصيل العلوم المدونة والفنون المرجوة، مما يجعل من ضبطه وتدقيقه من أوجب الواجبات على المتخصصين في مجال البلاغة وتحليل الخطاب. وأوضح قيمة الندوة باعتبارها تسجيب لحاجة مجتمعية تستهدف النهوض بالإنسان الفرد فكرا ولغة وخطابا، وبالمجتمع وعيا وتواصلا وتوجيها.
- كلمة اللجنة التنظيمية تفضل بقراءتها الدكتور الحبيب مغراوي، عبر من خلالها على سعادة اللجنة المنظمة أساتذة وطلبة باستقبال المشاركين في الندوة التي لم يدخروا جهدا لتنظيمها والعمل على إنجاحها، مؤكدا على الدور البارز لمحيط الجامعة في هذا الإنجاز العلمي الهام، مجددا الترحيب بالحاضرين من الأساتذة والطلبة وممثلي المجتمع المدني والمنابر الإعلامية.
رئيس الجلسة: الدكتور محمد حفيظ
المقرر: الطالب الباحث جواد الباز
كان موعد الحاضرين خلال هذه الجلسة مع أربعة عروض علمية توزعت كالآتي:
العرض الأول: قدمه الدكتور محمد العمري أستاذ باحث في البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب بالرباط سابقا. في مداخلة بعنوان "البلاغة العامة، النسق المصطلحي وخريطة النصوص": حيث افتتح مداخلته بعدة تساؤلات من قبيل: هل نمتلك نسقا مصطلحيا لنتحدث عن بلاغة عامة أم لا؟ كيف نسمي ما تنتجه البلاغة أو ما يدخل في نطاقها؟ فيقترح مصطلح (إنشاء) كاسم جامع لكل منتَجات البلاغة يغطي النصوص كلها. إذ هناك –كما يرى الدكتور العمري- بلاغة عامة وبلاغات خاصة يقتضي تعددها وجود نسق تلتئم به، وهو المصطلحات التي اقترح الدكتور تجديدها. ثم اقترح تعريفا للبلاغة كونها إنشاء: فهي الخطاب الاحتمالي المؤثر، المنجز عن طريق الاختيار مناسبة أو إغرابا، لغرض خلق فسحة في ذهن الإنسان (تخيل)، وفسحة بينه وبين الآخرين (تداول)، إفرادا وتركيبا.
العرض الثاني: كان للدكتورة هجر مدقن (كلية الآداب واللغات- جامعة قاصدي مرباح، الجزائر) بعنوان "المقابلات المصطلحية بين الخلفية الفلسفية والتوظيف البلاغي"، قاربت من خلاله مصطلح "الأليغوريا" في مقابل مصطلحين آخرين هما "المونادا والذرة"، وذلك في الخطابات الأدبية الغربية –النص المسرحي خصوصا-، حيث تبين من خلال العرض أن هذه المصطلحات تدور في فلك دلالي واحد... تكاد تكون وجوها لعملة واحدة.
العرض الثالث: من تقديم الدكتورة حبيبة شيخ عاطف (المدرسة العليا للأساتذة/ جامعة محمد الخامس- الرباط/ المغرب) تحت عنوان "بلاغة التورية وتحاقل المصطلح"، أبرزت فيه الدكتورة تداخل مصطلح التورية مع مصطلحات بلاغية أخرى مثل : الكناية والتعريض والحذف والإشارة وغيرها من المصطلحات، مشيرة إلى أوجه التحاقل والتقاطع بينها، موجهة عناية الباحثين إلى ضرورة إدراك الفوارق الدقيقة بين تلك المصطلحات من حيث المفهوم ومن حيث التوظيف.
