لم تكن المقاومة الذاتية الأمازيغية متوقفة على الحرب الساخنة وحدها.فهناك أسس أخرى لتحصين المجالات الجغرافية الوظيفية,و إن شئت للحفاظ على الأمازيغية بما هي دلالة للحرية والاستقلال.وفي الأوساط الصنهاجية حيث تسود ثقافة الانغلاق يتدخل الشعر للدفاع عن قيم الصمود والتحدي والتحريض على القتال حتى الموت في سبيل الحرية والكرامة. ولأن القرابة بين الأرض والإنسان أوثق من القرابة بين الإنسان و أخيه.فإن شعر المقاومة الأمازيغي يجدد دوما تلك القرابة ويجعلها أساسا لعدالة قضايا المعارك للدفاع عن الأرض كيفما كانت طبيعة الغزاة. ولا يقتصر الشاعر الأمازيغي عن وصف المعارك فقط بل يعرض أوصاف المجال الجغرافي ويقدمها كما لو كانت شهود عيان على الحدث.ويعد الجبل أحد العناصر المرسومة في ذاكرة المقاومة المغربية بالأوساط الأمازيغية لأنه رمز الشموخ والكبرياء والحرية والاستقلال.ولئن كان شعر المقاومة متقدما في طريق الاختفاء بفعل فترة الركود التي عرفتها الأوساط الصنهاجية ابتداء من القرن السابع عشر الميلادي فإن للحماية الفرنسية دورا غير منكور في إحياء الرصيد اللغوي الموظف في التعبير عن مواقف الدفاع الذاتي.وللأسف لا يزال تدوين شعر المقاومة الأمازيغي لم يسلك مسارا صحيحا وإذا استثنينا بعض الندوات التي ينظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية التي تفتح مجالا لإسماع بعض المقاطع الشعرية ومجهود بعض الباحثين الجامعيين مثل الأستاذة لالة صفية العمراني بكلية الآداب بمراكش , والذين يشجعون الطلبة للنبش في السفوح الجبلية التي احتضنت ملاحم لن تنسى في الذاكرة الوطنية المغربية أو في الذاكرة الفرنسية,لا يزال شعر المقاومة الأمازيغي تطغى عليه الشفهية. 1- علاقة الشعر الصنهاجي بالجبل. وردت كلمة الجبل (أدرر،عري) في كثير من الأبيات الشعرية الأمازيغية الصنهاجية،بما هي اسم ظاهر يدل على مسماه و ينعته نعتا مباشرا محكما ، أو كمرادف يدل على الجبل كجوهر و ينوب عليه كاسم يدل على معنى كالمنحدر و المنزلق و الفج و التل و الحجر و أزيلال. و قد تجد تعابير ذات صلة بالجبل تصفه كمجال لنوع من الحيوان والشجر أو فضاء للرؤيا و الإلهام. ومن المفيد الاستشهاد ببعض الأمثلة: أ- التحدير يقول الشاعر: Meqqar nga ggan wucut timiriyt Ur ع a ynegh ad in tam iynaggura تفسيره: و لو وضعنا في منزلق ما علامة[للتحدير] لا أعتقد أنها ستضع حدا لانزلاق الأخرين. ب – الجبل كرأس الجمل (التشبيه) Aعrinnegh tannayt idd ighf n ulaghm ag nat-ic Taqqimen tuga g Meknes yilin jjigu g Fes معناه: نحن فرحون لما عاينت أننا نعيش في رأس الجمل(رأس الجبل) و قد ترك سنمه في مكناس و رجلاه في فاس و قد قيل هذا البيت بمناسبة زيارة عامل إقليمخنيفرة منطقة أنفكو الجبلية التي شبهها الشاعر برأس الجمل الخال من المادة الغذائية. كما شبه منطقة مكناس بالسنم المملوء بالشحم و شبه فاس بالرجل الغنية باللحم, و باختصار فالتشبيه المذكور ينطبق على المغرب لأن مجال متباينة إمكانياته و موارده. ج – المقعر و المحدب يقابل الفقر و الغنى يقول الشاعر: Ddu slhil a ssaعd mac iga rebbi d imci Mansiwt niwit s aqqa Mani ger yed nat_huf معناه: سر رويدا أيها الحظ ما دمت على هذا الحال لأننا سنبيت الليلة في قعر الواد فلا فائدة من الإسراع و لهذا البيت مناسبة. يحكى أن رجلا من قبيلة ايت عبدي كان يملك