عاشت وتعيش عدة دواوير ومداشر بجماعة واولى العزلة والحرمان المدقع والإقصاء الممنهج في العديد من المجالات، وعلى مختلف الوجوه وأصبحت في عزلة تامة، وبلغة أكثر صراحة، أصبحت معاناة ساكنتها في الحدود القصوى التي لا تقبل المزيد من التحمل، بل أضحت هذه الدواوير في معزل تام عن محيطها من المغرب الآخر. وتضم هذه الدواوير كلا من : تاكيوت، إكردان، إغير نايت احساين، تسلوين، تالغمت، أداماغن، تفرتن الزيتون، تبركنت، وهي كلها يلفها الاقصاء والإهمال والانعزال، ناهيكم على ما تعانيه ساكنة هذه المناطق من ويلات وحرمان في مجالات الصحة والتعليم والماء الشروب واستحالة التوجه حتى نحو سوق قريب لاقتناء حاجياتها اليومية والذي صار مستعصيا كأبسط شيء بالنظر لانعدام مسالك وطريق مهيأة. لكن دون توفر طريق كيف لها أن يتحقق لها ذلك. إننا بصدد إعادة إنتاج حالة مهزلة أنفكو مجددا. فكفى من الاستهتار واللامبالاة بالمتطلبات المشروعة لهذه المنطقة من المغرب المعدود في الغير النافع. لقد اصبحت هذه المناطق في عزلة تامة بعد ان عصفت موجة من الرعد مؤخرا بقنطرتين تقليديتين وزوالهما، مما زاد في تعميق الازمة وقطع الصلة بالمطلق عن العالم الخارجي وتضخيم حجم معاناتها. هذه الدواوير برمتها تحتاج لطريق بطول 28 كلم، تربط بين مركز جماعة واولى ودوار أداماغن. والساكنة المستهدفة لمجموع هذه الدواوير، يفوق عددها 7000 (سبعة ألاف) نسمة.لكن لا حياة لمن ينادون. فبعد أن توجهت ساكنة المنطقة نحوعمالة إقليمأزيلال السنة الماضية، وتكبيل مطالبها بشتى الوعود وقيام "الجهات المعنية" بدراسة في الموضوع (لم تظهر نتائجها إلى يومنا هذا)، فإن الامور بقيت في طي النسيان ولازالت دار لقمان على حالها. ولم تكن الضحية ولا تزال إلا ساكنة المنطقة المغلوبة على أمرها والتي يطالها الإهمال والإقصاء. ذلك ان المشاريع بجماعة واولى إذا ما كتب لها التنفيذ، فإنها تتم حسب الولاءات الانتخابية وإقصاء الدوائر المتمردة والمعارضة بالجماعة المذكورة. اعلموا ان الساكنة مصممة في القريب العاجل على القيام بمسيرة جديدة، لكن هذه المرة نحو ولاية الجهة لإسماع صوتها وإيصال معاناتها من دون استسلام حتى تحقيق مطالبها...