المناقشة: توجت هذه الجلسة العلمية بتدخلات من الأساتذة والطلبة الحاضرين الذين نوهوا بموضوع الندوة وبالعروض المقدمة، ثم انصبت المداخلات التي توزعت بين إضافات وتساؤلات، ركز أغلبها على قضايا أثيرت في العروض المقدَّمة، حيث ناقش بعض الأساتذة مسألة تعريف البلاغة عند الدكتور العمري باعتبارها "إنشاء" كون هذا الوصف قد يربك الباحث باعتبار هذا المصطلح له مفهوم محدد في البلاغة العربية، في إشارة إلى كونه يطلق على "الكلام الذي لا يحتمل الصدق أو الكذب" فكيف نسمي البلاغة كلها إنشاء؟ في الوقت الذي يعد مصطلح "مقتضى الحال" مناسبا وشاملا. وفي تدخلات الطلبة الباحثين تساءل أحدهم عن جدوى الحديث عن تعدد المصطلح البلاغي دون اقتراح بدائل مصطلحية تحل الإشكال؟ وتطرق آخر إلى مدى إمكانية قراءة البلاغة العربية بمصطلحات غريبة عن بيئتها ولم تستنبط من متونها !!؟ ...إضافة إلى أسئلة واستفسارات كثيرة تفاعل معها الأساتذة المحاضرون في نهاية هذه الجلسة العلمية الأولى.
رئيس الجلسة: الدكتور محمد التاقي
المقرر: الطالب الباحث عاديل البقالي
العرض الأول: تفضل بتقديمه الدكتور مولاي إدريس ميموني (جامعة مولاي سليمان/ كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال/ المغرب) بعنوان "أسرار النظم القرآني، انتظام للكائنات في الوجود"، قصد من خلاله الوقوف على أسرار النظم في القرآن باعتباره تجل للموجودات في الكون، إذ البحث في النظم نظر في الكون، والنظر في الكون بحث في النظم. والبلاغة بحث في العلاقات التي تنتظم بها الأدلة تحقيقا لمقاصد المتكلمين بالكلام، وأعلى الكلام كلام الله تعالى. وعلم النظم –كما جاء في مداخلة الدكتور ميموني- ليس مقتصرا على إظهار الإعجاز، بل هو ضرب من ضروب الغوص في أعماق معاني آيات القرآن، من حيث بناؤها ظاهرا وباطنا، وصولا إلى إظهار العقيدة الإسلامية وارتباطها بحقائق الوجود.
العرض الثاني: تناول من خلاله الدكتور عبد الهادي تمورتاش (كلية الإلهيات- جامعة يوزونجوييل/ تركيا) مداخلة بعنوان "المصطلح البلاغي بين ابن الأثير والبلاغيين"، أوضح فيها اجتهادات ابن الأثير في مجال المصطلح البلاغي خصوصا في كتابه "المثل السائر" والتي خالف فيها غيره من البلاغيين السابقين أو المعاصرين له، وقدم أمثلة على تلك الاجتهادات من خلال مصطلحات من قبيل : التوشيح، الإرصاد، الإطناب،... بالإضافة إلى مصطلحات أخرى انفرد بها ابن الأثير مثل: المغالطة المعنوية، المنافرة بين الألفاظ في السبك، والاستدراج، .. وغيرها مما يبين وعي القدماء بمسألة تحرير المصطلحات وتحديدها، مما يستدعي الاستئناس بتلك الجهود واستحضارها عند كل عملية تجديدية.
العرض الثالث: للدكتور عبد العزيز قسمي (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب بني ملال -المغرب) تحدث فيه عن موضوع "المصطلح البلاغي عند سيبويه وامتداداته التداولية"، نبه من خلاله إلى دور سيبويه في نشأة المصطلح البلاغي، باعتبار النحو الذي أسس له كتاب سيبويه قائما على جانبين اثنين: الإعراب والمعاني، والعلاقة التفاعلية بينهما في سياق التخاطب هي التي تنتج المفاهيم البلاغية، وقد استدل الدكتور قسمي على ذلك بأبواب من الكتاب، يستحضر فيها سيبويه المقام التواصلي ومقاصد المتكلم والمخاطب من قبيل : جريان الكلام على قدر مسألة المخاطب، و الإضمار والحذف للاستخفاف أو لعلم المخاطب،... ليخلص في النهاية إلى أن المصطلح البلاغي مؤسس تأسيسا نحويا، الشيء الذي جعل الجرجاني يقول في النظم بأنه ليس سوى توخي معاني النحو بين الكلم.
