تُرى ،، يالمقيم ... ! أرحْ ذا الفؤاد المتيمَ في لَهَباتِ الأتونْ وصُدَّ رياح الجنونْ .. وشدَّ إليَّ حبال الوصالَْ وصُبَّ عليَّ زلال الحياه وحُطّ لديَّ متاع الرحالْ وفئَ الظلال ، ووعدَ اليقينْ عسايَ أكونْ جديرا بنار المياه جديرا بروح تماهت بروحي ..تصيرُ جروحي : فيوضَ سلامْ .. يفاجئني طيفُ زغرودةٍ في الدروبْ .. تماما كما الصبح يُجلي الندى أو كما الشمس تحمرُ عند الغروبْ تماما كما الريح هزّت جناح قطا في الفيافي تضيقُ المنافي .. تفرّ القوافي أصيحُ .. يعودُ الصدى يُذكّرني : كم أنا في الهجير أذوبْ .. يغور المدى .. ولدى غيهب الليل ، أبقى يتيما يناجي الظلامْ .. يُسائلني في ليالِ الصقيعِ امتدادُ تشظٍّ يصدرني حيث اُحْرَقْ .. تُرى ، يا المقيم على قُرب قلب ، أجرّبْتَ أن تُسعف الذكرياتْ على وقع برد الحنايا ،، على لوعةٍ أشعلتْ حرقةً في الحشايا فلا أنت تصحو ولا أنت في قعر قارورة العطرِ ، تغرقْ .. ولا أنت يرثيك سجعُ الحمام ؟؟ أجربت يا سرمديَّ الإقامة بين الضلوعْ .. ثواءَ الوحيدِ على جمرة كل يوم تجوعْ ؟؟ أجربت أن تغمض المقلتينْ ، فأغفلتَ عما وراء الكلام.. وأغفلت عن دمعتيْنْ : فواحدةٌ من بياض الوصالْ .. وثانية من سواد الحطام ..