من الماشية عجلا واحدا وحمارا ينقل على ظهره من الماء كل يوم ما يكفي لسقي العجل و أفراد الأسرة. و لأن الرجل يملك من المال أقل ما يملكه غيره من الكسابين بجبال الأطلس الكبير الأوسط فهو أفقرهم و أقلهم حظا. و كان يحلم في يوم يكسب فيه قطيعا من الغنم أو الماعز ليتمكن من ممارسة الانتجاع و الترحال، لكن الحظ لعب بقدره لذلك كتب عليه الفقر. و قد تبين من ذلك، لما أصيب عجله بمرض لا أمل في شفائه. و ظل حاله بعض الوقت أنه كلما جن عليه الليل يبيت في الإسطبل لكي لا تفوته فرصة ذبح عجله إن تبين له احتضاره. و في إحدى الليالي غالبه النوم ليستيقط بعد لحظة من النوم على حركة غير عادية و ظن أنه مع الموعد فسارع إلى مكان الحركة فذبح الدابة، دون أن ينتبه ،و هو في جنح ظلام الليل أنه ذبح الحمار و أن العجل سيتوفى بعد ذلك. نام الكساب ثانية معتقدا أنه قلل من الخسارة و خفف من وقع الهول. و في انتظار الصباح الباكر سيشرع في توزيعه على أفراد عشيرته على طريقة الوزيعة المعروفة في الأوساط المغربية. و لما أصبح تبين الكساب أن العجل قد مات في وقت يصعب تحديده و أن ما فعله بالليل مجانب للصواب. أصبح لرجل لا يملك شيئا بالمرة فأنشد البيت السلف ذكره. د – البلوط والجبل يرمز البلوط إلى الجبل و بالأحرى إلى المجال الجبلي. و قيل في مناسبة رفض قبيلة ايت يحيى المشاركة في معركة تيلوين بين ايت عطة و ايت ياف المان في ربيع سنة 1883. Allig ur harrigx anneg tadist inw gif udar inw Addej ann netc iderr Sellamghaknt a tiyni تفسيره لما لم أتحرك لأضع بطني فوق رجلي دعني آكل البلوط و أتخلى عن التمر و بالفعل لم تحصل قبيلة أيت يحيى على نصيبها من قرية إكلميمن المسترجعة لأنها لم تشارك في معركة تيلوين.و تنبغي الإشارة إلى أن الشاعر يريد أن يقوللما لم أتحرك لأضع بطني تحت رجلي) تعبيرا عن المغامرة المطلقة أو عن الشجاعة الفائقة (دعني أستقر في بلد البلوط متخليا عن بلد النخل و التمر). وهناك أمثلة كثيرة وظف فيه الجبل للتعبير عن موقف ما ذي علاقة بالجبل كشكل تضاريسي أو كجوهر يستعمل في تشبيهات و معان كثيرة. 2-الجبل في شعر المقاومة الأمازيغية حضر الجبل في شعر المقاومة الأمازيغية عامة قديما وحديثا. وكلنا يعلم أن معظم القبائل الأمازيغية التجأت إلى الجبال للتحصين, وبعد انهيار الدولة المرابطية اتجهت صنهاجة القبلة نحو جبال الأطلس الكبير الشرقي. و في فترات تاريخية مختلفة لا يعنينا تحديها هنا نشطت الهجرات الصنهاجية من الجنوب إلى الشمال,فاتسع مجال صنهاجة من بلاد زمور غربا إلى بلاد بني مطير بسايس شرقا ومن بلاد زيان بالأطلس المتوسط إلى الأطلس الكبير الأوسط مرورا الأطلس الكبير الشرقي إلى الأطلس الصغير و إن شئت إلى الصحراء المغربية الشرقية.و رغم هجرات القبائل الصنهاجية إلى المنبسطات لا يزال الجبل مذكورا بكثرة في متن القصائد الشعرية.و كثيرا ما ساهم الجبل في تحقيق الكثير من الانتصارات لأن الجغرافيا صالحة لممارسة الحرب كما قال إيف لاكوست. ولا تزال الطوبونيمية تشهد على لحظات الدفاع الذاتي ففي الطريق التجارية سجلماسة/ فاس مواقع الحروب والمقاومة من ذلك مثلا قصر (أشبارو) بالخانق (تاغية), وتعني (أشبارو) بالأمازيغية المحارب أو المقاومة. ويغلب على الظن إن لبناء أشبارو بوسط الخانق وظيفة الدفاع عن الطريق التجارية.