العرض الرابع: من تقديم الدكتور حسن بدوح (الكلية متعددة التخصصات- خريبكة/ المغرب) بعنوان "الإيجاز والإطناب والمساواة، بين التصور البلاغي القديم والمقاربة التداولية"، توزعت بين محورين، تناول الأول طرق تأدية الكلام (الإيجاز والإطناب والمساواة) في التصور البلاغي القديم ممثلا في نموذج السكاكي، وتناول المحور الثاني الموضوع نفسه من منظور المقاربة التداولية خصوصا مع بول غرايس. ليخلص إلى كون المقاربتين تلتقيان في اعتبار أداء القصد المطلوب معيارا للحكم على الكلام من حيث كونه فيه إيجازا أو إطنابا أو مساواة، غير أن الباحث أشار إلى كون النظرية التداولية يمكن أن تمدنا بإطار نظري جديد لدراسة الخطاب وتأويله.
المناقشة: تفاعل الحاضرون من أساتذة وطلبة مع عروض هذه الجلسة العلمية، حيث نوه المتدخلون بمحتوياتها القيمة، وقدم بعضهم إضافات تغني المضامين المقدمة خصوصا فيما يتعلق بمفهوم النظم، وما يتعلق بأصول بعض المفاهيم البلاغية التي ظهرت بدءا مع الدرس النحوي. وطرح آخرون تساؤلات حول بعض موضوعات الجلسة، كان أبرزها تلك التي ناقشت ما جاء في بعض المداخلات، حيث تساءل أحد الطلبة الباحثين عن مدى إمكانية تطبيق قواعد غرايس على الخطاب الشرعي، خصوصا ما يتعلق منها بجانب الصدق والكذب؟ في حين رأى طالب آخر أن الحديث عن العلاقة بين النحو والبلاغة بإمكانه ردم تلك الهوة التي تفصل بين دراسة الإعراب ودراسة المعنى وبالتالي إحياء الدرس النحوي وتجديده.
رئيس الجلسة : الدكتور عبد الرحيم غانمي
المقررة: الطالبة الباحثة فاطمة الزهراء عابيدي
العرض الأول: تقدم به الدكتور عماد عبد اللطيف (جامعة قطر) في موضوع "أزمة المصطلح البلاغي العربي، مظاهر وأسباب ومقترحات"،ميز فيه الدكتور بين مرحلتين عرف خلالهما المصطلح البلاغي أزمته، تبدأ الأولى من نهاية القرن الثاني الهجري إلى بداية القرن العشرين، والثانية من بداية القرن العشرين إلى اليوم، مؤرخا لها بكتاب أحمد ضيف "مقدمة لدراسة بلاغة العرب" الذي اعتبره مؤسسا للدرس البلاغي العربي من منظور غربي. وعرّج الباحث على بعض مظاهر أزمة المصطلح البلاغي المتجلية في تعدد التسميات، وتعدد المفاهيم، ووجود مفاهيم غير مسماة بمصطلحات محددة. ومن أسباب ذلك كما ذكر الدكتور احتراز البلاغيين من إطلاق مصطلحات بلاغية ارتبطت بالشعر أو النثر على ظواهر قرآنية، ومن النماذج مثلا (السجع/ الفاصلة/ الالتفات). كما أن بعض أسباب تلك الأزمة المصطلحية في البلاغة تشعب مجالات توظيف البلاغة (الأصول، التفسير، الإعجاز...). ومن أسباب تأزم المصطلح في الحاضر هناك إشكالية الترجمة، وتعدد الدلالات، واختلاف البيئات المعرفية... وخلص المحاضر إلى تقديم مقترحات لتجاوز الأزمة منها: إنشاء معجم تاريخي لمصطلحات البلاغة العربية. وتأليف معجم عربي موحد للمصطلحات البلاغية المعاصرة.
