غياب تنتفض مغمض العينين...تنفض الغطاء عنها بسرعة ..تهم بالخروج نحو باحة المنزل...تجيئ يمينا ويسارا دون ااهوينى... تجلس بجوار ابنيها يتناولان فطورهما ..تودعهما الى نفس الملتقى مساء ...ترتشف قهوة الصباح واقفة....تهيئ عدتها اليومية ... تقتحم الباب الخارجي وتتيه بين الحقول تحت أشجار الزيتون ، لتغيب يوما كاملا تحت لظى الشمس الحارة في عز الصيف...وتعود منهمكة في صمت وعناء سحيقين ...وتعانق ابنيها في ألم و أسى وهي تذرف الدموع كعادتها... عودة تدخل مطأطئ الرأس بهد أسبوع من اختطاف مدعى...كأن شيئا لم يقع...لكن بعد أكاذيب مختلفة في مخفر الشرطة ...تصرخ محرجة في مزاج عكر بمحض إرادتها بعد مانفذ صبرها وسط أسئلة الدركيين العنيفة و المقززة بهروبها مع حبيبها نحو أبعد مدينة.... مجلية آثارها لقلوب تكاد تحبس عن النبض تحترق لرحيلها غير المحتمل، واختطافها المدعي ..... ثورة لم يتحمل طردها من البيت و إهانتها...كره نفسه وتمنى أن تبتلعه الأرض عوض رفضه زوجا لابنتها التي سرقت فؤاده... يفكر أن ينتحر ..رآه أنه لن يجدي نفعا...اقتحم المطبخ، وفي غضب ثائر يكسر كل ما يجده أمامه. ..لحظات قليلة....همدت النار في داخله قليلا... ومد يده الى جيب معطفه الجلدي، حيث صور الحسناء بها يشفي غليله كلما شعر بتطابق السماء مع الأرض ...