قبل الإنتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر الماضي بأربعة أيام ،انقطعت خدمة الأنترنيت على الموديم لأسباب مجهولة. شغلني كثيرا أسباب هذا الإنقطاع، وحين طرحت هذا المشكل على لفيف من الأصدقاء على طاولة إحدى مقاهي المدينةانقسم هؤلاء الى فريقين إثنين: -الفريق الأول، يرى أن سوء الأحوال الجوية والتساقطات الغزيرةالتي شهدتهابلادنا أيام ماقبل الإنتخابات هي السبب. -الفريق الثاني، يرى أن انقطاع الخدمة عائد الى اسباب إنتخابية حتى لاينشط دعاة المقاطعة على الشبكة العنكبوتية في مواقع التواصل الإجتماعي التي على رأسها الفايسبوك والتويتر. أنا هنا كمدمن على الأنترنيت على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك وجدت نفسي أمام فرضيتن محتملتين إلا أنني أميل كثيراالى تصديق الفرضية الأولى لأنني استبعدت الثانية للحجة التالية: كيف يمكن قطع الأنترنيت والمغرب ليس لديه ما يخشى عليه وهوقد قطع أشواطا طويلة في الديموقراطية وحرية التعبيروالإصلاحات آخدة طريقها الصحيح الى التنفيذ، ومسؤولي بلدنا الكريم لا يملون من ترديد أغنية الإستثناء المغربي..استبعدت هذه الفرضية أيضا رغم ما يحصل لي أحيانا من إستفزازات من طرف شخص اخترق موقعي يسمي نفسه ali bolizi، ولست أدري فعلا هل هو من البوليز أم هو مجرد شخص نزق مشاكس؟ بعد أيام من انقطاع خدمة الأنترنيت على الموديم والتي غلبتۥ فيها الفرضية الأولى على الثانية، قصدت إحدى وكالات إتصالات المغرب لأستكمل معرفتي حول هذه الظاهرة. إلا أني تفجأت بالمسؤول الذي استفسرته عن أسباب الإنقطاع بجوابه :"أن داكشي لي كتعرف هو لي كنعرف حتى أنا..الخدمة مقطوعة عندي حتى أنافي الدار".من يعرف إذن ليجيب على سؤالي البسيط إذا لم يكن الموظف الذي يعمل في الوكالة لايعرف؟ مع انفراج الأحوال الجوية وظهور شمس ساطعة حارقة، بدأت فرضية الأحوال الجوية تتهاوى وتتآكل بسرعة لتبدأ الشكوك تراودنا مع الفرضية الثانية وفرضيات أخرى . طرحت فرضية ثالتة، ربما أن الموديم العادي الذي اشتغل به يعاني من ضعف الصبيب بشكل يجعله مع أدنى تقلبات جوية يتوقف عن الخدمة. هكذا فكرت، ولأتجاوز مثل هذا العائق، فكرت في الإنخراط مع برنامج نافذة الذي يصدعون به رؤوسنا لأرى تلك الفوائد والإيجابيات التي يتحدثون عنها مع هذالبرنامج .طبعا،أريد الموديم ولا أريد الأنترنيت بالثابث لأسباب تخصني شخصيا ولا حاجة لي الى بسطها هنا في هذا المقام. انخرطت مع برنامج نافذة، ووقعت على العقد، لكن حتى موديمهم مثله مثل الموديم العادي لايشتغل. بعد الإعلان على النتائج الأولية للإنتخابات التشريعيةليلا، ومع صباح يوم 26-11-11بالضبط ،عادت خدمةالأنترنيت من جديد، وعودتها في مثل هذا التوقيت فتح بابا مشروعا للتساؤل التالي، ماالعلاقة الميكانيكية التي تربط الإعلان عن نتائج الإنتخابات وعودة الأنترنيت؟، ولماذا انقطعت أيام ذروة الدعاية الإنتخابية على الموديم ؟..بعودة الأنترنيت أيضا اكشفت وياللخسارة مايلي :أن الموديم العادي الذي أعبئه مثل الهاتف المحمول هو مثل موديم برنامج نافذة بل هو أفضل منه بكثير ،لأن الأول لم أوقع على الأقل على عقد يلزمني تحقيق شروطه مع أحد ،أعبئه متى أشاء وأتركه متى أشاء..ترى هل يمكن لي فسخ هذا العقد مع برنامج نافذة؟،لا أعرف هل يمكن لي ذلك متى أشاء لأعود الى سيرتي الأولى مع الموديم العادي الأول..وأنا في غمرة طرح هذه الإسئلة ،وبعد بضعة أيام من تشغيل خدمة الأنترنيت على الموديم ،عاد الإنقطاع مرة أخرى يوم30-11-11، ولاتزال حالة الإنقطاع هي سيدة الموقف الى حدود كتابة هذه السطور، ترى لماذا كل هذه الإنقطاعات ؟،هل الأمر يعود الى مشاكل تقنية في الرادار، ولماذا لايتم إصلاحها خاصة وأننا قد أدينا كل واجباتنا في الأنخراط والتعبئة؟، والى متى سيستمر هذا التلاعب؟ محمد حدوي