العرض الثاني: من تقديم الدكتور محمد زايد (المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين- مكناس/ المغرب) تناول فيه موضوع "المصطلح البلاغي عند الإشاريين، نماذج مبنينة دالة"، استهدف من خلاله الأستاذ المتدخل تأكيد وجود بلاغة إشارية تندرج في إطار البلاغة العربية العامة، من خلال استقراء المنجز البلاغي عند الإشاريين وإبراز تصورهم للبلاغة الذي ينطلق من رؤية خاصة للإنسان والكون تنعكس على المفاهيم والمصطلحات الموظفة بلاغيا، حيث نجد مصطلحات من قبيل: الرؤية والعبارة والكتابة والإشارة .. تتواتر في مصنفات الإشاريين، ويمكنها حسب الدكتور زايد أن تكون رافدا يساهم في بناء بلاغة عربية معاصرة.
العرض الثالث: للدكتور محمد علي سلامة (جامعة حلوان، كلية الآداب/ مصر) بعنوان "التجنيس بين المرجعية الدينية والتأسيس البلاغي"، اعتبر من خلاله أن مصطلح التجنيس يعكس رؤية بلاغية متقدمة لدى القدماء، تتجلى في كونهم لا يفصلون في تصورهم بين الظواهر اللغوية والموجودات الكونية. وانطلق من اعتبار التجنيس مظهرا من مظاهر البلاغة العربية تتجسد فيه مختلف الظواهر الأخرى من تشبيه واستعارة ومجاز، مبينا تأثر التأسيس البلاغي لمفهوم التجنيس بالبعد الديني، العرفاني خاصة، فيما عرف بوحدة الوجود، مدعما هذه الفكرة بنماذج تحليلية لآيات قرآنية، داعيا إلى إعادة الاعتبار لمفهوم الخيال باعتباره مفهوما مركزيا في البلاغة.
المناقشة: تميزت فترة المناقشة بكثرة المداخلات من قبل الطلبة الباحثين والأساتذة الحاضرين، حيث ركز بعضها على حاجة الدارس للمصطلح البلاغي إلى إطار نظري يوجهه نحو مبتغاه لئلا يخرج عن إطار الدرس المصطلحي الصِّرف، وتم اقتراح منهج الدراسة المصطلحية منهجا كفيلا بتحقيق تلك الغاية. كما نبه آخرون إلى الإشكالات المصطلحية التي ظهرت مع انقسام الدرس البلاغي العربي بين الرؤية البيانية والرؤية البديعية. وانتقدت مداخلة الربط بين الخيال والبلاغة زاعمة أن الحديث عن الخيال لا يعدو أن يكون تقليدا لمفهوم المحاكاة الأرسطية. مداخلات فتحت المجال أمام الأساتذة المتدخلين للرد والتوضيح، لتعم الفائدة.
رئيس الجلسة : الدكتور عبد الرزاق بلال
المقررة: الطالبة الباحثة ليلى الحماموشي
استأنفت أشغال الندوة العلمية الدولية لليوم الثاني ابتداء من الساعة 9:30، بالجلسة الرابعة التي ترأسها الأستاذ الدكتور عبد الرزاق بلال الذي جدد الترحيب بالحضور والمشاركين، وذكر بأهداف الندوة.
العرض الأول: للدكتور محمد الولي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله- فاس/ المغرب) بموضوع "مصطلح البيان العربي، السبيل إلى تحرير البلاغة العربية"، حيث انطلق الدكتور الولي من انتقاد وضع البلاغة العربية الحالي الذي هيمنت فيه البلاغة المدرسية بمباحثها الثلاثة : المعاني والبيان والبديع، بهذا الترتيب الذي يعكس دلالات معينة تعطي الحظوة للمعاني وتؤخر ترتيب البديع وتجعل البيان وسطا، منذ السكاكي والقزويني إلى اليوم، في حين همشت الرؤية البلاغية المتحررة من التقسيمات كما جسدها قدامة وابن رشيق والقرطاجني، موضحا ذلك بأمثلة ونماذج. ويخلص الدكتور الولي إلى كون البيان ليس تابعا للمعاني، بل له مسار مستقل وطبيعة خاصة تروم الإمتاع إن كان علم المعاني يهتم بالإفادة والإقناع. داعيا إلى إعادة النظر في ترتيب البيان ونظريته عند متأخرين البلاغيين، واستبداله بصيغة أبسط وأكثر انسجاما، مع الاسترشاد بكل الثرات الإنساني في هذا المجال.
