داع صيت شلالات اوزود داخل الوطن وخارجه لذا باتت مقصد كل عاشق للسياحة الجبلية قصد الاستمتاع بهدير الشلالات وسحر الطبيعة ونقاء الهواء والاندماج مع أساليب العيش في الجبال التي تطبعها البساطة في كل شيء ولرحابة صدور أهل الأرياف الأطلسية أيضا. لكن البنية الطرقية المؤدية لهذا المنتجع الجبلي الساحر ينقصها الكثير من التأهيل لاستقطاب أعداد مضاعفة من السياح. وإذا كانت طريق مراكش – ازيلال مرورا بتاكلا صوب الشلال قد تم توسيعها شيئا ما منذ سنوات فان ولوج الشلال على طريق مراكش – بني ملال مرورا على أيت عتاب يتطلب من السائح أو أي مواطن عادي صبر أيوب وهو يقود سيارته من والى الشلال.لاسيما على طول المسافة بين ايت عتاب المركز إلى غاية قنطرة وادي العبيد فهي كلها حفر تشكل خطورة على السائقين الذين لا دراية لهم بهذا المسلك،حيث بين حفرة وحفرة توجد حفرة أخرى.ناهيك عن الانهيارات الصخرية جراء أمتار الشتاء،وغياب علامات التشوير واقتلاع معظمها،علما أن طول هذا المقطع الطرقي كله منعرجات خطيرة،وحتى تلك القنطرة الحديدية التي تربط ضفتي الوادي بمنطقة ايت وابيت فهي متجاوزة،ولحيوية تلك الطريق فهي في حاجة ماسة لقنطرة عصرية تسمح بمرور العديد من العربات في كلا الاتجاهين معا و تمنح المزيد من الثقة والطمأنينة للسائق. في ابريل المنصرم كنت على متن سيارة أجرة عائدا من أوزود في اتجاه ايت عتاب،ولضيق الطريق فوجئ السائق بسيارة أخرى آتية من الاتجاه المعاكس ولعدم دراية سائقها بمنعرجات الجبال كادت أن تنزلق به إلى السفح وهو يفرمل على عجل مضايقا سيارة الأجرة قبل أن يبادر إلى استفسار سائقها إلا أن هذا الأخير قاطعه مهاجما إياه بصوت مرتفع مستعملا في الوقت حينه منبه السيارة لثوان قائلا \\\" واش باغي تموت؟ واش ماتتشوفش أبنادم؟ بينما لم يفهم سائق السيارة الأخرى ورفيقه أي شيء وعلامات الارتباك بادية عليهما كما يتضح من ملامحهما أنهما سائحان من جنوب الشرق الأسيوي.وبانجليزية فصيحة اعتذرا لسائق الطاكسي لعدم درايتهما بالطريق وسألاه عن طول المسافة المتبقية للوصول إلى الشلالات. التمست من سائق الطاكسي الكف عن توبيخهما لأنهما سائحان أجنبيان ولا دراية لهما بهاته المنعرجات الصعبة.أجبتهما بأنه لا يفصلهما عن الشلال إلا 10 دقائق من الزمن.تأسف السائح الأجنبي ثانية عن إزعاجه لنا قبل أن يواصل مسيره. لكل قسط من المسؤولية في وقوع مثل هذه الحوادث: فوزارة التجهيز والنقل لو ربطت هذا المنتجع السياحي من جهة ايت عتاب بطريق فسيحة لأخذ ذلك السائح راحته لإيقاف عربته وطلب الإذن بإرشاده عن طيب خاطر. ولو أن الوزارة ذاتها وضعت على رأس كل كيلومترين المسافة المتبقية عن ولوج الشلال لما احتاج ذلك السائح الاستفسار أصلا. فوزارة السياحة التي استعملت كافة الأساليب ترويجا لجلب 10 ملايين سائح خلال هذه السنة من جهتها لم تتوانى في دعوة المواطنين في الكثير من حملاتها بان يبتسموا في وجه السياح الأجانب كطريقة لتحفيز هؤلاء للعودة للمغرب وبأفواج هائلة بعد أن يرسموا لنظرائهم بالخارج صورة المغرب المبتسم على الدوام. وفي حالتنا هاته كيف يمكن لهذا المواطن السائق أن يبتسم في وجه ذلك السائح الأجنبي وخطر الموت على الطريق متربص به من كل صوب بين المنعرجات والاخاديد المخيفة. صحيح أن على المواطن بدوره وفق ما تقتضيه مبادئ المواطنة بان يساهم في إرشاد السائح وان يقدم له ايه مساعدة في المستطاع بغية إنعاش السياحة الجبلية في ظل ركود إنتاجية باقي القطاعات الأخرى كالفلاحة والحرف التقليدية ...لكن على الجهات المسئولة القيام بواجبها لتأهيل السياحة الجبلية من خلال تعزيز بنياتها التحتية من طرق وفنادق وكل ما هو ضروري من مرافق أخرى.وتوظيف تلك الملايير من السنتيمات التي رصدت مؤخرا لتأهيل منتجع اوزود السياحي بشكل جيد لإظهاره فتي أبهة صورة. فلو كان تواجده بضواحي البيضاء أو الرباط أو بالجهة الشمالية لكان في حلة باذخة عن تلك التي عليها ألان. ولان حظه أن تنبع مياهه من عمق الأطلس فطبيعي أن يناله التهميش شأنه في ذلك شان باقي القطاعات الأخرى بالإقليم.والأكثر من ذلك أن بعض المواقع الالكترونية كما وكالات الأسفار تدرج هذه الموقع السياحي الجبلي ضمن المواقع التابعة لنفوذ مراكش السياحي ضدا على إرادة الجغرافيا والتقسيم الإداري لأقاليم وجهات المملكة. ومن لم يستحي سياحيا فليفعل ما يشاء. مصطفى الدهبي إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل