يعرف إقليمأزيلال الذي يعتبر من المغرب غير النافع من معاناة وإقصاء وتهميش وعزلة و تدني في جميع المستويات وتميزه باللامساواة في جميع الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية و السياسية بين النساء والرجال,وبين النساء في العالم القروي والعالم الحضري,وهو واقع مرير تعيشه كل نساء المغرب إلا أن نساء إقليمأزيلال تتجرعه بشكل حاد بسبب العزلة ونقص كبير في البنيات التحتية و الأنشطة الاقتصادية و وإلى غياب إرادة سياسية حقيقية تكتسي أبعادا ثقافية وسياسية و اقتصادية للساكنة المحلية في جميع المجالات.... وقد أدى الاهتمام المتزايد في السنوات الأخيرة بحقوق المرأة وما عرفته الساحة السياسية من جدال و نقاش عمومي حول قضايا المرأة ومكانتها في المجتمع وهو الدافع الأساسي لمبادرة بعض الفاعلات والنشيطات في العمل الجمعوي و السياسي إلى ظهور جيل جديد من الجمعيات و التعاونيات المختلفة التخصصات لمواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال السعي إلى مأسسة العمل الجماعي من حيث مفاهيمه وأدائه وتوجهاته، ليواكب التطور الذي تعرفه منهجية معالجة قضايا التنمية الاجتماعية,و إلى إحداث جمعيات وتعاونيات متعددة الاختصاصات ومختلفة الأغراض ويلاحظ أن الجمعيات النسوية أكثر انتشارا ,على اعتبار أن النساء هن الفئة الأكثر تضررا من الوضعية الصعبة للمجتمع المغربي ,والإنخراط في العمل الجمعوي يمد المرأة بالثقة والقدرة على مواجهة مشاكل الواقع... إلا أنها قليلة تعمل على مشاريع وأنشطة محو الأمية والتعليم الأولي والأنشطة المدرة للدخل كالزرابي وصناعة ومشتقات الحليب و القمح والطرز والخياطة وتربية الماعز والنحل.... وقد لعبت هذه الجمعيات التنموية أدوارا هامة في تحسين بعض مؤشرات التنمية وفي تمكين النساء اقتصاديا من تحسين قدراتهن وظروفهن المعيشية ومهاراتها القرائية والحرفية ودعمهن من خلال حضور دورات تكوينية من طرف النسيج الجهوي التنموي بأزيلال واستفادتهن من بعض الدورات في إطار المشاريع التي تنجزها بعض الجمعيات بالإقليم,الأمر الذي دفعهن إلى الانخراط في المجال السياسي و اثبتن حضورهن من خلال نتائج الانتخابات 2009و2015,الا أن انخراطهن ضعيف جدا في المبادرات الترافعية الوطنية الهادفة إلى تحقيق النساء لذواتهن و تمكينهن من حقوقهن في العيش الكريم المبني على قيم المساواة والمناصفة وعدم التمييز ... ويسجل بعض التدخلات القليلة لجمعيات نسائية على مستوى إقليمازيلال ومشاركتها في اللقاءات والأيام التواصلية المنظمة إقليميا وجهويا ووطنيا ومساهماتهن بآراء واقتراحات وتوصيات ,وهي جمعيات غير قادرة على تحقيق مطالب ضرورية للنساء بالإقليم, وهذا يغزو إلى مجموعة من الأسباب منها : ضعف التواصل بين الجمعيات والنساء بين الجمعيات الأخرى,وضعف التنمية البشرية انتشار الأمية وتفشي الفقر ضعف على مستوى القدرات التدبيرية (التدبير المال) والتخطيط والبرمجة والاعتماد على الأنشطة الموسمية . ضعف الحكامة داخل الجمعية وعدم تطوير إدائها كما ينبغي ... عدم الاعتماد مقارنة النوع الاجتماعي في أغلب الجمعيات ... عدم الفعالية و النجاعة في تسيير الجمعيات. وقوف بعض الجمعيات(الذكورية) حجر عثرة أمام أنشطتها.... استغلال العمل الجمعوي لتحقيق منافع ذاتية و شخصية , و الاستفادة من الدعم بطرق غير مشروعة... ضعف الإمكانيات المادية وغياب المساندين الرسميين، وبالتالي دخول بعضهم في نضال حقيقي لتوفير المقر من ثم تطوير إمكانياتهم لتقديم خدمات أكثر فعالية... تدني الوعي بالعمل التطوعي ومحدودية الموارد المالية... وجود صراعات داخلية ومشاكلَ قوية بين الأعضاء... مشكل تسويق المنتوجات محليا و إقليميا و جهويا و وطنيا... غياب اهتمام مسئولي الدولة بالجمعيات النسوية ودعمها للنهوض بأوضاعها و تحسين ظروفها... ضعف العنصر النسائي على الرغم من محاولاتي الكبيرة في هذا الشأن لطغيان العقلية الذكورية و التقاليد و الأعراف.... فرغم العراقيل والصعوبات التي تواجه المرأة في حياتها اليومية،لازالت الكثيرات منهن يواجهن الحياة بنوع من التحدي الجميل،ويحاولن إبراز قدراتهن بنضالهن و فتح أفاق التواصل بينها,و الانخراط في العمل الجمعوي,و اهتمامها بعلاج مشاكل وقضايا المرأة المغربية التي تعاني من الفقر و العنف و التهميش ,وإصلاح حالها المتدني,و المساهمة في التوعية بحقوق المرأة وتفعيلها على الواجهة القانونية والسياسية والاجتماعية والتنموية, مع توعية المجتمع المغربي للمساهمة في حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية.... لذا يجب توفر إرادة قوية و إصرار لدى جميع المسئولين و الفاعلين و الفاعلات في المجتمع المدني, و إدراك روح الدستور الجديد, وتقديم أولويات الاشتغال على ذاتها وتطوير مواهبها وإبراز عطائها من خلال تظاهرات إعلامية و ورشات عمل وتوعية مختلف شرائح المجتمع المغربي بأهمية دور المرأة و مساهمتها في التنمية,وتجاوز أهم المعيقات التي تتسم بالتمييز وعدم الإنصاف في حق المجتمع المدني..كما يجب تمويل الجمعيات النسوية في مشاريعها و دعهمها على جميع الأصعدة... لأجل إبراز عطائها والمساهمة بفعالية في بناء مجمتعها...وإنشاء نسيج جمعوي نسوي تنخرط فيه جميع للجمعيات النسائية لمعالجة قضايا المرأة المغربية في كل المجالات ...