العرض الثاني: تفضل بتقديمه الدكتور محمد أزهري (عميد كلية اللغة العربية، جامعة القاضي عياض- مراكش/ المغرب)، بعنوان "أسئلة المنهج في دراسة المصطلح البلاغي العربي التراثي –قضايا ونماذج-"، عرض فيه الدكتور لمختلف أنواع الدراسات التي تناولت المصطلح البلاغي العربي التراثي، سواء تلك التي اعتمدت منهج الدراسة المصطلحية، أو المنهجين الوصفي و التاريخي، أو المنهج المقارن، عارضا لنماذج من المؤلفات المتبعة لكل منهج مشيرا إلى جوانب الضعف والقوة فيها، ليخلص إلى سلامة منهج الدراسة المصطلحية نظرا لما يتمتع به من ضوابط وقيود علمية قادرة على تحرير المصطلح البلاغي.
العرض الثالث: للدكتور محمد واحميد (الكلية متعددة التخصصات- الرشيدية / المغرب) وكان موضوعه بعنوان "البلاغة والاجتهاد المصطلحي بين الوضع والإحياء، دراسة لنماذج"، تطرق فيه إلى كون سؤال المصطلح لا يخص البلاغيين وحدهم، نظرا لكون البلاغة ملتقى لعلوم مختلفة تهتم بالخطاب، ومن ثم فإن الاجتهاد المصطلحي يتطلب حضورا فاعلا لطرفين أساسيين هما عالِم المصطلح، والمتخصص في الحقل المعرفي ذي الصلة بالبلاغة. مشيرا إلى نماذج من اجتهادات مصطلحية تستحق التأمل مما أسس له كل من الدكتورين العمري والولي في تجديد مفاهيم مصطلحات تراثية أو بناء مصطلحات جديدة (الإنشاء، المستمَع، الانزياح، الخطابية، الشاهد...) ليخلص في نهاية عرضه إلى ضرورة تكاثف جهود الباحثين مؤسساتيا في مختلف التخصصات للنهوض بالمصطلح البلاغي عبر استثمار كل الجهود والاستفادة من كل التجارب.
العرض الرابع: كان للدكتور محمد بالاشهب (كلية الآداب والعلوم الإنسانية_ بني ملال/ المغرب) بعنوان "مصطلح البيان عند الجاحظ، مسار ومآل"، تعرض فيه الدكتور بالاشهب إلى تطور مفهوم ودلالة مصطلح "البيان" منذ عصر الجاحظ حيث كان يقصد منه الإفهام والتعبير عن خفايا الحاجات والمعاني، ويتسع ليشمل كافة أنواع الدلالات اللفظية وغير اللفظية، لينحدر المفهوم بعد ذلك إلى الدلالة على أنماط معينة من التعبير هي أساليب التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز، خصوصا مع السكاكي ومن سار مساره، غير أن تناول مفهوم البيان في علوم عربية أخرى كان تناولا أكثر تطورا خاصة في علم الأصول مثلا.
المناقشة: اختتمت هذه الجلسة العلمية بمناقشة للعروض المقدمة وللقضايا التي أثارتها، من قبيل التساؤل عن جدوى الدرس البلاغي اليوم في ظل فوضى المصطلح وتضارب المفاهيم وتعقد التطبيقات البلاغية. كما طرحت استفسارات أخرى حول مسألة الخلط بين المرجعيات أثناء الدرس المصطلحي، وصعوبة دراسة البلاغة العربية اعتمادا على آليات ومناهج مستنبتة في مرجعيات أخرى.
