كثر الحديث مؤخراً عن قدوم لجان من المفتشية العامة للإدارة الترابية التابعة لوزارة الداخلية إلى إقليم أزيلال ، وذلك في إطار الافتحاص الذي سيستهدف بعض الجماعات القروية وجمعيات المجتمع المدني . الموضوع له علاقة بالدعم الذي تقدمه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تهدف مشاريعها إلى تقليص نسبة الفقر ومحاربة الهشاشة والتهميش والإقصاء الاجتماعي . أمل المواطن المغربي بإقليم أزيلال في أن تتوج هذه الإجراءات بنتائج إيجابية ، وإقرار الزجر والعقوبات متى دعت الحالة إلى ذلك. خبر الزيارة لقي ترحيباً لا محدوداً من بعض الأصوات التي لا تعرف الصيد ، لا في الماء الصافي ولا العكر. وبلغ الأمر إلى المناداة على هذه اللجان ومطالبتها بزيارة جماعات وجمعيات بعينها . وبالنسبة إلى الآخرين ، فهم يفكرون للحدث ويندمون ويلعنون ويتمنون لو انقلبت سيارة المفتشين قبل وصولها حتى تمر الأمور بسلام ، أو على الأقل ليتم إرجاء عملية الافتحاص إلى وقت لاحق . وعلاقة بالموضوع ، سُمع أحدهم في المقهى وهو يخبر أحد زملائه أو أصدقائه أو واحداً من عائلته قائلاً بلهجة إنذارية : " ها المفتشين جايين – كونوا على بال ". وكثيراً ما نسمع مسؤولينا يتبادلون مثل هذا الخبر عبر الهاتف (ليس كلهم) : - " ألو- ها المفتشين جايين ". - " ألو – فين واصلين ". تراهم شبه مرضى من الصفار وفقدان الشهية ، يصدرون أوامر عشوائية هنا وهناك . وبعضهم يفضل مغادرة مقر العمل تحت ذريعة المرض المفاجىء . ومن بين ما يُحكى عن هؤلاء المسؤولين أن بعضهم يلبسون الحفاظات القطنية في مثل هذه الزيارات غير المرغوب فيها ، بالمناسبة ينبغي توجيه الشكر الجزيل للشركات المصنعة لهذا المنتوج النافع ، وإلا سيكونون في مواقف حرجة أمام الموظفين العاملين تحت إمرتهم . وقيل إن أحدهم في أيام الوزير إدريس البصري حضر على التو إلى العمل منتعلاً حذائين مختلفين. يُذكر أن هذه اللجان حضرت للوقوف على الخروقات الحاصلة في الحسابات الإدارية والتسيير المالي لبعض الجماعات القروية منذ سنة 2009 ، ومتابعة مدى الالتزام بمجال صرف دعم وأموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. صدق من قال :" ما دير ما تخاف " ، للأسف لو عملنا جميعاً بهذه النصيحة ما حضرت هذه اللجان وما أزعجتنا زيارتها. أحمد أوحني [email protected]