يعتبر الدخول المدرسي موسما من المواسم التي تؤرق أغلب المغاربة كل سنة, ووجعا أليما وحقيقيا بسبب ما يواكبه من إجراءات وصعوبات مالية واجتماعية ونفسية تثقل كاهل الناس خاصة من ذوي الدخل المحدود بسبب ارتفاع مصاريف الكتب والمستلزمات المدرسية،ناهيك عن مخلفات شهر رمضان الذي أثقل عبء الأسر المادية , ويلتقي التلاميذ بمختلف مستوياتهم الدراسية في الابتدائي و الإعدادي والثانوي، كما العائلات أيضا سواء في المدن أو القرى، في معاناة موسمية و سنوية لا تنتهي, تتجدد عند بداية الدخول المدرسي كل عام، الأمر الذي دفع الناس إلى المطالبة بالتقليص من تضخم المقررات و المواد. تقول نعيمة عن معاناتها، أم لثلاثة أطفال يدرسون في مدرسة عمومية بأفورار، عند الدخول المدرسي لهذا العام تماما مثل السنوات المنصرمة، حيث تعترف بأن زوجها لم تعد لديه القدرة الكافية لتدبير مصاريف مستلزمات ابنيها معا خاصة لدى اقتناء الكتب والملابس الجديدة للدخول المدرسي, إذ كان يلجأ قبلا إلى القروض الصغرى أو إلى جمع المال لشراء حاجيات المدرسة من دفاتر وكتب ومحافظ وملابس، ورغم الراتب المتوسط لبعض الأسر إلا أنه لا يكفي لسد حاجيات ومستلزمات أبنائها في المدرسة، خاصة أداء "واجبات" التسجيل والتأمين وأيضا الانخراط في السيارة التي تقلهم من البيت إلى المدرسة، هي معاناة متكررة لأسر ذات دخل قار, فماذا عن من راتبه قليل و أقل, أو لا راتب له أصلا, و ينتظر من الوزارة أن يستفيد من مليون محفظة التي لا تصل أبناءه, بل تقتصر على من له راتب قار ... كما يعاني التلميذ بدوره لدى بداية كل دخول مدرسي، نظرا للصعوبات التي تعترض طريقه في كل المستويات , وفي كل المدن و القرى, إذ أن التلميذ يجد صعوبة بالغة في حمل محفظته المليئة بالكتب والدفاتر، حتى أن ظهره يعاني كثيرا من ثقل ما يحمله , الأمر الذي ينعكس على احدوداب ظهره,و اضطرار الآباء على مصاحبة أبنائهم لحمل المحافظ. أما التلميذ القروي فتكمن معاناته أساسا في بُعد المدرسة عن مقر سكناهم، وهو ما يجعلهم بعضهم يكابد ويصبر حيث يقطع المسافات الطويلة من أجل متابعة دراسته، و البعض الآخر يفشل و يتمرد, فيتخلى عن حقه في الدراسة الذي لم تضمنه الدولة لهم كما ينبغي. و من بين معيقات وعراقيل الدخول المدرسي بالنسبة للتلاميذ والأسر التي تختلف حسب اختلاف انتماءاتهم الطبقية والمجالية وباختلاف الأسلاك الدراسية بالنسبة للتلاميذ.يمكن إجمالها فيما يلي: - مشكل بعد المدرسة عن مقر السكن, الأمر الذي يؤدي إلى الهدر المدرسي خاصة الفتيات. - مشاكل الخوف من المدرسة بالنسبة لتلاميذ السنة الأولى - مشكل ثقل المحفظة المدرسية لكثرة المستلزمات المدرسية والكتب وتضخم المقررات. - مشكل إيجاد مكان في الداخليات نظرا لعددها المحدود و الطلب المتزايد. - كثرة المعاناة مع ارتفاع المصاريف الكثيرة، لتمدرس الأبناء خصوصا في التعليم الخصوصي، مثل كثرة الكتب والدفاتر والأدوات والأوراق، وكثرة الواجبات المدرسية من تأمين ودفتر مدرسي ودفتر صحي وجمعية الآباء وجمعية التعاون المدرسي بالنسبة للابتدائي، وواجبات التسجيل، وتأمين وجمعية اللآباء والجمعية الرياضية وغيرها بالنسبة للثانوي. لذا يجب أن تعمل الوزارة على رفع المعاناة والصعوبات عن الأسر وأبنائها المتمدرسين، وذلك من خلال التخفيف من تضخم المواد والمقررات، من ثقل المحفظة والمصاريف, وتوفير خدمات الإيواء و الإطعام و النقل و تقريب المؤسسات التعليمية من التلاميذ, لتشجيعهم على التعلم و التحصيل الجيد,و الاهتمام لمستقبل التلاميذ على مستوى و البرامج و المناهج والكتب المدرسية.