رئيس الجلسة: الدكتورة رشيدة زغواني
المقرر: الطالب الباحث صالح كارحي
العرض الأول: مداخلة الدكتور عبد العزيز الشبعان (جامعة منونة/ تونس) وهي بعنوان "المصطلح الحجاجي بين الحد والتوليد، بحث حفري في تحولات المؤسسة الخطابية"، قارب من خلاله الدكتور الشبعان المصطلح الحجاجي من جهة حيويته وانشعابه داخل مجالات معرفية متعددة، حيث يتحول المصطلح داخلها إما بضمور دلالته أو تضخمها أو انحرافها. معرجا على بعض المجالات التداولية للمصطلح الحجاجي في الدراسات المعاصرة (بروتون مثلا)، مطبا قانون التوسيع الدلالي على المصطلح الحجاجي بما يقتضيه التتميم المعرفي.
العرض الثاني: للدكتور محمد حسن عطا المنان (جامعة كسَلا/ السودان) تناول فيه موضوع "المصطلح البديعي عند الإمام البيضاوي". استهدف من خلال ورقته استقصاء المصطلح البديعي في الخطاب القرآني من خلال تفسير الإمام البيضاوي "أنوار التنزيل وأسرار التأويل"، رغبة في الاستفادة من التراث البلاغي في عملية تجديد البلاغة، خصوصا عبر الاستعانة بمجالات توظيفها كالتفسير والأصول وغيرها، وقد أورد الدكتور عطا المنان نماذج لمصطلحات بديعية بارزة درسها البيضاوي، وكيفية تناولها لها في تفسيره الشهير، كالمذهب الكلامي والعكس والاستطراد، والإغراق، والاستدراك، وغيرها، ليبين أنه بالإمكان الاستفادة من منهجية تعامل البيضاوي مع المصطلح البديعي من أجل خدمة البلاغة الحديثة.
العرض الثالث: تقدم به الدكتور عبد الكريم ابزاري (الكلية متعددة التخصصات- الرشيدية/ المغرب) في مداخلة بعنوان "التصور الأرسطي للقول الخطابي- ضبط المفهوم وتدقيق المصطلح"، ركز فيه على مفهوم الخطابة لدى أرسطو، وعناصر بنائها، وأنواع القول الخطابي. ليخلص –حسب تعبيره- إلى ضرورة إعادة النظر في منابع وأصول التقعيد للخطاب، بناء على التصور الأرسطي لمفاهيم الخطابة وعناصرها ومقومات بنائها.
العرض الرابع: للدكتور عبد الرحمن العضراوي (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال/ المغرب) بعنوان "أي مصطلح بلاغي للنص الشرعي، دراسة في مصطلحي النظم والتناسب"، ابتدأ فيه الدكتور العضراوي من مسألة اعتبرها أساسية لدراسة النص الشرعي هي كونه خطابا منزلا، ثم عرّج على المحاور الآتية: - المصطلح البلاغي في سياق الإعجاز البياني/ - المصطلح البلاغي في الانتقال من نظام البيان إلى نظام البرهان/- الإبداع المصطلحي بين بلاغة المقاصد وحجاجية التأويل. حيث بين أن تطور المصطلح البلاغي نشأ باعتباره لغة ثانية مستقرأة من تدبر الخطاب الشرعي وكلام العرب وانتقل من دراسة بلاغة الجملة عند البيانين إلى دراسة النص عند البرهانيين. وبالتالي فإن تجديد المصطلح البلاغي مرتبط بالعودة إلى تدبر النص الذي نشأ وخصب فيه.