وللإشارة فإن اسم (أشبارو) أو (أوشبار) يطلق على الرجل القوي و على كل الذين يقدمون خدمات الدفاع الذاتي في القرى الزراعية المحصنة بالجنوب المغربي. وقرينتنا على ذلك أن في إحدى قصائد شعر النقائض الأمازيغي قيلت على لسان حصان يهجو البعير: A wa c igrane gg' ane imenghi G hmane icbura A taneyte asetigh n tablatine abu ubacidv تفسيره: تمنيت لو ألقي بك في ساحة القتال في لحظة ساخنة ما يهيج فيها المقاتلون ستشاهد (ستسمع) يا صاحب الحافر الهش وقع حافر الحصان الصلب في ألواح حجرية ولقد أجابه البعير في قصيدة لا يعنينا ذكرها هنا.وعلى طول الطريق التجارية يوجد فج تاروبيا وتعني الكلمة بالأمازيغية نبتة الفُوة التي يستخلص منها اللون الأحمر الأمازيغي.ولقد أطلقوا (تاروبيا )على ذلك الفج الضيق لأنه ميدان القتال ,لا تجف فيه الدماء البشرية. ولما كان الأمازيغ يتطيرون بالدم فقد فضلوا ألا ينسبوا الفج للدم.ويطلق على الحصون الدفاعية اسم أكديم وغالبا ما تقع في حدود المجالات الوظيفية بين القبائل وفي مقسمات الماء بين الأحواض النهرية مثل أكديم إغف أمان بين حوض زيز وحوض غريس. وهناك فج (تيزي ن واوال) أي فج الكلام في حوض غريس.وللكلام علاقة بالمعركة الدائرة بين ايت عطا وايت ياف المان بموضع تيلوين جنوب كلميمة سنة 1883 ميلادية ذلك أن المتطوعين من قبيلة ايت يزدك لما اتجهوا نحو حوض غريس لشن الحرب على ايت عطا قضوا ليلة بفج (تيزي ن واوال) وفي منتصف الليل سمعوا عواء ذئب يقترب منهم بحثا عن الطعام فقال له أحدهم أسا وين إواليون أسكا وين إفاليون أيوشن) تفسيره يا ذئب اليوم للكلام والغذ للسيوف). وتعني ووال بالأمازيغية شجرة غابوية كانت توجد بجوار ذلك الفج وهي قريبة في النطق من( أوال),فعواء الذئب الباحث عن اللحم هو الذي غير القصد الذي يحمله اسم الفج.فلم يعد منسوبا للشجرة الغابوية (أوال) بل للقول الذي لا يحمل مضمونه إلا بالفعل في ساحة الحرب. فالذئب صادق في عوائه لأنه يبحث عن الفريسة والمحاربون صادقون في أقوالهم لأن المعركة وقعت فعلا لا قولا. وفي ملاحم المقاومة ضد المستعمر الفرنسي حضرت بعض الجبال في الشعر الأمازيغي,الريف,صاغرو,حمدون,ايت يعقوب,بادو,تازكزاوت..ولقد ساهم الجبل في تحقيق بعض الانتصارات. 3- الشعر الأمازيغي بين تشجيع المقاومين وعتاب المتخاذلين بعد احتلال فاس تدخلت القبائل الأمازيغية لتحرير المدينة فحدث ما يعرف في نصوص المقاومة المغربية بالأيام الدامية.وللتذكير فإن الأمازيغ وظفوا الشعر في التعبئة للحرب ضد الحماية الفرنسية بفاس حيث قال الشاعر: Iged fas aabane eg tizi elle isghuyyu Awi ella isghuyyu Ahiwt a yayt lgharb ad ur_rahn wucan تفسيره: وضع فاس الثوب في الفج يستغيث ويصيح تقدموا يا أهل الغرب كي لا تضيع الفرصة أمامنا فتفر الذئاب إن طلب النجدة يقضي صعود الجبل لرفع اللواء الأبيض الذي هو علامة النجدة و للاستسلام. و لم يكتف الشاعر بطلب النجدة فقد عاتب قبيلة بني مطير الشجاعة قائلا: Ait Ndir mani tizzurt nune assa texsim Ur teqqimem am elli g da x tenaعattm eccnaat. تفسيره: يابني مطير أين كبرياؤكم الذي خمد واختفى لم نعد نسمع عنكم أية فضيلة ومجد وفي نفس السياق عاتب الشاعر الأمازيغي المقاوم موحى وحمو الزياني قائلا: Pan Mohand ou hammou bu wfala nna tezrit Ifegh khnifra ur yade iqqimi exs irrumin تفسيرة: آرأيت محمد أحمو المعروف بصاحب السيف فقد خرج من مدينة خنيفرة ولم يعمرها سوى النصارى. ومن جانب آخر فقد وظفت سلطات الحماية الفرنسية بعض الشعراء لخدمتها في إنجاح أسلوب الترهيب والترغيب للجنرال اليوطي. يقول أحد الشعراء: A wenna ittezzaan agga xef tadawt n mays Axxid batata ed elfcel igatn urumy تفسيره: يا من يطرد الزاد من ظهر أمه ما أجمل البطاطس والبصل التي غرسها الأجنبي و تنبغي الإشارة إلى أن اللفت و البطاطس من خضر الجبل المفضلة. 