اعتبر رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية أن القناة الثانية – المغربية الحكومية – أعلنت الحرب بشكل غير مسبوق على اللغة العربية، بهذه العبارات القوية هاجم ، فؤاد أبو علي، منتقدا سلسة “الخواسر” الهزلية المنتجة خصيصا لشهر رمضان، والتي تعرضها القناة الثانية (دوزيم) خلال فترة الافطار التي تعرف دروة المشاهدة للتلفزيون الوطني. وقال أبو علي أن المسلسل “اختير له موضوع واحد وسيناريو وحيد هو الاستهزاء باللغة الرسمية للبلاد، مؤكدا أن القناة الثانية فقدت البوصلة وأصبحت تعيش على وقع التسيب من خلال إعلانها الحرب المطلقة على كل عناصر المشترك الوطني”. وتابع أنه بعد التلميحات التي كانت تظهر هنا وهناك في سنوات ماضية، الآن بدأت المواجهة مكشوفة ضد اللغة العربية من خلال عرض مسلسل (الخواسر). ودان الائتلاف ما اعتبره تشويها طال اللغة العربية خلال هذا المسلسل، واصفا ذلك ب “السلوك الاستفزازي”، الذي أرادت من خلاله الجهة المنتجة لهذا المسلسل أن تكشف عن تواطئها وانخراطها في الانقلاب الحاصل ضد اللغة الرسمية للمملكة ومقتضيات النص الدستوري، وذلك بغية فرض واقع لغوي وقيمي جديد على المغاربة”، داعيا كل الفعاليات المدنية وعموم المواطنين للتعبيرعن رفضهم. وطالب فؤاد أبُو علي، وزير الاتصال والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (جهة تحكيم اعلامي رسمية) ب “التدخل العاجل لوقف هذه المهزلة ومحاسبة المسؤولين عنها”. وأكد أن الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية أنه يحتفظ بكامل حقه في متابعة المسؤولين عن هذا “الماخور اللغوي” كما وصفه. وسلسلة “الخواسر” هي من برامج التسلية الرئيسية التي تعتمد عليها القناة لجلب اهتمام المشاهد، وتعتمد على قالب فكاهي يمزج بين ما هو تاريخي -أسطوري- وماهو معاصر بكل ما تتيحه تكنولوجيا الاتصال الرقمي، وتتميز السلسلة بلغة حوار “هجينة” مزج بين الفصحى والدارجة. ويقوم بدور البطولة فيها كل من الممثلة سامية أقريو والمغنيين غاني القباج وسعيد موسكير. وظلت القناة التي تأسست نهاية الثمانينات من طرف مستثمر فرنسي، منذ تأميمها من قبل حكومة عبد الرحمن اليوسفي أواخر التسعينات، تتلقى انتقادات بشأن اعتمادها بشكل مفرط على اللغة الفرنسية. ورغم تراجعها عن توجهها الفرنكفوني بشكل بارز خلال السنوات الأخيرة، الا أنها، وأمام دعوات قوية لبعض الشخصيات الجمعوية في المغرب، الى اعتماد اللهجة المغربية الدارجة في الاعلام، خاصة في تقديم النشرات الاخبارية، ورغم تمكن المدافعين عن اللغة العربية، من وقف مد “التدريج” الا أنه يبدو من خلال توجه القناة نحو توظيف اللهجة المحلية، سواء في المسلسلات المدبلجة أو في بعض البرامج، الشبابية على الخصوص، وأخيرا سلسلة “الخواسر”، أن هنالك توجه يهدف الى تعزيز اللغة المحلية على حساب اللغة الفصحى، وهذا الطرح نلمسه بشكل كبير لدى دعاة التعريب وكثير من المثقفين والنشطاء. و بعد سلسلة انتقادات واسعة وجهت إلى سلسة "الخواسر", بسبب دمج اللغة العربية بالدارجة المغربية، عرفت السلسة تراجعا كبيرا في نسب المشاهدة بعد أن حصلت على مواقع متقدمة في حلقاتها الأولى. فحسب إحصاء مؤسسة ماروك متري لقياس نسب المشاهدة، خسرت سلسلة "الخواسر" 2 مليون مشاهد في غضون أيام، وبعد أن كانت تحظى بمتابعة 5 مليون مشاهد، تقلص العدد إلى 3 مليون. أبو يوسف