المناقشة: في نهاية الجلسة فتحت رئيسة الجلسة المجال للمناقشة، حيث اتجهت المداخلات والأسئلة إلى أهم ما ورد في أوراق الأساتذة المتدخلين، من قبيل علاقة سؤال المصطلح في البلاغة العربية بالتصور اليوناني –الأرسطي خاصة- للبلاغة والخطابة، خصوصا أن هناك خلطا بين المفاهيم : الخطابة/ البلاغة/ الحجاج، ربما كان للترجمات المختلفة يدا فيه. وهل يمكن تجديد البلاغة العربية بمعزل عن مجالات توظيفها خصوصا في الخطاب الشرعي؟
رئيس الجلسة: الدكتور مولاي إدريس ميموني
المقرر: الطالب الباحث حسن همو
وتوزعت مواد هذه الجلسة عبر ورقتين وتعقيبين:
العرض الأول: تقاسم محاوره كل من الدكتورين عبد القادر بقشى وعبد الرحيم وهابي (مجلة البلاغة وتحليل الخطاب) في موضوع "اشتغال المصطلح في نسق المشروع البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني"، تناول فيه الباحثان مصطلحات ومفاهيم بلاغية عند الجرجاني من زاوية البلاغة الجديدة برؤية الدكتورين محمد العمري ومحمد الولي، من قبيل "الغرابة" و"العدول" و"التخييل الشعري" و"النقل والادعاء" مبرزين تأثر الجرجاني بالتصور اليوناني، مستعينين بنصوص مستقاة من الأسرار والدلائل، في إطار تكامل النسق البلاغي وانسجامه من خلال المصطلحات عند شيخ البلاغة العربية الذي كان يواجه قضايا نقدية وبلاغية من قبيل: السرقات الأدبية، واللفظ والمعنى و الصدق والكذب وغيرها. الشيء الذي يفرض على الدارس للمصطلح البلاغي البحث عن النسق الناظم للمفاهيم والمصطلحات في المجال المدروس.
العرض الثاني: عبارة عن تعقيب على الورقة السابقة، تقدم به الدكتور الحبيب مغراوي (جامعة السلطان مولاي سليمان/ كلية الآداب، بني ملال- المغرب)، حيث نوه من خلالها بمجهود الباحثين في موضوعهما، وقدم بعض الملاحظات المنهجية كان أهمها :بناء مشروع ورقة الباحثين على مقدمة غير محسومة علميا وهي انطلاقهما من فكرة أسبقية كتاب "الأسرار" على "الدلائل"، الشيء الذي يجعل نتائج تلك المقدمة قابلة للتشكيك. كما أن الباحثين أطلقا اسم المصطلح على مفاهيم وردت في الكتاب لا تتوفر فيها شروط الاصطلاح، كالعدول الذي لم يرد إلا مرة واحدة في الدلائل، أو "الغرابة" الذي يستعمل تارة مفردا وتارة بضميمة "الغرابة الشعرية"، في حين أن الجرجاني لم يستعمل هكذا مصطلح.
العرض الثالث: من تقديم الدكتور الحسين بنو هاشم (مجلة البلاغة وتحليل الخطاب) بعنوان "المنظومة المصطلحية للبلاغة العامة"، استهدف من خلالها الباحث تقديم اقتراحات لمصطلحات أساسية في البلاغة الحديثة، في أفق إنشاء منظومة مصطلحية تيسر التواصل بين الباحثين. انطلق الباحث من شجرة للبلاغة تتفرع عنها مصطلحات بعضها من وضع الدكتور العمري، وبعضها الآخر من اجتهاد الباحث نفسه.فجعل البلاغة تتفرع إلى إنشاء وعلم، يتفرع الإنشاء إلى تخييل وتصديق، والتخييل إلى الصورة والتصديق إلى الحجة. في حين يتفرع العلم إلى شعرية وخطابية، وتتفرع الأخيرة إلى مستمَع وتصديق، والتصديق إلى تيقين وإقناع.
العرض الرابع: للدكتور إدريس جبري (مجلة البلاغة وتحليل الخطاب) وهو عبارة عن تعقيب على الورقة السابقة للدكتور الحسين بنو هاشم، أشار فيه إلى تداخل المصطلحات المقترحة ضمن شجرة البلاغة كما قدمه الدكتور بنو هاشم، مبينا جهوده المصطلحية وجرأتها وقوتها الاقتراحية وحسمها في الاختلافات من جانب، ومبرزا من جانب آخر مدى حاجتها إلى مزيد من التنقيح عبر تظافر جهود الأفراد والمؤسسات لتعطي لتلك الاجتهادات الحجية والموثوقية.
