يحتفل المغاربة بعيد الاستقلال المجيد ويخلدون لذكرى المقاومين المغاربة الذين دافعوا عن المغرب من أجل نيل الحرية والاستقلال وعلى رأسهم المغفور له محمد الخامس والذين بفضلهم ينعم بلدنا في أمن وطمأنينة وسلام. هؤلاء الذين ضحوا بالغالي والنفيس واسترخصوا أرواحهم فداء لهذا الوطن ، حرّكتهم روحهم الوطنية الصادقة للدفاع عن المغرب كمقاومين وأعضاء في جيش التحرير. كنت كلما استحضرت هذه الفترة التاريخية الهامة في حياة المغاربة ، إلا وحملتني مخيلتي لأتذكر شجاعة وقوة المقاومين المغاربة خاصة المقاوم أحمد الحنصالي أو حماد أحنصال المنحدر من زاوية أحنصال بإقليم أزيلال ، هذا المقاوم الذي تربطني به صلة الانتماء لنفس الإقليم ، كنت لا أمل سماع حكايات عنه ، وأتذكر وأنا في سن صغيرة كيف كنت أتلهف لسماع حكايات عن هذا البطل المقاوم أو الثائر الهادئ كما وصفه عبد الرحيم بوعبيد.. أسد الأطلس كما يحلوا للبعض تسميته به ، إتخذ من الجبال المحاذية لسد بين الويدان على الطريق الرابطة بين أفورار وأزيلال ملاذا له في انتظار تصيد فرصة للإيقاع بالمستعمر الفرنسي، باعتراض طريقهم وإطلاق النار عليهم من بندقيته التي لاتفارقه..وتمكن هذا الثائر من زرع الخوف والرعب في نفوس المستعمر الذي لقبه بسفاح تادلة ، وكان حماد أحنصال أو أحمد الحنصالي إنسانا بسيطا في هيأته ، ملامحه الأمازيغية توحي بقوة شكيمته وصلابته..كان يقوم بتنفيذ عملياته ويتنقل من مكان إلى مكان عبر المناطق الجبلية ، ليعلنها حربا ضروسا ضد المستعمر الغاشم الذي اغتصب أرضه.. ليُلقى عليه القبض ، يوم 23 يوليوز 1951 بسد بين الويدان بعد أن سخرت السلطات الاستعمارية الفرنسية لذلك عشرة آلاف محارب وطائرات حربية ، وبمساعدة بعض الخونة الذين سلموه مقابل مبالغ مالية مهمة. وأصدرت المحكمة العسكرية الفرنسية حكمها بالإعدام في حق هذا الشهيد البطل ، ليتم تنفيذ الحكم يوم 23 نونبر 1953 رميا بالرصاص ، ليدخل هذا البطل ، والذي كان في الأصل راعيا ، تاريخ المقاومين المغاربة من بابه الواسع..