نساء في قمم جبال الأطلس في صراع مع الحياة من اجل؛نعم يستحقن كل التقدير و الاحترام(...) . النساء شقائق الرجال، والمرأة في سيرة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم لها مكانة عظيمة، فهي عرض يصان، ومخلوق له قدره وكرامته. وقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم الرجل والمرأة بوصايا وتكاليف ، وكل أمر ونهي عام في أوامر ووصايا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه شامل للرجل والمرأة قطعا ، والمرأة داخلة فيه بلا شك ، وإنما يوجهَ الخطاب للرجال تغليبا على النساء ، وهذا أمر سائغ في اللغة ، إلا أن هناك أحكاما ووصايا لا خلاف في اختصاصها بالمرأة دون الرجل ، مما يدل على اعتبار شخصيتها المستقلة عن الرجال . أشار لذلك القرآن في أوائل السور المسماة باسمهن -سورة النساء- في قوله تعالى-:" يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا ونساء و اتقوا الله الذي تسالون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا"النساء(1). فهذا أصل علاقة النساء بالرجال، أن الجميع من أصل واحد هو آدم وزوجه التي خلقت منه، وأن المرأة فرع عن الرجال أبتداء، ثم تناسل الأصل وتكاثر الفرع حتى تواجدت الأمم والشعوب، وظلَت المرأة شقيقة للرجل في حياته على مدى العصور، حتى لعبت بها الأهواء، وتقاذفتها الأغراض، واختلفت وجهات النظر فيها، حتى أصبحت كالسلعة تباع وتوهب، ويكارم بها. حقا صارت المرأة التي هي أمي و أمك وأختي وأختك يا أخي المسلم يستهان بها في هذا الزمن اللعين. أين نحن من الديمقراطية و العدالة و التنمية وما يقال ... ؟ المرأة القروية ؛ إقصاء ؛تهميش؛ فقر ؛ أمية؛...كل هذا تعرفه المرأة القروية خاصة؛ و يجعلها تقاسي في حياتها اليومية ؛ وتحول دون تمتعها بحقوقها الكاملة؛ ، بحيث توكل لها الأعمال الشاقة التي هي من اختصاص الرجال كما أنها تظل محرومة من حقوقها في عدة مجالات كالتعليم والصحة والترفيه الخ...و... معاناة المرأة القروية متواصلة تبتدئ من الطفولة، حيث نجد الأطفال في العالم القروي يعيشون طفولة مهمشة ومحرومة و مقصيون من حقوقهم المتعارف عليها دوليا ولا يتلقون الرعاية اللازمة لا من الدولة ولا من منظمات المجتمع المدني مما يؤدي بهذه الفئة إلى الحرمان من التربية والتعليم والصحة ...هذا بدون اعتبار المثل الذي يقول" بان المرأة نصف المجتمع و النصف الأخر يتربى في أحضانها". في زمننا الحاضر لازالت المرأة القروية تعاني من ظاهرة الأمية والفقر والتهميش والمعاناة ؛ ففي القرية لفرق بين المرأة والرجل إذ لم نقل أن هناك نساء أحسن من الرجال في أداء بعض الأعمال الشاقة ؛ومن بين الأعمال التي تقوم بها المرأة القروية خارج البيت هي مساعدتها للرجل في عملية الحرث وغرس الخضراوات والسفر مسافات طويلة لجاب قطرة ماء و كذا الحطب على ظهرها و غسل الملابس... الخ. أما في ما يخص الأمية والجهل فحدث و لا حرج فجل النساء و اغلب الفتيات أميات ؛ نظرا لانتشار الهدر المدرسي و غياب الظروف الملائمة لمتابعة الدراسة فقليل منهم من عندها مستوى السادس الابتدائي ؛ ومن ناحية أخرى تفشي ثقافة الزواج المبكر. إن تهميش فتاة العالم القروي يزداد يوما بعد يوما، ففي مختلف مناطق ازيلال مثلا لا توجد الى حد الآن و لو جمعية ناجحة تهتم بالشأن النسوي. إن الفقر يعد السبب الرئيسي الذي يمنع ولوج الفتاة القروية إلى المدرسة، اغلب الفتيات يغادرن المدرسة بسبب عجز الآباء على توفير مصاريف الدراسة ومن الآباء من يرى بان المدرسة مضيعة لمستقبل الفتاة حيث يعتبر تعليم الفتاة لا يليق مع أنوثتها و وخصوصياتها. هذا؛ بالإضافة الى بعد المدرسة و غياب تام- لوسائل النقل و البنيات التحتية- حيث لا احد يستطيع قطع أزيد من 4 كيلومترات يوميا للذهاب إلى المدرسة خاصة في فصل الشتاء حيث الأمطار تسقط بشكل مستمر. وبنظرة سريعة على برنامج عمل المرأة القروية منذ الصباح حتى المساء ربما نأخذ فكرة بسيطة عن واقعها، تحكي هذا البرنامج تودة بنت موحى أوعلي من قرية بنواحي ازيلال فتقول: "نستيقظ قبل شروق الشمس بساعة على الأقل، والتي تشرق عليها الشمس وهي نائمة يصفها الجيران بالكسل والبلادة، ويعتبرون ذلك شؤما، وعدد قليل من النساء يبدأ بالصلاة، والغالبية لا تصلي -أين دعاة الإسلام- ثم يبدأ البرنامج بإطعام وسقي و إطعام البهائم و الماشية، ثم تنظيف المنزل وترتيبه وإعداد الإفطار لمن في المنزل، ثم غسيل الأطباق والملابس -إن وجدت الماء- ثم القيام بتسريح الماشية وهي المهمة الأصعب حيث تستغرق ساعات بين جبال الأطلس دون قوت إلا الماء إن وجد ؛ أو البقاء بالمنزل لمراعاة الأطفال وإعداد الغذاء ذلك حسب القرعة و هنا تتجلى الديمقراطية الحق؛ و تقول تودة و بعض النساء غالبًا ما تقضي نصف يومها في الحقل، وعادة تقضي اليوم كله، حيث تنهي عمل المنزل في الصباح الباكر وفي المساء بعد العودة. المرأة القروية تعاني ولازالت تعاني...تنادي و تستغيث فمن يسمعها و يفهم قولها؟أم انه حق القول الذي يقول " ثلاثة أصناف من البشر لا يستطيعون فهم المرأة : الأطفال ، والشبان ،والشيوخ؛ " فهل الحكومة لا تسمع نداء المرأة القروية كذلك؟ أم ماذا؟ لحسن بغوس"واومدا"