المناقشة: تفاعل الحضور مع مواد هذه الجلسة العلمية تفاعلا قويا، حيث فتح المجال مجددا لمناقشة ما قيل من كلام حول البلاغة عموما وحول مصطلحاتها على وجه التحديد، فانصبت المداخلات على عدة قضايا من قبيل: التعريف الذي يقدمه الدكتور العمري للبلاغة باعتبارها علما يتناول الخطاب الاحتمالي... هل يمكن لهذا التعريف أن ينطبق على الخطاب الشرعي؟؟. وتناولت كذلك مسألة التأريخ للبلاغة ابتداء من أرسطو، واعتبار البلاغة العربية رافدا من روافد البلاغة العامة.. والغفلة عن كون البلاغة العربية وليدة بيئة علمية ومعرفية وثقافية خاصة، كما البلاغة الغربية ذات الأصول اليونانية.. مما يؤثر على مفاهيم ومصطلحات البلاغة التي يراد تجديدها وتطويرها، ويحدث ضبابية في المفاهيم، نظرا لتضارب مرجعيات البلاغتين.. إلى غير ذلك من المداخلات التي دعا بعضها إلى ضرورة إعادة قراءة الموروث البلاغي، ليس عند من نصفه بالبلاغيين فقط، بل في كل المجالات المعرفية العربية التي وظفت البلاغة وطورت آلياتها كعلم أصول الفقه والتفسير وغيرها من العلوم.
بعد انتهاء أشغال الندوة انعقدت الجلسة الختامية برئاسة الدكتور يوسف أودرا الذي شكر جميع المساهمين في إنجاح فعالياتها إعدادا وتنظيما ودعما ومشاركة وحضورا وإشرافا. وخص بالذكر الأساتذة الذين حجوا إلى الندوة من خارج الوطن.
ثم بعد ذلك أعطى الكلمة لمنسق الندوة ومدير مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب الدكتور مولاي إدريس ميموني الذي جدد الشكر لرئاسة الجامعة وعمادتها وجميع الأساتذة والطلبة المشاركين والحاضرين، ونوه بجهود اللجنة المنظمة، وبالمؤسسات المساهمة في هذا النشاط العلمي. وأنهى كلمته بالحديث عن أهمية موضوع الندوة الذي لا يزال في حاجة ماسة إلى المدارسة والتعمق وفتح آفاق البحث والشراكة بين المؤسسات العلمية داخل المغرب وخارجه.
وفي كلمته تقدم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، الدكتور يحي الخالقي نوه فيها بجهود مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب في شخص مديره وأعضائه وطلبته، وشكر ضيوف الندوة، كما أكد على حرص إدارة الكلية على عقد شراكات مع المؤسسات العلمية ومؤسسات المحيط السوسيو اقتصادي للجامعة، في إطار دعم البحث العلمي واحتضان الفعاليات العلمية والثقافية.
وتقدم الدكتور محمد علي سلامة –من مصر- باسم الضيوف من خارج المغرب بكلمة شكر فيها اللجنة المنظمة والشركاء المساهمين في إنجاح أشغال هذه الندوة العلمية الدولية. وعبر عن إعجابه بمستوى التفكير والنقاش الذي ساد كل جلسات الندوة
وباسم الأساتذة المشاركين من المغرب تقدم الدكتور محمد العمري بكلمة نوه فيها بتنظيم الندوة، وواعتبر مشكلة المصطلح هي محنة علم البلاغة، ودعا إلى التفكير في جمع جهود البلاغيين المغاربة في إطار مؤسسي يحتضن النقاش ويخرج بالحلول المناسبة.
وباسم عموم الطلبة تقدمت الطالبة سعاد بدري من سلك الإجازة بعظيم الشكر والامتنان إلى مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب على سهره على هذه الندوة الناجحة.
وباسم الطلبة الباحثين أعضاء اللجنة المنظمة تقدم الطالب مصطفى بويخامون بكلمة شكر إلى جميع الأساتذة والضيوف، وخص بالتنويه أعضاء مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب على إشراكهم الطلبة في الإعداد والتنظيم لهذه الندوة العلمية المهمة.
وباسم مجلة البلاغة وتحليل الخطاب تقدم الدكتور إدريس جبري بشكره الجزيل لمحتضني الندوة وعلى رأسهم مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب، وعمادة الكلية ورئاسة الجامعة وفريق المجلة، وكل الشركاء في محيط الجامعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.