المتتبع لواقع الديمقراطية في العالم اليوم لابد وأن يستوقفه ما تتعرض له من ضربات موجعة, قد تفتح مستقبل تعايش الانسانية على مصير أقل ما يقال عنه أنه غامض. فاذا كانت جل التعاريف التي اقترحت لمفهوم الديمقراطية قد أجمعت على أنها اطار سياسي ونمط حياة اجتماعي واقتصادي يتعايش فيه التنوع والاختلاف بل وحتى التناقض, فاننا أصبحنا نجد في عالم اليوم, وخصوصا منه الديمقراطيات التقليدية, تنحو منحى لاعادة انتاج لائكيتها واظهارها بمظهر الضامن لمستقبلها. ذي من بين تمظهراته التضييق على المحجبات ومنعهن من ولوج مجموعة من المؤسسات العمومية قد يؤسس لردة فعل داخل وخارج هذه الدول.لأنه كيف لا يقبلون بالمحجبات في واقعهم ويقبل المواطن المسلم بعريهم وخصوصياتهم داخل واقعه؟ مما يدفعنا الى التساؤل التالي:أأصبحت الدول الغربية في مرحلة تستدعي اعادة تأثيث بيتها الداخلي بتجهيز تقليدي؟ أم أن الآمر يدخل في إطار صراع حضاري ووجودي؟ وبين التساؤلين رابط يجمعهما هو منطق "الغاية تبرر الوسيلة" .وهو ما يؤكد على أن الوعي الأوربي عموما لازال حبيسا لتصورات كلاسيكية إقصائية لم تستطع شعارات الديمقراطية المعلنة من تفكيكها وتحليلها وإعادة تركيب تصورات موضوعية تشاركية وبالتالي التخلص والتحرر من عقدة الإنفراد بقيادة العالم...