4-شعر تامديازت والمقاومة بالأطلس الكبير والأطلس الصغير تشتهر قبائل صنهاجة بشعر تمديازت وهي قصيدة طويلة ذات مقدمة تصب في وحدة العقيدة و تتطرق إلى أحوال الدهر والتحولات التي طرأت على المجتمع وعرض للقضايا التي تدور عليها القصيدة ثم خاتمة لاستخلاص العبرة مما أشار إليه الشاعر.وتعد تمديازت سلاح صنهاجة لضمان الدفاع الذاتي في الأوساط المغلقة.تلقى تمديازت في المواسم والأسواق والمناسبات الدينية ذات الطابع الاحتفال وفي الأعراس. ولقد طرأ بعض التغيير على مضامين تمديازت بفعل تعبئة الحركة الثقافية الأمازيغية والسياسية لبعض الشعراء فظهرت بعض قصائد الفخر والدفاع عن الأمازيغية تستهد بالمقاومة بجبال الأطلس. يقول الشاعر حمو أوخلا: Kane imazighne imenghane imazwura Takka telli n lehri agane tamazwarute Tekka eg ayt yaakoube t hayyante yet lggera Iccare urumye d umunslme are ittagh uggari. Allig sadane eg iddamne ame ca ughbalu. Mani talli n tzagzawte ijrane g mayyu Waxa meziyx dane ed tsellaxe i dalile Mani talligh n bugafer issandrane duniyte Mani talligh n Baddu d Hamdoune negh dd naghule Alig ddune imazighne mmutne g id lguerra. Dghri nani amure nec ur ittili eg dula qan adi ishu illinwe inu ghere it ghzane gg acale. *Hammou Ou khella معناه: شارك الأمازيغ في المعارك الأولى كانت معركة لهري أولها وقعت معركة مهة ببلدة تاحيانت وايت يعقوب اختلط النصراني والمسلم ولا تسمع سوى طلقات الرصاص حتى تحول الميدان إلى منهل من الدم أين معركة تزكزاوت التي وقعت في شهر مايو؟ ولو أني صغير فقد كنت أسمع الأدلة عن تلك المعارك أين معركة بوكافر التي هزت العالم؟ أين معركة بادو وحمدون التي عاصرتها؟ لقد مات الأمازيغ في معارك المقاومة والآن يقولون ليلا نصيبب لك في الدولة المغربية) كلا,أقول لهم( والله سأثبت نصيبي أو سيحفر في الأرض قبري) وفي الأطلس الصغير ظهرت الشاعرات الأمازيغيات لمسايرة أحداث معركة بوكافر تقول الشاعرة زهرة بنت الطيب: Abaslam ligh idvfene seghro Aliy ti zenzane iy mghrarene N ait boulane Aliy k n uli a seghrou Pa nbi ezwar-agh Aliy ki n guz a seghrou Pa nbi n zritine U llap are hecmegh A pa nbi liy k igherde ufus A pa nbi iwa عawnete Lislame ade iline A salhine n seghrou d Tassaout Beddate-agh. *Zehra bent Taib معناه: يا باسلام {عسو او باسلام} الذي كان سيد جبل صاغرو إلى أن باعه لأهل بولان(الكابتان بولان) حينما صعدناك يا صغرو{ لمقاومة المحتل} كان النبي في مقدمتا وحينما نزلنا جبل صاغرو{مستسلمين} تركنا النبي بالجبل {أبى أن يرافقنا ويزكي انهزامنا} لقد خجلت من نفسي أيها النبي لما استسلمنا {لذا} أطلب منك - أيها الني- أن تساعد الإسلام والمسلمين {للانتصار} {نفس النداء} أوجهه لأولياء منطقة صاغرو وتاساوت{و حيث توجد قبيلة