ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الثرات الثقافي الأمازيغي، الذي تنظمه كل سنة جمعية واورينت للتنمية والتعاون، استضافت دار الشباب 20 غشت ب "ابزو" ، إقليمأزيلال، مساء السبت 31/10/2015، في احتفالية شعرية وفنية جميلة: الشاعر المغربي والأستاذ الجامعي عبد الناصر لقاح. شهد الحفل مداخلة نقدية، قدمها الناقد محمد داني، ورغم أن الوقت لم يكن يسمح بعرض كل مضامين مداخلته القيمة، فقد استطاع الأستاذ الناقد بحسه الإنساني الرفيع وبأستاذيته المتمكنة، من أن يقدم صورة شافية عن أهم معالم الحداثة الشعرية في التجربة المغربية عموما، وعند الشاعر عبد الناصر لقاح على وجه الخصوص، مؤكدا على أنه شاعرحداثي بامتياز، والحداثة عنده لا تعني هدم الشعر، فهو يكتب في العمودي والتفعيلي وفي قصيدة النثر، ويهتم بجزالة اللفظ ورهافة اللغة، وفي نفس الآن هو صاخب في شعره وثائر، ولا يؤمن بالنفاق الاجتماعي. وقد اكتفى الناقد بتحليل رمزية الشجرة في شعر عبد الناصر لقاح، للتدليل على البعد الحداثي في شعره. وكان وبود الناقد محمد داني أن يهدي في هذا الحفل للمحتفى به كتابا نقديا يقع في حوالي 205 ص، تناولل فيه الناقد بالدرس والتحليل مجمل شعر عبد الناصر لقاح، غير أن دار النشر لم تلتزم بإخراج الكتاب في وقته . كما شهد الحفل عرض شريط بالصور الفوتوغرافية توثق لمحطات من مسار الشاعرالمحتفى به. وألقيت قراءات شعرية باذخة حقيقة لا مجازا، ألقاها بكثير من الروعة والإدهاش،الشعراء الأفاضل: محمد شنوف، وإدريس زايدي، وأحمد الرجواني، وعبد العزيز أمزيان، وصالح البريني، والشاعرة المائزة عزيزة العميري. رافقتها شهادات حية وتلقائية، للشعراء المشاركين أشادوا فيها بخصال الشاعر والإنسان عبد الناصر لقاح، وبمكانته الشعرية والعلمية وخلقه الإنساني الرفيع. وكان من المفروض أن يشارك في هذه الاحتفالية الناقد محمد إدرغة الذي تعذر عليه الحضور لظروف صحية، والشاعر محمد فري الذي منعه طارئ قاهر من المشاركة، وناب عنه في قراءة مساهمته مقدم الحفل؛ عبد اللطيف الهدار، وكانت المساهمة قصيدة شعرية مائزة بعنوان: الشاعر والغدير، أهداها خصيصا للشاعر عبد الناصر لقاح. أما الوصلات الموسيقية، فكانت من أداء ثلاثي مجموعة "الفوانيس": الفنان أحمد القرقوري، والفنان أمين أيت العكيد، والفنانة الواعدة إيمان. والكلمة الأخيرة كانت للشاعر عبد الناصر لقاح، الذي شكر كل المشاركين، وعبر عن إعجابه بالقصائد التي ألقوها، كما أعرب عن سعادته بهذا الحفل، وأثنى ثناء صادقا عن الجهد الأكاديمي الذي يبذله الناقد محمد في درس وتحليل الأدب المغربي شعرا ونثرا، مزكيا ما ورد في مداخلته من آراء نقدية بخصوص مظاهر الحداثة في الشعر المغربي المعاصر. والجدير بالإشارة أن الروح المرحة للشاعر عبد الناصر لقاح، ودماثة خلقه وسرعة بديهته، أضفت على الحفل أجواء حميمية، وكثيرا من البهجة والحبور. وفي الختام، قدمت بعض الهدايا الرمزية للشاعر المحتفى به، ووزعت الشواهد التقديرية على المشاركين، والتقطت صور للذكرى والتاريخ. كما شهد الختام توقيع المشاركين وبعض الحضور في اللافتة الرسمية للحفل. ورغم المؤاخدات الكثيرة التي ينبغي تسجيلها على جمعية واورينت للتنمية والتعاون الراعية للحفل، بخصوص تملصها وتخليها عن كثير من الالتزامات كان قد تم الاتفاق عليها، سواء على المستوى التنظيمي أو اللوجيستيكي، وحتى المعنوي، فإن الحفل كان ناجحا، بفضل الروح النبيلة العالية للشاعر المحتفى به عبد الناصر لقاح، ولكل الإخوة المشاركين. وكذا بفضل الحضور الجميل الذي أضفى على اللقاء بهاء جميلا. المراسل