حين كان عامل الإقليم"علي بويكناش "يدعو وكلاء اللوائح بدائرتي أزيلال دمنات وبزو واويزغت إلى احترام القوانين ، والحرص على نظافة الإستحقاق لتشريف الإقليم ،شدته الغيرة على الوطن ، فنصح الجمع والجميع بالوفاء له ،بل أخدته العزة والإعتزاز بالوطن كالعادة حيث أردف قائلا: " كلنا نعمل من أجل الوطن..وكل شيء سوف يذهب ويبقى الوطن..فاعملوا من أجل الوطن". لم يكن يدري وربما كان عالما الله أعلم أنه حرق كل البنود القانونية ، وسقط في المحظور... الوطن عند سعاته مغرب ممتد من طنجة إلى الصحراء المغربية ، ولكن عند المستمعين وعامة الناس الدمناتيون على الأخص كان وسيظل رجلا ترشح للظفر بمقعد برلماني في دائرة أزيلال دمنات. كان "الوطن" من بين الجالسين أمام سعادة العامل ، يسمع حديثه بشغف وربما في قرارة نفسه بسمل وحمدل وأثنى على سعادته ولو في قرارة نفسه ،ولم يجد وجها متلألئا وصبوحا أكثرمن محيا رأس السلطة بالأقليم حين جال ببصره بين كل الحاضرين،من فهم الوطن "رجلا" استغرب وانبهر وحولق متأففا ،منافسوه تبادلوا النظرات بديلا عن العبارات بكثير من الإمتعاض أكيد دون أن يتجرأوا نطقا ببنت شفة، لأن الذي ألقى الخطاب ليس مواطنا عاديا بل هو عامل الإقليم. كان الخطاب قبيل بدء الحملة الإنتخابية لذلك نزل ككسف من السماء على الفاطنين من منافسيه ، وبردا وسلاما على "الوطن" وحوارييه. ،بينما ذوو الفهم الجغرافي للوطن ظلوا مشدودين إلى المقاعد فاغرة أفواههم إلى اشعار آخر... لقد ترشح "الوطن" وفاز وأصبح ممثلا للأمة بعد أن كان الوطن هو الأمة كلها.والسؤال المطروح هو هل يحق لأي منتخب أن يستغل رموز الوطن أو الوطن بعينه كما جرى بدائرة دمنات . فصاحبنا المرشح الذي أطلق على نفسه "الوطن" كتب إسمه على ورقة دعايته الانتخابية متبوعا بكلمة الوطن و بأسفل الورقة ذيلها بعبارة "الوطن دائما". ترى هل أصبح الدستور الجديد و مدونة الانتخابات يسمحان بتوظيف الرموز الوطنية والمقدسات في الحملات الانتخابية ؟أم أن العاطفة غلبت على السلطات الوصية فسكتت عن الكلام الغير المباح ،فكان ماكان..؟ فما رأي المراقبين أيضا في الذين أشركوا الدين ووظفوه في دعايتهم ،وبرعوا في استعطاف الناخبين وأوردوا اسم الملك ،و أحاديث نبوية ،و عيد المؤمنين ،وشوهد إسم الله في ورقة الدعاية الانتخابية يداس بالأقدام في شوارع كل جماعات الإقليم..فهل انتهى زمن الأخلاق لمجرد حلول موسم البرلمان لحسن أكرام [email protected]