(قصر الكلام اختيار، و خيره ما قل و دل، و كلمة واحدة توفي و تكفي...) تأصلت الفوبيا المخزنية في الشعب ...فعلى الرغم من أحاديث تخليق الإدارة و المفهوم الجديد للسلطة لا زال المواطن ينظر للمخزن و رموزه نظرة ريبة و توجس و شك... لا يأمن مكره حتى مع الجدران الصماء... البعبع المخزني جعل المواطن ، أقول بعض المواطنين يقبلون أو يتقبلون بعض شطط بعض رجال السلطة ...( و التبعيض هنا ضروري لكي لا يقال أني حطيئة أهجو كل شيء ) .... و إنكار هذا الشطط لا يتعدى أحيانا القلب، من باب أضعف الإيمان، و ما مقام السكوت هنا للرضا، بل فقط شكل من أشكال التقية الشيعية لدرء مفسدة أكبر ... لكن بالمقابل نجد موظفين في قطاعات أخرى لا تغتفر زلاتهم مهما صغرت، و لعل نساء و رجال التعليم أكثر عرضة للنقد و التجريح و التشهير. ... تصيد خطير للزلات في طريقة اللباس و الكلام و الأكل و المشي ... و غالبا ما تؤخذ المنظومة كلها بذنب بعض سفهائها. ربما تحول السخط المكبوت على حملة السلاح نحو حملة الطبشور، كصدى ضربة تتردد بعيدا عن موضع الضرب... سلوكات بعض المسؤولين في التشهير بأهل التعليم لأغراض سياسوية فتح الباب للقاصي و الداني لإغماد سيفه في الجسم التعليمي المنهك، و كلها ضربات مقصودة لإضعاف فئة مستنيرة و منيرة علما و أدبا و سياسة و فنا ...، و نزع صفة الإجلال عنها، ليس إجلالا لأشخاص و لكن لصفة ورثة الأنبياء.فللأسف يستشهد العوام بأمثلة لسلوكيات شاذة هنا و هناك، و ما هذه الحالات إلا غيض يسير من فيض كوارث و فضائح يعج بها المجتمع، نعم خطأ الأستاذ خطيئة، و صغائره كبائر بمقياس المجتمع ، و هالته حساسة تخدشها أدنى هفوة، لكن بالمقابل لا ينبغي استغلالها و التعامل معها بأسلوب الباباراتزي و الصحافة الصفراء التي تقتات على أخبار الفضائح ... فكثيرا ما نجد في قصاصات الأنباء بالبند العريض: أستاذ يفعل أو أستاذة تفعل ... و من دونهما بأسلوب عادي : جريمة كذا و كذا دون إشارة لهوية و صفة الفاعل. فليذكر الصحفي الأصفر أن الأستاذ من علمه خط تلك السطور، و ليتذكر أهل حلقيات المقاهي و صالونات النميمة ممن ينبشون في أعراض الأساتذة و الأستاذات أنه لولاهم لما استقامت جلستهم و لما استقام لسانهم ...