مساء الخير يا مسائي..، وكم أسعد بوصولك يوما بيوم.. تفضل ،منذ قليل وصلت كالعادة أنتظرك، إجلس هنا ، جنبي، أم يا ترى لديك رأي آخر؟ ،ماذا قلت أيها الربيع ؟ هل أنت معي أم مع المساء هذا المساء؟ ماذا قلت يا حضرة المساء ؟ تعبت من رحلتك ..؟ تفضل تستريح، توسد كتفي، هنا عند عتبة الجنان، جهة الساقية القادمة من مصب العين، بلون بني ، هنا محطة نهاية السير. فليس بعدنا سوى البحر، وليس خلفنا سوى القهر بالقهر، ألا ترى شمس الآن بلون الجمر؟جليس المساء.. ألا تسمع هدير الرعد؟ وكأن السماء تستعد لقصف الفضاء بالبرق، وماذا أو من أتعبك.. ماذا قلت؟ قلت ما رأيته في بلاد العرب لم يعجبك،؟ وماذا رأيت؟ تفضل،.. تفضل.. إجلس، تفضل إلى هنا لقد هيأت مكانك، فعبد ربه يبحث عن مصادر أخبار موثوق بها ، وأبحث بشغف، تفضل إجلس، افترشت لك هنا بعضا من جرائد اليوم، تفضل إجلس فوقها فهذه الأخبار المكتوبة على الورق لا تصدق، أما الراديو والتلفاز فقد أضربت عنهما وقت الأنباء، بسبب الإشهار تلو الإشهار وبصوت مرتفع ، تفضل هل أصب لنا قهوتنا،فنجان لي وفنجان لك، تعرفني يا حبيبي المساء يا خلي ، ويا جليسي كل مساء، تعرفني لست أبارح ''التيرموس '' الصغير،مرة فيه البارد، ومرة فيه الساخن، هل أعجبتك القعدة،هنا أحسن، بعيدا عن رائحة ذلك القوم، ماذا قلت؟ قلت ياحسرتنا معا أيها الربيع، ياحسرتنا على ماأرى هذه الأيام مشاهد لايكاد يصدقها العقل، غرقى في بلاد مابين النهرين ، وحكام كم يحتقرون تراب وأهل فلسطين و بلاد الشام، وانتفاضة الكنانة وتونس يرمي بمركبها هذا الشط لذاك الشط ،وتكاد تغرق ، وأهالينا في بلاد اليمن وسوريا وليبيا يقتلون بالجملة، والحيحة'' -بفتح الحاءين وسكون الياء- على كرسي الحكم في لبنان، وهيجان جماهري كبير بلا ربان، ياحسرتنا معا أيها الربيع، ياحسرتنا فهذا المساء والمساءات القادمة سوف لن تعجب، لقد بلغت الحد، فاقصف أيها الربيع الجو، أقصف، أقصفه بالبرق والرعد، وامطري أيتها السماء ، امطري أمطرينا بمزيد من المطر فالمساء هذا اليوم،يا مسائي ويا مساؤكم ملاك في حضن المساء بلون الجمر... ولقد مر من هنا يوما عابر سبيل، في يوم غابر، بسيط بعظمة البسطاء ينشد الزجل، يسبح لخالقه،يسأل : لماذا الربيع في البلدان أضحى خريفا..؟ لماذا الصيف تبدل شتاء..؟ المصطفى الكرمي. 11 ماي 2011 إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل