جعل الله تعالى رمضان فرصة سنوية للعباد حتى يجددوا توبتهم لله و يستغفروه على ما اقترفوه من أعمال ، إنه فرصة سنوية لشكر الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى . إن الصوم وترك شهوة البطن و الفرج تقربا لله و شكرا له ، من أعظم العبادات التي يتقرب بها الى الله، و التي تورث محبته ورضاه . إن رمضان فرصة سنوية لأمة الإسلام حتى تجدد العهد مع الله و تشكره على نعمة الإسلام، نعمة القرآن، حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض ، الذي انتشل الإنسان من ظلمات الكفر و الجهل و الظلم إلى نور الإيمان و العلم و العدل. والشكر يوجب الزيادة يقول تعالى (لئن شكرتم لأزيدنكم ) سورة ابراهيم آية 7. نشكر الله بالتوبة و الإنابة، حتى يزيدنا إيمانا وتصديقا و استقامة، يزيدنا ارتباطا وتعلقا وعملا بالقرآن، حتى نكون كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قرآن يمشي على قدمين . جعل الله لنا رمضان فرصة سنوية حتى نتذكر و نثوب ونرجع و نحاسب أنفسنا و نزن أعمالنا ، ونعرض أخلاقنا على القرآن ، لنقوم الاعوجاج ونكون كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان خلقه القرآن . رمضان شهر القرآن يقول عز من قائل (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى لناس وببنات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه)البقرة 185 في حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها "أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة وأنه عارضه في عام وفاته مرتين" وفي حديث ابن عباس "أن المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلا " متفق عليه. إن رمضان فرصة سنوية للاحتفال بالقرآن الكريم كلام الله ، قراءة وتدبرا وحفظا، فرصة حتى نرجع لكتاب الله، نعرض أعمالنا وأخلاقنا بل وحياتنا عليه ، فرصة حتى نجدد صلتنا بالقرآن ونقوي ارتباطنا به حتى لا يكون خصمنا غدا يوم القيامة ، فيقول يا رب إن عبدك فلان اتخدني مهجورا . إن رمضان زمن مبارك فيه قراءة القرآن سهلة ميسرة، وأجر القارئ مضاعف أضعاف كثيرا، فلنغتنم الفرصة ونكثر من قراءة القرآن بنية التأسي والإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم و صحابته من بعده . رمضان شهر القرآن، وحتى نعيش معاني رمضان لابد لنا من الاعتكاف على كتاب الله قراءة وتدبرا و حفظا وتخلقا ،أفرادا وجماعات بل مجتمعات ودول . القرآن الكريم هو المفتاح الذي به نفهم ما يعرفه العالم من تغيرات وتحولات وظواهر وأحداث، إذا نحن عدنا إليه نعظمه ونقدسه ونعمل بمقتضاه، لا بد من اتخاذ كتاب الله تعالى إماما حتى يجمع ويوحد فهمنا وسلوكنا وسيرنا كما كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. بشائر نبوية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه إذا اجتنبت الكبائر" رواه الشيخان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تسبيحة واحدة في شهر رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره" رواه الزهري . وقال صلى الله عليه وسلم ليس من عبد يصلي في ليلة من شهر رمضان إلا كتب الله له بكل ركعة ألفا وخمسمائة حسنة ، وبنى له بيتا في الجنة ". عن أنس رضي الله عنه دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن هذا الشهر قد حضركم ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله ، و لا يحرم خيرها إلا محروم " إنها مبشرات تحفز وتشجع هذا الإنسان، لعله يتوب ويرجع إلى مولاه يعبده ولا يشرك به شيئا ، يرجع رمضان كل سنة لعلنا نرجع إلى الله نطيعه ونتقرب إليه بالفرض والنفل ،لعلنا نرجع إلى كتاب الله نعظمه و نقدسه و نعمل بمقتضاه ، لنكون كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم، كان خلقه القرآن. زهير بن الطالبة