مرحبا بك أيتها الشمس... أغربي وعودي لتسهري معي... مرحبا بوصول الطيور المهاجرة... أهلا وسهلا بكم وكلكم، إياكم أن يغادر أحد منكم... فبعد قليل سيعلن عن بداية الاحتفال... كيف التقينا في نفس المكان والزمان مع حزن يكاد أن يبكي... من منا صاحب المكان والزمن ومن منا الضيف وما يحزننا؟ ما شكل الحزن وما أصله وفصله؟ ومن منا الحزين بالظلم و لا يشتكي حزنه من ظلمه... كنت في هذا المكان من دون سابق إعلان عن موعد لقاء الطيور المهاجرة بالشمس هذا المساء... كنت على موعد آخر احتفل به في نقس اليوم ونفس المكان... وفي كل مرة يتقمص المكان والزمن شكلا... وما حل يوما بمثل قميصه اليوم، فراشة وصلت من قوس قزح وحطت فوق الجيد، والقميص شديد البياض و ناصع... وعصايا من الألماس الأزرق كأنها في يد مايسترو يرتدي طاقية الاستخفاء، حل هو الأخر بالمكان خلسة، كما نور المساء، كما ضوء القميص الأبيض، حطا بالمكان قبيل أن تحط الطيور المهاجرة وتختار مكانا في نفس المكان والزمان... هكذا أتيت إلى هنا وهكذا وصلت لأشفي غليل حياة الذكرى في روحي، فيما بيني وما بين نفسي... وعندما أشعر أن الحزن أشهر سيفه، وسيفي لا يبرح غمده في مثل هذا اليوم، أخذ للذكرى صورة وانصرف لحالي... أمر بزقاق المدينة العتيقة، ابتاع منها بعض الأدوات البسيطة للاحتفال، شمع رخيص، وقبضة كف من الزعتر أعطر به كأس الشاي... وماء الزهر وقليل من ورق الورد الجاف أعطر به بيتي... ونصف ربع كيلو من التين الجاف أمرربه سهرتي... وأجلس قليلا عند باب دكان صاحبي صائغ الذهب،بجوار بائع حلوى الصغار، يتحفني بحكايات النساء وهن يبتعن أو يشترين الذهب، والمراهقات يكتبن على سوارهم أسماء العشق الأول، وان واحدة منهن ستعود بعد قليل لسوارها وقد طلبت أن يكتب عليه شمس الأصيل، للتو أنهيت صياغة الاسم وحفرته برموز الحبيب هنا جانبا ، تفضل خذ السوار لقد كتبت الحروف هنا خفية وكما أرادت... واخبره إنني أنا أيضا التقيت هذا المساء بالشمس بعد الأصيل، ووصول الطيور المهاجرة وأخذت للحظة صورة رقمية، تفضل إلى شاشة التلفون المحمول، أنظر كيف كانت صورة اللحظة، الشمس تحط معسكرها في الأفق عند الغروب، والطير تحط معسكرها هنا على امتداد سهل خصب يسافر إلى الأفق لمعانقة، أشعة الشمس قبيل الغروب واصبح المعسكرين معسكر واحد... ويسألني وهل كلمت منهم أحدا؟ أجبته بنعم خاطبت الشمس وفلت لها اغربي وعودي لتسهري معي، لتحتفلي معي يوم عودة الطيور المهاجرة كل الاحتفالات الرسمية التي بثها المذياع هذا الصباح بمناسبة هذا اليوم لا تعنيني... بث المذياع هذا الصباح مراسيم الاحتفال بأول يوم من الحرب العالمية الأولى ... بث احتفالات أخرى لم أعرها أي اهتمام داخل وخارج وطني... هل شاهدتم شيئا من هذه الاحتفالات في الفضائيات على شاشات التلفزيون، فانا أصلا لا أشاهد برامج التلفزيون، اشتريته فقط كباقي متاع الدنيا من أجل خدمة البيت ومن أجل الديكور... هل رأيتم يوما مثل هذه الصورة على شاشة التلفزيون؟ فانا أفضل ان أعد كم عدد الطيور على هذه الصورة على سماع الأخبار ... ويمر احتفالي على ما يرام... لأن هناك أشياء لا أفهمها أصلا ولا أفهم إن كنت صائبا أم مخطئا، فمثلا لماذا يخلطون بين الأذان والمدافع في رمضان؟ لماذا يشعروننا بموعد الإفطار بطلقات المدافع...؟ ألا يكفي الأذان والمساجد في كل مكان؟ لماذا يطلقون المدافع هكذا سدى في غير مكانها ومحلها لماذا؟ كيف سيتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود وسط دخان مدافعهم...؟ لماذا تهتز بنا الأرض بمدافعهم عند كل فجر ويشتتون بها أرزاق الفجر؟ بل منا من يضيع من بين يديه إناء الوضوء من يده بسبب طلقات المدافع في الفجر... استسمجكم، أتعبتكم معي بأسئلتي، فعبد ربه هكذا يستريح، يطرح السؤال تلو السؤال دون أن يجيب، هل تتفضلوا مكاني وتفيدون بالجواب؟ ما رأيكم في الصورة...؟ وكيف كان اللقاء؟ اليوم 11 من عمر رمضان 1430 وليلة القدر بعد أيام، بعد 16 ليلة وليلة اليوم 70 من فصل الصيف التاسع من القرن 21 01 شتنبر في المغرب وأيلول في المشرق الشهر التاسع 2009 الساعة 22,45 بتوقيت خط جبل تاصميت بجوار مطل رمي الحمام سهول تادلة خط غرينتش سابقا أبو مهدي ملك الزهراء