وطّنوا أنفسكم...

" أعظم ما في الدنيا ليس أن تقف، بل الاتجاه الذي تتقدم نحوه " أوليفير وندل هولمز طبيب وكاتب وشاعر أمريكي
وطّنوا أنفسكم...
لكل قصّة بداية ولكل حادث حديث ولكل مقال باعث، وباعثُ هذا المقال تأملات في أحوال شباب اليوم من خلال المُعاينة المتكررة، والدور المنوط بنا كأفراد نحمل هموم فئة ننتمي إليها. كل هذا وغيره الكثير حفزني على إتمام ما عزمت عليه، بطرح أسئلة مُستفزة لنا جميعا مطلوب منا محاولة الإجابة عليها بكل صدق وصراحة.
أي هموم لشباب اليوم ؟!... سؤال تنتابنا جميعاَ حماسة كبيرة ونحن نناقشه أو نطرحه على موائد الحوار، لكن جذوة الحماسة التي نصطلي بها سرعان ما تخبو فنُسى مع هذه الحماسة التي دائما ما تفتُر تباعاَ بمجرد محاولتنا بداية التقييم والمصارحة الذاتية مع أنفسنا بشكل منفرد. مصارحة بداياتها تتلخص في الكتابة والتدوين على الورق، هدفها طرح حلول فعلية وعملية تكون كفيلة لوضع النقاط على حروف لكلمة جوفية لا تحتوي نقاط "هموم.." وجب تنقيطها قصد إعطائها وزناَ أكبر أو تعويضها بمرادف إيجابي مثل " المبادئ " ،...
آن الأوان ...هي لحظة تاريخية أدعوا فيها جميع الشباب بمن فيهم نفسي التي بين جنبي للامتثال للوصية النبوية في معرض حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا". (1).
وقفة ... وقفتنا ستكون مع الوصية الخالدة " وطّنوا أنفسكم .."،ففي معاجم اللغة العربية " وطّنَ نفسه على الأمر أو له : تعني هيأها لفعله، خصه بها، حمله عليها" (2). تهيئة، تخصيص وتحميل لنفس ألفت النوم والدعة، مسلحين بقوة الإرادة والصبر والتحمل لان طريق الجنة حُفت بالمكاره وطريق النار حفت بالشهوات.
خلاصة، ...تسطّير المبادئ والأولويات مفروض من كل واحد منا بشكل مُستعجل، وحذار أن نهيم ونسبح وراء سراب الهوى سرعان ما نكتشف أنه هباء منثور. وهنا دعوة صريحة حية لاغتنام أوقات هي نعم الأوقات في خُلوة ربّانية يستعين بها كل منا بالله بُغية التوفيق والسداد.
وليكن مسك الختام أبيات لضابئ بن الحارث حين يقول:
فلا خير فيمن لا يوطّن نفسه على نائبات العصر حين تنوب
(1) : حديث ضعّف الشيخ الألباني إسناده في ضعيف الجامع الصغير، وكذا في تعليقه على مشكاة المصابيح، ويصح وقفه على ابن مسعود.
(2) المعجم الوسيط، المعجم.الرائد
(3) أبوصهيب المهدي فاضلي
(4) Elmehdi.fadili@gmail.com