إن المتتبع بالعين الثالثة إلى قضية محمد اوزين وزير الشباب والرياضة المتهم في ملف ما بات يعرف بمركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، و اللغط الكثير الذي أحيك و ضخمته بعض وسائل الإعلام التي تكالبت على الرجل سيكتشف أن الأمر اكبر من قضية اختلال في التسيير. إن المدقق في حيثيات الأمور لن يكتشف إلا مؤامرة تدبر من طرف بعض قيادات الحزب الذي ينتمي إليه اوزين و الذي يعتبر فيه رقم يصعب تجاوزه خصوصا وان الكل يجمع على اوزين أمينا عاما للحزب في المحطة التنظيمية المقبلة. اوزين الذي تمرد على واقع صناعة النخبة في المغرب و الذي طغى على المشهد السياسي لسنوات على اعتبار ابن الوزير يصبح وزيرا حيت قدم من القاع واستطاع تحقيق طموحه وأعاد لأبناء الشعب الأمل في الطموح إلى مناصب سياسية كانت ويتبين أنها ما تزال محجوزة لأبناء الأغنياء ومحظورة على أبناء الطبقة المسحوقة. إن أبناء الشعب في نظر الكثيرين لا يصلحون وزراء ولا أمناء عامون لأحزاب شاخت وأخرى ترهلت فهم أناس خرجوا من أرحام خلقت للتصويت ولملئ الكراسي وجنبات الطرق لعلية القوم بهذا الوطن الحزين من تصرفات خفافيش الظلام. اوزين في نظر القانون المتهم البريء حتى تثبت إدانته من اللجنة التي طالب هو بتشكيلها، وفي نظر السياسيين فرصة ثمينة لنهاية منافس تعذر عليهم إزالته و التغلب عليه بلعبة سياسية نظيفة، وفي نظر الشعب هو الصورة السيئة التي رسمها في أدهانهم المستفيدين من نهايته السياسية و في نظر بعض الصحفيين اللقطاء الباحثين على "لونفلوب" غنيمة للاغتناء من خصومه في مشهد قذر ومتسخ بعار هذا الوطن الذي لا يستحق بحق تشويه صورته من اجل دريهمات ممزوجة بدناءة التشهير برجل يمثل بصيص أمل طموحات مجتمع كان مقهورا وبهذه التصرفات حكم عليه بالقهر الأبدي.