*مهني غيور المشهد الإعلامي بجهة تادلة ازيلال ،وبعدما تم اختراقه من طرف العديد ممن لا علاقة لهم به وكذا دخول بعض المحتالين ومحترفي النصب والشعوذة على خطه ، ففي غمرة الإمتداد المتنامي لأعراض الابتذال داخل نسيج الفعل الصحفي الذي لازالت تكتنفه للأسف ممارسات مخلة بأسس التعاقد الأخلاقي الناظم لعلاقة الإعلام بالمتلقي، لازال جدول أعمال الفاعلين الإعلاميين الشرفاء محكوما بواجب مساءلة ذلك الخطاب الإنتهازي الذي يجعل الحديث عن البعد الأخلاقي للصحافة مجرد إطناب فائض عن الحاجة المهنية. حيث أضحى يسلم شواهد حسن السيرة والسلوك لكل من يدفع تحت أو فوق الطاولة،بل حتى الفعل النقابي الخاص برجال ونساء الإعلام تم اقتحامه من طرف بعض عديمي الضمير المهني الإعلامي،فصار نشازا وتم بالتالي تشويهه خدمة لأجندة تعمل على هدم النقابة الوطنية للصحافة المغربية،ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا. وإذا كنا لا نتواجد في الموقع الذي يجيز لنا توزيع صكوك الاستقامة والمصداقية على الزملاء، فإن هذا لا يعفينا من مسؤولية الإحالة على اتساع بقعة الارتشاء والابتزاز داخل منظومة العمل الصحفي وذلك بخلفية تخسيس من تهمه عذرية صاحبة الجلالة بأن الأمر أصبح يستدعي اصطفافا ملتزما الهدف منه تكثيف استحضار هوية الفعل الصحفي الجاد وحدود توظيف ميكانيزماته المهنية على أمل إستشراف آفاق جديدة تنتفي فيها خطوط التماس بين أخلاقية المهنة ونذالة التوظيف الانتهازي للرسالة الإعلامية. وحيث أننا أصبحنا نعيش في كنف مهنة ابتليت بظواهر مرضية حاملة لعباءة محاربة الفساد، فإن مسؤولية إعادة إنتاج سؤال الالتزام تبقى ماثلة بإلحاح أمام أجندة الفاعلين الإعلاميين لاسيما وأن التراضي عن هذه الأكليشيهات المتعفنة من شأنه تكريس مشروعية جعل آليات العمل الصحفي مناطا لتفجير البعد الأناني في شخصية الفرد مع ما يعين ذلك من تحويل سافر للقلم أو الميكروفون إلى رأس المال رمزي يدر على صاحبه مجموعة من المغانم. شيء طبيعي أن تطالعنا بعض المنابر والأجهزة الإعلامية بمواد وأجناس صحفية يجري تصميمها تحت الطلب انتصارا لأولياء النعمة ضدا على مواثيق شرف المهنة، وهو ما أصبح يعطي الانطباع بتلاشي المسافات بين الأخلاق والنذالة، المشروع واللا مشروع عبر إضفاء المشروعية المهنية والأخلاقية على تقاليد كسب المغانم والتقرب من دوائر صناعة القرار كما حدث مؤخرا بمدينة سوق السبت حيث أبت بعض الأطراف إلا ان تستولي على الجانب الإعلامي لا لسبب سوى أنها لوبي يخترق الجسم الصحفي متذرعين بالصفة القانونية لتفويت الصفقة الاشهارية التي حسب علمنا لازال المكلف بها لم يؤدي واجبات الإشهار للمنابر الإعلامية المكتوبة منها والالكترونية وأخاف كثيرا أن يحول مبالغها لحسابه الشخصي ؟ مما يكرس مبدأ السخافة بدل الصحافة ومما زاد سخافتها أن ممثلها بالنقابة سخيف جدا فبدل أن تكون النقابة ، تسير أمور الصحافيين و تسهر على مصالحهم ، و تزبد و ترعد عندما تمس كرامة المنتسبين إلى الجسم الصحفي الذي يعيش أقسى لحظات أيامه في ظل العبث و الفوضى و التكالب على المصالح الشخصية على حساب المبادئ المقدسة التي أسست من أجلها الصحافة . أصبحنا نرى بالمباشر كيف أن صحافيين يبيعون كرامتهم و يسيئون للمجتمع من أجل حفنة من الدراهم أو من أجل " قهيوة " ، طبعا يمكن أن نجد من يبرر التجاوزات الصحفية التي تحدث يوميا بالجهة كالقول بالمبدأ الميكيافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " أو القول بالمثل الشعبي " مايحس بالمزود غير لمضروب بيه" للتعبير عن درجة العوز و الحاجة التي يعيشها الصحافيون ،و هذا ما يدفعهم- في نظر المدافعين عنهم- إلى التسول تحت موائد المسؤولين ، فغالبيتهم لا يتوفرون على عمل قار يقيهم قساوة العيش ،يفضلون أن يقدموا مبادئ الصحافة قربانا على معبد الفساد و الرشوة و الإخلال بالواجب وضعيتهم المادية تثير الشفقة ، خاصة و أن المهنة لم تنظم بعد بالجهة ، لا يتوفرون على رواتب قارة و محترمة ، لا يتوفرون على التغطية الصحية ، لا يتمتعون بأدنى قوانين الشغل و لا يجدون إطارا جادا يدافع عن مصالحهم ، على الرغم من كل هذا، إننا لا نتفق مع سلوكاتهم و نرفض رؤيتهم ،و نطالبهم بالبحث عن بدائل جديدة لأن المجتمع الذي نعيش فيه بحاجة إلى صحافة قوية قادرة على الصمود في وجه الفقر و الجوع ، قادرة على التغيير. كان من الواجب أن يلعب المكتب المسير للنقابة الجهوية ان كان اصلا او تأسيسه من طرف ممثلها دورا إيجابيا لخلق نواة صحفية فاعلة مساهمة في التنمية المحلية ، بواسطة التأطير و الانكباب على مشاكل الصحافيين المعترف لهم بالكفاءة و محاربة المتطفلين و الانتهازيين و عديمي الأخلاق ، غير أن المكتب غيب مسؤوليته و بات يلوك قضايا و أمورا بعيدة كل البعد عن اهتمامات الجهة وعن مشاغل الصحافيين أنفسهم ، وأصبح الانكباب من طرف ممثلها خلق النعرات والصراعات بين الزملاء, وكذا السعي وراء مسؤولي الجهة لجلب مصالحه الشخصية التي لنا عودة للكشف عنها في وقتها , فأمام الفراغ المهول امتلآ الحقل الصحفي بالسخافة و الكائنات الصحفية التي لا علاقة لها بالكتابة , كل من فتح صفحة بالفايسبوك أو موقع بالانترنت يعانق آلة التصوير فيصبح بقدرة قادر صحافي بطاقة الصحافة في كل مكان عند الجزار الخضار التاجر الميكانيكي صانع أسنان فلاح ... إنها السخافة يازملاء المهنة أرجوكم يجب تخليق المهنة و محاربة اللوبي الاعلامي من اجل إعادة الاعتبار للحقل الإعلامي لأنه مرآة الشعب التي مع الأسف تكسرت مما حجب الرؤيا الحقيقية .