شياطين الانس وجهة نظر انقضى شهر الصيام , لم يكن شيء يعكر فيه صفو الاسحار , كانت الشياطين مصفدة بالاغلال . اما وقد انطلقت حرة من عقلها (ج.عقال= حبل)فقد انتشرت أصوات الضجيج الصاخب تملأآذان المساجد, والنداء يكرر : الصلاة خير من النوم ،لا تابه شياطين الانس ,وربما الجن من ورائها , وهي توزع زعيقها على أرجاء المدينة ,لا تابه لوقت الصلاة , والمصلون لا تكاد تلتقط اسماعهم آي قرآن الفجر من صخب مزامير الشيطان .للايضاح انا هنا لست بصدد تحليل او تحريم الغناء او الموسيقى , فذلك شأن له أهله وخاصته , والاختلاف رحمة على كل حال .انما الذي لا جدال فيه ان لا احد يستطيع ,مهما كانت تبريراته , ان يزعم ان الغناء او الموسيقى امر مباح والصلاة قائمة , الا ان يكون ممن يفتي على هواه , او ممن باع دينه بدنياه. ليست الصلاة وحسب .العمال والمرضى وعامة الناس , أليسوا في حاجة لسكون الليل ؟الا ينشدون فيه بعض الراحة المفتقدة في نهار الكد والسعي؟فباي حق يعمد شخص او مجموعة أشخاص إلى ازعاج الاغلبية من الناس ؟ لماذا لا تعمد الجهات المسؤولة إلى سن تشريع يضع حدا لهذه الفوضى العارمة؟ اليس حريا بهؤلاء ان يقصروا احتفالهم على بداية الليل,(منتصفه مثلا) ان كان النهار لا يكفيهم؟ من حق من شاء ان – يشطح ويردح- ان يتوجه صوب قاعة افراح في ضاحية المدينة ,ليسهر الى اول الصباح. للانسان ان يفرح كما يشاء , ويعبر عن فرحه كما يشاء, وبما يشاء, ولكن من حق أخيه الانسان, كذلك , ان يهنأ بسكون الليل كما يشاء .. ففي ثوب السكون تختبئ الاحلام ..وفي سكون الليل يناجى رب الانام, وهو أقرب ما يكون الى اهل القيام. .ع.الكبير العموري.28/8/2012