ايت عطا) وألتمس منهم الوقوف معنا ونفس التقدير أوردته الشاعرة الأمازيغية بقبيلة ايت عطا السيدة عدجو إيشو: Anigh weligh i t-xellefne Isselpamene Sersname a tazukte Assinec aya gatou Taghule tssa-iyya axridve Am tallubanine Aghulne I gheddarne Are lessan tihendirine Apa nbi tassudemte Ayede ware dimma Yuwtv u ghenbu Tetv n ayede bu tanbatine *Adju ichou تفسيره: إني رأيت أولئك الذين يستبدلون البرانس (السلهام){رمز الكبرياء الأمازيغي} وضعوا أحزمة الحرب وحملوا الحبال العادية وإني رأيت البندقية {من النوع تساعية} قد عادت إلى المزود مثل المجوهرات {من نوع اللوبان} رأيت هؤلاء المتخاذلين يلبسون {زي النساء}(تحنديرت) يا أيها النبي لقد تسامحت مع الذين لا ملة لهم لقد نقر المنقار في عين أسياد القبيلة {وتلك نهاية غير منتظرة} 4- السياسة والحرب في شعر المقاومة الأمازيغي لم تكن رسالة الشاعر الأمازيغي بالأوساط الصنهاجية سهلة للغاية فهو مدعو لتنظيم قصائد تصب حول ما هو محلي وما هو وطني ودولي أيضا. ولقد عانى من المتابعات القضائية بفعل تجاوز بعض الحدود لذلك لا يتردد بعضهم في استشارة من هو أدرى بقانون الصحافة قبل إلقاء القصيدة. و حينما يحس الشاعر بالحرج في مضمون قصيدته يفضل عدم إلقائها في الأوساط العامة حيث توجد آلة التسجيل, ويسمى هذا النوع من الشعر بالأمازيغية (أضرضور) أي الأصم.و كثيرا ما تضع السلطة المحلية بعض الشعراء تحت المجهر لتجاوزهم الخطوط الحمراء. ولقد حدث مرة أن أرسل قائد قيادة أموكر بشرق إملشيل رجلين من القوات المساعدة لحضور رقصة (أحيدوس) لدى قبيلة ايت يحيى , فأدرك أحد الشعراء المغزى جيدا فحذر الشعراء الآخرين جيدا في الكلام التالي: A Moha ou Hammou Tellite ala bounte ame oukemri Tella rounda n' reyane Ghes adure tekate تفسيره: يا موحى وحمو إنك قاب قوسين من الانهزام (على بونت) مثل لاعب القمار يوجد هنا زوج من بطاقة الراي (روندا ن الرييان) فلا تلق ببطاقتك من فضلك ولقد حظي الخلاف بين المغرب والجزائر بأهمية قصوى لدى الشعراء الأمازيغ في الأوساط الصنهاجية. فمن حرب الرمال إلى قضية الصحراء فقرات إبداعية ممتعة. واللافت للانتباه أن بعض الشعراء استغرب من اختيار الجزار الحكم الجمهوري مما يفيد أن الذاكرة الأمازيغية لا تزال تحافظ مأساة انهزام الممالك الأمازيغية(تاجليدت) على يد الرومان: يقول الشاعر أالمرحوم أحمد أو لحبيب إيكن: Inayawne reyse ben bella Oullah a lmaghreb Kemzghac Ane ace itcane ame oumejute Adeye ifreh daye saadnesse Imile iwtasse aqmu irzaste Igaysse tikkare n ouserdoune Raayate ouenawne ittinine adoude Anne moune aneg ljamhoure تفسيره يقول لكم الرئيس بن بلا سألمس نقطة مرضك يا مغرب مثلك مثل المصاب بالقراع و حينما تطمئن من لمساتي سأساعدك ( ونناقش معا قضية الحدود) لكن المغرب كسر فم الرئيس بن بلا وجه له ضربة بغل (وهي ضربة قاسية في التشبيه الأمازيغي) وقال له عليك باستشارة من يقولوا لكم (مثل الاتحاد السوفياتي) تعالوا لإنشاء تحالف جمهوري ( وذلك زيغ واضح) وإذا كان الأمازيغ وحدهم المدافعون عن الملكية (تاجلديت ) منذ الملك يوبا الثاني فإن سكان الجبال وحدهم يستطيعون الدفاع عن الحدود وحوزة الوطن كما قال الشاعر الأمازيغي الشيخ لوسيور في إحدى قصائده ابراهيم معروفي [email protected]